الجارديان:رفض فرنسا التدخل في إفريقيا الوسطى بخلاف مالي يعكس تناقض سياستها الخارجية

ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن رفض فرنسا الاستجابة لدعوة رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيز للتدخل في نزاعاتها الداخلية لقتال المتشددين على خلاف ما فعلته حيال مالي يمثل تناقضا جذريا في سياستها الخارجية.
وقالت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني - إن فرنسا استجابت لدعوة مالي بالتدخل لقتال المتشددين بشكل سريع وحاسم لتجد نفسها في قلب إفريقيا مجددا عقب الاشتراك في حسم الصراعات بليبيا وساحل العاج في عام 2011 ، وقررت إرسال 2500 جندي إلى مالي في مهمة تم خلالها السيطرة على العديد من المدن الهامة وطرد المتشددين منها.
وأضافت "أنه على النقيض تماما من ذلك ، قابلت فرنسا طلب رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى بتقديم يد المساعدة لقتال المتشددين برفض تام ، على الرغم من مواصلة المتمردين هناك السيطرة على مدن مهمة مما شكل تهديدا على العاصمة بانجي ، وهو ما يعكس التناقض في السياسة الخارجية لفرنسا".
وأوضحت أن جمهورية إفريقيا الوسطى أصبحت إلى حد كبير منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960 دولة استبدادية تتسم بالعنف وكثرة الانقلابات ، في حين حافظت فرنسا على تواجدها السياسي هناك من خلال دعم النظم الديكتاتورية وتقديم المساعدات إلى المنطقة حتى تدخلت مجددا في عام 1979 للاطاحة بنظام حكم الإمبراطور جان بيديل بوكاسا.