رئيس التحرير
عصام كامل

رئيسنا القادم في موسكو


تتجاوز أهداف زيارة المشير عبدالفتاح السيسي لموسكو مجرد إبرام اتفاق تسليم روس لمصر.. فهذا الاتفاق تم التوصل إليه خلال الأسابيع الأخيرة وكانت زيارة الفريق صدقي صحبي للإمارات من بين أهدافها وضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق الذي تشترك فيه الإمارات والسعودية بالتمويل.. لذلك ثمة أهداف أكبر وذات طابع إستراتيجي لزيارة المشير السيسي مع وزير الخارجية نبيل فهمي لموسكو.


إن الرئيس الروسي بوتين لا يستقبل السيسي باعتباره فقط وزير للدفاع في مصر رغم أهمية ذلك حيث لم تستقبل موسكو منذ السبعينيات من القرن الماضي مسئولا عسكريا رفيعا، إنما يستقبل بوتين السيسي بوصفه الرئيس المحتمل القادم لمصر في ظل دستور جديد يمنح الرئيس المصري وحده دون مشاركة الحكومة صلاحيات إدارة السياسة الخارجية المصرية، وأيضا في ظل رغبة مصرية عامة في اعتماد سياسة خارجية مستقلة تتضح على جميع القوى الكبري وترفض الهيمنة الأمريكية أو الوصاية الأجنبية.

وهذا تحديدا ما فهمه الأمريكان ولذلك لم يفلحوا رغم براعتهم في استخدام المصطلحات الدبلوماسية في إخفاء غضبهم من هذه الزيارة التي تعد الزيارة الأولي للمشير السيسي منذ أن تولي مسئولية وزارة الدفاع في مصر للخارج.. فقد خرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية لتؤكد أنها سوف تستمر في التعامل مع جماعة الإخوان لأنها لا تصنفها جماعة إرهابية.

غير أننا مصرون على استقلال إرادتنا وقرارنا.. لن يخيفنا العنف الأمريكي وسوف نمضي في طريقنا وسنخوض تلك المواجهة الإستراتيجية التي نتصدي فيها للأمريكان وحلفائهم الإخوان.
الجريدة الرسمية