رئيس التحرير
عصام كامل

شيوخ النفاق ومشايخ التطرف.. الهلالى نموذج


فاجأ دكتور، شيخ، أستاذ الفقه، سعد الدين الهلالى كلًا من المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، وسط حضور كثيف من قيادات وضباط الداخلية في حفل تكريم مصابى الشرطة وشهدائها، بقوله إنهما من رسل الله ! اندفع الحاضرون إلى تصفيق ملتهب، فيما امتنعت كفا النبى الجديد، بمرسوم هلالى مجترئ على الله، عن التصفيق، امتعض وجه الوزير، وتحرك حرجا في جلسته، قال المنافق الهلالى إن الرجلين ابتعثهما الله لمواجهة من «يقول لا إسلام إلا ما نمليه عليكم، ولا دين إلا ما نعرف لكم»، في إشارة إلى حكم الإخوان والإرهاب.


وقال أيضا بالنص: «كما ابتعث وأرسل من قبل رسولين موسى وهارون، أرسل رجلين وابتعث رجلين.. ما كان ﻷحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله، وما يعلم جنود ربك اﻹ هو.. خرج السيسى ومحمد إبراهيم لتحقيق قول الله.. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة.. ويكون الدين لله»، لدينا إذن رسولان جديدان جدا، بعد 14 قرنا من الإسلام، أحدهما مشير، والثانى لواء.

واحد اسمه عبدالفتاح واﻵخر اسمه محمد، استخرجهما الشيخ من بطن اﻷحداث وزج باسميهما رغما عنهما في الدين، ليقلب عليهما الدنيا، بقلب معوج وعقل متحامق! لم يذكر القرآن قط أن هنالك رسولين بعد سيدنا وحبيبنا خاتم المرسلين محمد بن عبد الله، لم يرد في كتب السيرة ولا حتى التنجيم اسما الرجلين.

كل رسل السماء كانوا من الفقراء، لم يختر الله أبدا نبيا لواء ولا رسولا مشيرا ! لماذا خاض الهلالى بمجدافه عميقا، وجدف في بحر الممنوع الشعبى والدينى؟ إنها شهوة تسخير الدين لذى الصولجان ! شغل فراعنة قديم، لقد حشر الرجل نفسه في خانة أهل الشطط الذهني، أولئك الذين سوغ لهم خبلهم، وخيالهم الجامح، الحج إلى ميدان رابعة ومنصتها بدلا من الكعبة ! وهم أيضا ممن استنزلوا سيدنا جبريل وسيدنا رسول الله ليصليا بالجموع الحاشدة، بهتانا وزيغ علم، واندفاع مسنود بالباطل، على استنباط دينى لاستمالة قلوب مكلومة، أو مهيأة لشهادة في سبيل الوطن، دوى الاستعباط.. والاستخدام المستغل للدين لا يزال يتردد صداه.

لقد طالب سلفيون بأن يعلن الهلالى التوبة عما قاله، ولا ريب أن الشيخ المندفع المسحور بالظهور الإعلامي شبه اليومي، قد وضع في أيدى إخوان الإرهاب حجة على منافقى العهد الجديد، بل هو برعونة قوله، قد حمل الرجلين، في الدفاع والداخلية، ما لا طاقة لهما به، ولا يريدان مثل هذا المديح المشين لصاحبه، الممجوج من الجماهير.

مشايخ النفاق هم الجيل الأول لمشايخ التطرف والغلو، واﻷخيرون هم الرحم النهائى ﻷمثال عاصم وبديع والزمر الهارب.. اتقوا الله في دينكم وفى رسولكم يا شيوخ الفضائيات والاحتفالات !
الجريدة الرسمية