لعن الله برامج التوك شو
نفخ النافخون في الشباب فأصبحت مصر كلها مهددة بانفجار الباللونات الشبابية المملوءة بهواء فاسد لتملأنا بالبيانات الكارتونية الهشة.. هل صدقت تمرد أنها تملك إرادة الشعب المصرى الذي خرج في 30 يونيو؟! وهل صدقت تمرد أن قياداتها هم من ممولي تلك الحركة في جميع أنحاء مصر فأصبح لهم الحق والوصاية على الشعب المصرى.
إلى متى سنعيش الكذبة ونصدقها! فمن يكذبون توهموا أنهم أبطال فأعطوا لأنفسهم الحق في أن يصبحوا نجوم سياسة ومن الصفوة التي تتحكم في اتخاذ القرار في مصر.. وليس تمرد فقط بل كل الأحزاب الكارتونية التي لم نرها إلا على شاشات الفضائيات في برامج التوك شو "يهرتلون" ويصرخون وفى الحقيقة ما هي إلا مصالح تتصالح أحيانا مع آخرين وتتنافر في أحيان أخرى ولا أحد يفكر فى الحقيقة أين مصلحة مصر؟
لعن الله الفضائيات التي جعلتنا نرى وجوه هؤلاء.. والسؤال الآن لهؤلاء الشباب ما هى وظائفهم الحقيقية؟ ومن أين يكتسبون رزقهم؟ ومن أين أتوا بالأموال التي اشتروا بها عربياتهم الفارهة؟
لعبة السياسة أصبحت كالمسرح والسينما من يعملون بها هم إما نجوم وهم من يطلق عليهم الصفوة وقادة الحركات والأحزاب وإما كومبارس وهم أفراد الشعب الغلابة الذين ينساقون وراء خطبهم وبياناتهم.. ومن يعمل مثلى في حب مصر يصبح في المؤخرة وصوته لا يصل إلى الجموع.
إذًا فالسياسة صناعة قذرة يتاجر بها الجميع والشعب هو الخاسر دائما.. متى يتطهر الشعب من تلك الآفات التي ظهرت علينا من جراء الثورات التي ما جنينا من ورائها غير الخراب؟! كل يوم أرى مجموعة ممن لا يتجاوز عمر أكبرهم ثلاثين عاما يشكلون مؤتمرا ويدعون بعض القنوات الفضائية وبعض قنوات الإنترنت ويصدرون بيانات، فأصبحنا نعيش فوضى البيانات والتصريحات بأى مناسبة وبأى أمارة لا أعرف !
فالكل يريد أن يصبح نجما في عالم السياسة حتى يربح المزيد، فنجدهم يهجون بأسوأ الألفاظ أحمد ماهر وأسماء محفوظ وغيرهما.. وهم في الحقيقة يتمنون أن ينالوا حظهما ويجدوا من يشتريهم ويجندهم لصالحه مثل من يهجون.
وفى خضم هذه الفوضى أصبحنا لا نفرق بين ما هو أبيض وما هو حالك السواد لأننا نعيش في ظلام الفوضى الهادمة لأنه لا توجد فوضى خلاقة كما يقول الكاذبون الذين يروجون للفوضى.
ثم ينادون بأنه لابد أن نأتى بوزراء من الشباب وسوف نفاجأ بالحقائب الوزارية توزع على هؤلاء الشباب الثوريين من قيادات الحركات والأحزاب أصحاب البيانات والتصريحات بغض النظر عن قدراتهم ومؤهلاتهم فتلك كارثة ستعيشها مصر لو استمر الحال على ما هو عليه.
ستتخلص مصر من تلك الوجوه قريبا ولكن بشرط أن نبدأ في بناء مصر الحديثة ومؤسساتها على أسس عالمية ونكف عن الكلام و"الهرتلة" الفارغة وبرامج التوك شو التي اختصرت مفكرى مصر ومحليلها السياسيين في بعض الأشخاص.. وكأن هولاء هم فقط من يستطيع التفكير والرؤية.
أين علماؤك يامصر وأين مفكروك الحقيقيون وأين أيادى وعقول أبنائك التي تبنى وتعمر!! هؤلاء هم من نريدهم القدوة فهؤلاء هم الكادحون المفكرون فنجدهم يعملون ولا يتكلمون يجيدون الصنع ولا يمتهنون البيع.
ليتنا نعيش في مجتمع توزع فيه الأعمال طبقا للقدرات.. ليتنا نعيش في مجتمع العمل لا الكلام فلنكف عن الكلام و"الهرتلة" ونبدأ العمل.