رئيس التحرير
عصام كامل

"السفير": السيارة المفخخة المضبوطة أمس أستهدفت مقر قناة المنار

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن السيارة المفخخة التي تم تفكيكها في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت أمس كانت ستستخدم اليوم لتفجير مبني "قناة المنار" في منطقة بئر حسن وذلك وفقا للمعلومات التي أدلى بها الإرهابي الفلسطيني الذي ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض عليه أمس.


وقالت صحيفة "السفير" - في عددها الصادر اليوم - إنه يمكن القول إنه لولا العناية الإلهية وصحوة المؤسسة العسكرية التي أفضت إلى الإمساك بالإرهابي الخطير نعيم عباس في اللحظة المناسبة، لكانت مناطق لبنانية جديدة قد غرقت اليوم وخلال الأيام المقبلة في بحر من الدماء والأحزان، لاسيما أن كمية المتفجرات التي ضبطت في سيارتي كورنيش المزرعة وعرسال تتجاوز الـ200 كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار.

ووصفت الإرهابي الفلسطيني نعيم عباس الذي وقع أمس، في قبضة مخابرات الجيش اللبناني بأنه كنز من المعلومات التي من شأنها أن تقود إلى تفكيك العديد من الألغاز الأمنية، وتوجيه ضربات موجعة إلى الشبكات الإرهابية.

وأشارت الصحيفة إلى اعتقال عباس يضع الأجهزة الاستخبارية والأمنية اللبنانية على سكة تفكيك "كتائب عبدالله عزام"، مع ما يرتبه ذلك من أعباء وتحديات على المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية التي لا تزال تواجه عقبة أساسية أمام عملها، تتعلق بوجود "مناطق محمية" طائفيا وسياسيا، تؤمن بيئة حاضنة لمجموعات إرهابية. على حد قولها.

ولفتت الصحيفة إلى أن كان تم أنه تم تجهيز انتحاريين سوريين لتنفيذ المهمتين الأولى بالسيارة التي ضبطت بكورنيش المرزعة ببيروت والثانية بالسيارة التي ضبطت قرب عرسال، يجري البحث عنهما حاليا.

وأشات إلى أن اعترافات عباس افضت إلى وضع اليد على مخزن للأسلحة في منطقة بين السعديات والدبية، يحتوي أحزمة ناسفة ومتفجرات ومعدات لتزوير بطاقات هوية ومستندات وأختام، إضافة إلى صواريخ "كاتيوشا" و"جراد"، حيث كان من المقرر قصف الضاحية ببعض الصواريخ خلال اليومين المقبلين، وعلى الأرجح في يوم إحياء ذكرى قادة المقاومة الشهداء.

وكشف عباس أيضا عن معلومات تتصل بسيارة الـ"كيا" المفخخة، من حيث مواصفاتها وخط سيرها، ما أتاح لمخابرات الجيش ضبطها في اللبوة آتية من عرسال، وعلى متنها ثلاث نساء،. وقد تبين أن إحداهن َّأسهمت مرات عدة في تمرير سيارات مفخخة، وأن بينهنَّ واحدة كانت بصدد مراجعة طبيب في زحلة ولا علم لها بوجود متفجرات في السيارة.

وأفاد عباس أنه تقرر اللجوء إلى استخدام "تقنية" النساء في تمرير السيارات المفخخة، بعد انكشاف أمر الشيخ عمر الاطرش وبالتالي صعوبة الاستعانة برجال دين لنقلها من مكان إلى آخر.

ويبدو أن سيارة الـ"كيا" فخخت في يبرود في سوريا، وهي كانت في طريقها إلى عاليه، ومنها إلى الضاحية الجنوبية.

وأقرَّ عباس كذلك بأنه على صلة بأحد عناصر الأمن الداخلي التي تحمي "بيت الوسط" مقر تيار المستقبل، وهو الأمر الذي أكدته مصادر أمنية مشيرة إلى أن هذا العنصر كان يؤدي دورا مساعدا لعباس، برغم النفي الصادر عن قوى الأمن.

وأظهرت التحقيقات الأولية مع عباس أنه الرأس التنفيذي لتفجير بئر العبد الأول وتفجيري حارة حريك، وأنه كان يتولي الإشراف على الاستطلاع وتحضير الانتحاريين وتأمين المبيت لهم وللسيارات المفخخة. كما اعترف عباس أيضا بأنه تولي تجهيز انتحاري الشويفات الأخير وهو سوري يقطن في الطريق الجديدة، كما أنه المسئول عن إطلاق الصواريخ على بسابا ثم مار مخايل في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال فترات سابقة.

وذكرت السفير أن أحد أجهزة الاستخبارات الغربية أبلغ المراجع المعنية في بيروت بأنه تم رصد رقم هاتف مشبوه، يعد صاحبه لتنفيذ عمل إرهابي، من دون تحديد هوية الشخص المتورط. وعلى الفور، كثفت مخابرات الجيش عمليات البحث والتحري، استنادا إلى المعطيات التي كانت تملكها، وتوصلت بعد رصد وتدقيق إلى ضبط مكان تواجد صاحب الرقم ومعرفة هويته، ثم قامت قوة من مخابرات الجيش اللبناني صباح أمس بمداهمة المبني الذي يقيم فيه عباس في الطريق الجديدة، وأوقفته في عملية أمنية نظيفة ومحكمة وسري.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية النوعية أمس، لمخابرات الجيش اللبناني ترافقت مع احتدام المواجهة على تخوم يبرود السورية التي تشكل أحد أبرز منابع السيارات المفخخة المتسللة إلى لبنان.

ويبدو أن هناك اتجاها لعزل هذه المدينة السورية عن محيطها، وتحديدا عرسال، وصولا إلى تعطيل قدرتها على تصدير الإرهاب إلى الداخل اللبناني.
الجريدة الرسمية