رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تهدد السيسي بـ«الإخوان» ردا على زيارته لروسيا.. وزير الدفاع في مهمة مسح ذاكرة «القرد والقرداتي» و«الجاز والحكول دونت ميكس».. الزيارة الخارجية الأولى للمشير تهدف إل

 المشير عبدالفتاح
المشير عبدالفتاح السيسي

حفلت زيارة المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري، بالعديد من التحليلات والتكهنات، منها ما ذهب لما هو واقع والمتعلق بصفقات سلاح، ومنها ما جنح لاتجاه آخر يتعلق بالبدلة المدنية التي ظهر بها وزير الدفاع أثناء سفره.

وبدت الرسائل المهمة التي حملتها أول زيارة خارجية للسيسي، إشارة إلى عودة مصر الرسمية، وأولى تلك الدلالات هي هبوط طائرة المشير ووزير الخارجية، بالمطار الرئيسي بالعاصمة الروسية "موسكو"، الذي جاء ليمسح الصورة الذهنية السلبية، لاستقبال الرئيس "المعزول" محمد مرسي بمطار "سوتشي" واستقبال عمدة المدينة له.

رسالة الزيارة تخطت صفقات التسليح، وخاصة فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية التي حرصت خلال الفترة الماضية على اتباع سياسية "العصا والجزرة" مع القاهرة وجيشها، وظلت تلوح بمسألة المساعدات التي جعلتها "شعرت معاوية" للتواصل مع النظام المصري، انتظارا للمجهول، فمن جهة فتحت خطوط الاتصالات الهاتفية من خلال وزير دفاعها تشاك هيجل مع نظيره المصري، بهدف ضمانة وجودها بالمسرح السياسي، ومن جهة أخرى حرصت على التواصل المباشر مع جماعة الإخوان "المحظورة"، وظلت مراقبة لحراكها بالشارع المصري على أمل عودة رئيسها "المعزول" أو نجاح أنصاره في خلخلة المؤسسة العسكرية وإرهاب باقى مؤسسات الدولة السيادية.

سياسة إمساك العصا من المنتصف، تجسدت في بيان الخارجية الأمريكية الذي صدر تعليقا على زيارة "السيسي" إلى روسيا، الذي حمل كلماته سما مدسوسا بقلب العسل، في مقدمته إشادة بالدولة المصرية وأهميتها، وحرص دول العالم على إقامة علاقات معها، وفى نهاية البيان، هددت وزير الدفاع المصري تهديدا مبطنا من خلال تأكيدها على التواصل مع جميع الأطراف بما فيهم "الإخوان"، وورد اسم الجماعة ببيان صادر عن إدارة كبرى تزعم أنها القوى المنفردة بالعالم، يدلل على مدى تورط البيت الأبيض في المؤامرة الكبرى التي كانت تحاك ضد أرض الكنانة، وتعويل واشنطن على جماعة "محظورة" لتنفيذ بنودها.

القارئ الجيد لبيان الخارجية الأمريكية، يلتفت إلى مساومة أمريكا للإدارة المصرية، ووضعها بين خيار التبعية الكاملة أو الاستكمال في مخططها بتصعيد الإخوان وجعلهم دولة داخل الدولة، إنذار مبطن لوزيري الدفاع والخارجية المصرية، بضرورة العودة من موسكو بـ"بخفي حنين".

الزيارة الخارجية الأولى للمشير السيسي، والتي ظلت طي الكتمان، لفترة طويل رغم الترتيبات المسبقة التى أعدت لها، مثلما هدفت إلى توضيح مدى استقلالية القرار المصري، أعادت مصر إلى عهد هيبة الرؤساء التي أهدرها مرسي خلال 17 زيارة خارجية، أهانت الشعب والدولة.. ولم يبق منها بالذاكرة سوى تعليقاته الشهيرة "الجاز والكحول دونت ميكس" و"القرداتى لما يموت القرد يشتغل إيه".
الجريدة الرسمية