رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق في حوار لـ"فيتو": الكيان الصهيوني لم يتوقف عن وضع مخططات وسيناريوهات العودة مجددا لسيناء

فيتو

  • انهيار الأوضاع الداخلية في ليبيا أحد أهم أسباب انتشار الأسلحة مع الإرهابيين
  • العمليات الإرهابية على أرض سيناء اتسمت بدقة التخطيط وحرفية التنفيذ
  • المؤسسة الرسمية لم تقم بدورها في خلق وعى دينى حقيقى في المجتمع السيناوى
  • القوات المسلحة أغلقت أكثر من1000 نفق من بين 140 نفقا في سيناء
  • الجماعات الإسلامية في سيناء عنقودية ومتداخلة ومن الصعب اكتشافها بسهولة
  • عدم ضبط الحدود مع غزة سيؤدى إلى أوضاع أمنية متردية في سيناء
قال اللواء على حفظى محافظ شمال سيناء الأسبق ومدير المخابرات والاستطلاع الحربية خلال حرب أكتوبر إن عدم استمرار حركة حماس في قطاع غزة في ضبط عمليات التهريب عبر الأنفاق سيؤدى إلى استمرار الأوضاع الأمنية المتردية في سيناء وهناك مطامع وهواجس لدى الحركة في توطين الفلسطينيين هناك.

وأضاف خلال حواره لـ "فيتو "أن العمليات الإرهابية التي حدثت على أرض سيناء اتسمت بدقة التخطيط وحرفية التنفيذ والأهم من ذلك ارتباطها بتواريخ لها ذكريات وطنية مهمة وتاريخية في قلوب ووجدان أبناء مصر جميعا وأضاف أن من أهم الأسباب التي ساهمت في هذه الأوضاع ظهور نوع من التطرف خلال هذه الفترة والفترات السابقة نتيجة تحول اهتمامات الدولة خارج سيناء ولم يتم التعامل مع هذا التطرف بالشكل الذي يقدر مدى خطورته من المنظور المستقبلى.
فإلى تفاصيل الحوار:

*كيف ترى الأوضاع في قطاع غزة؟
- عدم استمرار حركة حماس في قطاع غزة في ضبط عمليات التهريب عبر الأنفاق سيؤدى إلى استمرار الأوضاع الأمنية المتردية في سيناء وهناك مطامع وهواجس لدى الحركة في توطين الفلسطينيين هناك.

*كيف ترى شبه جزيرة سيناء؟
سيناء تشغل حيزا مهما في خريطة الشرق الأوسط وتعتبر اليابسة الوحيدة التي تقسم المنطقة العربية إلى شرق وغرب لذا فهى بمثابة حلقة الاتصال والانفصال بين الشطرين في آن واحد، وعبقرية موقعها جعلتها تلعب أدوارا تاريخية مهمة انعكست آثارها على مصر والمنطقة العربية ومنذ قدم التاريخ اتخذ المصريون من سيناء درعا يحرسون عندها حدود الوادى ويدبرون أمر تأمينها من شر المغيرين ولقد قاوم أبناء مصر على أرض سيناء الهكسوس والتتار والمغول والصليبيين والإنجليز والفرنسيين والصهاينة.

*لكن هل لك أن تحلل الأوضاع في سيناء؟
-هناك تهديدات وتحديات محتمل أن تواجهها مصر من خلال سيناء، فالتحول عن أوضاع الاستقرار والتنمية على أرض سيناء بدآ بشكل ملحوظ ومتنام مع بداية الألفية الجديدة عام 2000 نتيجة لتحول القيادة السياسية في مصر عن تنمية سيناء نحو أقاليم أخرى داخل مصر مما ساهم في إيجاد فراغ ذي أبعاد إستراتيجية شجع الأطراف التي ليست من مصلحتها تنمية سيناء على ملء هذا الفراغ بما يخدم أهدافها ومصالحها والتي وظفتها من خلال فرض حالة من عدم الاستقرار التي نلمسها منذ عدة سنوات والتي بدأت تتصاعد بعد 30 يونيو الماضى.

*كيف تحلل لنا العمليات الإرهابية التي حدثت على أرض سيناء طيلة الفترة الماضية؟
- العمليات الإرهابية التي حدثت على أرض سيناء اتسمت بدقة التخطيط وحرفية التنفيذ والأهم من ذلك ارتباطها بتواريخ لها ذكريات وطنية مهمة وتاريخية في قلوب ووجدان أبناء مصر جميعا مثلا هناك حادث طابا لإفساد ذكرى 6 أكتوبر سنة 2004 وأيضا حادث شرم الشيخ لإفساد ذكرى ثورة 23 يوليو سنة 2005 وحادث تفجيرات دهب لإفساد ذكرى عيد تحرير سيناء في 24 أبريل 2006 وعملية قتل الجنود المصريين في رفح في أغسطس الماضى والتي توافقت مع 10 رمضان وعدة حوادث أخرى لقتل الجنود وتفجير المدرعات والمناطق العسكرية عقب 30 يونيو وعلى إثر هذه العمليات والتي اتهم فيها أبناء من قبائل سيناء بعد أن اتسعت دائرة الاشتباه فيهم ضبط منهم المئات، وكان من أهم الأسباب التي ساهمت في هذه الأوضاع ظهور نوع من التطرف خلال هذه الفترة والفترات السابقة نتيجة تحول اهتمامات الدولة خارج سيناء ولم يتم التعامل مع هذا التطرف بالشكل الذي يقدر مدى خطورته من المنظور المستقبلى وهو بلا شك أبرز أنواعا من القصور من جانب المؤسسة الدينية الرسمية للبلاد فلم تقم بدورها في خلق وعى دينى حقيقى في المجتمع السيناوى خاصة بين الشباب، حيث بدأ بعض الشباب خلال الفترات السابقة في تكوين جماعات متطرفة دينيا تسمى نفسها بالجهادية مرتبطة أكثر بقطاع غزة الفلسطينى.

*ماذا عن تكوين الجماعات الإسلامية في سيناء؟
-الجماعات الإسلامية في سيناء هي جماعات عنقودية ومتداخلة ومن الصعب اكتشافها بسهولة ودفعة واحدة وتزايدت وانتشرت داخل سيناء "شمال ووسط وجنوب سيناء" ونسبة عالية منها نتاج بيئة صحراوية شديدة الخصوصية ومنها الجماعات السلفية الجهادية الأقرب لتنظيم القاعدة وهذه الجماعات على اتصال ببعض الجماعات السلفية الجهادية في غزة والجماعات التكفيرية ومنها التوحيد والجهاد والتكفير والهجرة وأنصار بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وأصحاب الرايات السوداء وهذه الجماعات تعد من أكثر الجماعات الإسلامية المتطرفة عنفا فهى تستخدم المتفجرات والسيارات المفخخة في تنفيذ عملياتها، كما أن أكثرها عرضة للاختراق الإسرائيلى إلى جانب الجماعات السلفية التي تنتهج العمل الدعوى السلمى وهى الأكثر انتشارا في سيناء.

*لكن كيف ترى عمليات التسلل والتهريب الحدودى للحدود المصرية الشرقية مع فلسطين في غزة؟
- التغيرات الجيوسياسية التي شهدها قطاع غزة منذ عام 2005 من انسحاب للقوات الإسرائيلية من حدود قطاع غزة وفوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وسيطرتها المطلقة على قطاع غزة، كان لها انعكاسات واضحة على الاستقرار والأمن في سيناء خاصة فيما يتعلق برعاية حماس لصناعة الأنفاق بين سيناء وغزة وعمليات التهريب المختلفة عبرها والتي تمثل تحديا قويا للأمن القومى المصرى خاصة بالنسبة لسيناء واستخدام الإرهابيين للأنفاق التي وصلت أعدادها لأكثر من ألف وأربعمائة نفق أغلقت منها القوات المسلحة أكثر من 1000 نفق فحماس استخدمت هذه الأنفاق في عمليات تهريب الأسلحة والبشر من الأفارقة وأصبح قطاع غزة قاعدة تدريب عسكرية جيدة للعناصر الجهادية والتكفيرية في سيناء، أما من حيث البعد الإقليمى والدولى فإن هذه الأنفاق تقع ما بين أرض تخضع للاحتلال الإسرائيلى "قطاع غزة" وبين الدولة المصرية وقد تستغل إسرائيل ذلك دوليا تحت دعوى زعزعة أمنها.

*هناك انتشار كثيف للأسلحة المتنوعة داخل مصر والتي من بينها أسلحة تستخدم في الحروب، كيف دخلت هذه الأسلحة لمصر ووقعت في أيدى العناصر الإرهابية والمجرمين؟
-أحد أهم أسباب انتشار الأسلحة مع الإرهابيين والبلطجية انهيار الأوضاع الداخلية في ليبيا والذي ساهم بشكل كبير في تدفق كميات ونوعيات من الأسلحة المختلفة بما فيها الصواريخ والقاذفات والأسلحة الآلية وعبورها إلى داخل سيناء وقيام العناصر الجهادية والمتطرفة بإخفائها وتخزينها في سراديب ومناطق سرية في سيناء وتم اكتشاف بعضها بواسطة قوات الجيش المصرى بالإضافة إلى أن بعض الأسلحة يتم تهريبها من قطاع غزة عبر الأنفاق إلى داخل الحدود المصرية.

*وماذا عن أبرز التهديدات والتحديات التي تواجه مصر بالنسبة لسيناء؟
-ما زالت سيناء ترتبط قديما وحديثا بالوعى الدينى اليهودى وتحتل مكانة وتتجاوز حدود منطقة العبور من عبودية فرعون مصر للحرية لتصل إلى مكانة المنطقة التي لعبت دورا محوريا في تشكيل الديانة والشخصية اليهودية وظهور أصوات يهودية تنادى بإعادة احتلال سيناء على أساس أنها جزء من الأرض التاريخية اليهودية ومن خلال التقارير الأمنية والإعلامية رصدنا أن الكيان الصهيونى لم يتوقف عن وضع الخطط والسيناريوهات المتوقعة والتي يمكنه من خلالها العودة مجددا لسيناء كما رصدت تحركات وأنشطة عسكرية ومخابراتية للتعامل مع ما يجرى على أرض الواقع في سيناء والتي من الممكن أن يتم استغلالها لرؤيتها المستقبلية تجاه سيناء مع تركيزها إعلاميا داخليا وخارجيا بأن سيناء أصبحت مركزا لعدم الاستقرار بالمنطقة ونقطة انطلاق محتملة للإرهاب ومصدرا للتوتر بين مصر وإسرائيل.
الجريدة الرسمية