لماذا يكرهون السيسي؟!
لن يكف الأمريكان والأوربيون عن دعوتنا وبإلحاح بمصالحة الإخوان والحفاظ لهم على دور في العملية السياسية، وهو ما يقتضي التوقف عن محاكمة عدد من قادتهم وكوادرهم الذين تورطوا في العنف والصفح عن جرائمهم وخطاباهم!.. بل لعل الأمريكان والأوربيين بالأصح لن يتوقفوا عن ممارسة ضغوطهم علينا في سبيل توفير الحماية للإخوان وإعادتهم للحلبة السياسية مرة أخرى.. ولذلك علينا ألا تفاجئنا تصريحات لهم ولمؤسساتهم المختلفة تسير في هذا الاتجاه كل بضعة أيام على غرار ما فعل وزراء الخارجية للاتحاد الأمدي وقبلهم البرلمان الأوربي!
وما يطالبنا به الأمريكان والأوربيون ليس حبا في الديمقراطية أو حرصا منهم على إرساء قواعد وأسس الديمقراطية في بلادنا، فهم لا يحترمون هذه القواعد أنفسهم في بلادهم، ولعل فضيحة التنصت على المكالمات الأوربية التي تورطت فيها واشنطن تؤكد ذلك.. ولكن ذلك يعني أنهم لم يتخلوا بعد عن رهانهم السابق على الإخوان في تنفيذ المخطط الذي أعدوه لبلدنا وعدد من بلاد منطقتنا.
هم مازالوا يأملون في عودة الإخوان مجددا إلى الحكم لدينا وفي هذه البلاد حتى ينفذوا الاتفاقات التي سبق أن أبرموها معهم تحقق لهم مصالحهم في منطقتنا، وأهم هذه المصالح أن نظل ضعفاء مسلوبي الإرادة غير قادرين أن نقول لهم لا.. وهذا سر رفضهم الشديد لأن يعتلي رئاسة مصر شخص مثل المشير السيسي.. فهم لا يكرهون شخص السيسي وإنما يكرهون ما يمثله.
