رئيس التحرير
عصام كامل

أبانا الذي في التيار الشعبي


ولا زلنا في مرحلة أن يعلن المشير السيسي خوضه الانتخابات الرئاسية، انتظارا ثم انتظارا ثم حالة ملل غير طبيعية، يتسلل شعور أن البلد ستظل على هذه الحالة، إلى أن يأتى السيسي "المنتظر"، وإلى أن يقرر أو لا يقرر، هذا أصبح شأنه وحده، يعود السيد حمدين صباحى ليجدد العهد والوعد، ويعلن خوض الانتخابات الرئاسية، وأنه يأتمر هذه المرة باسم الشباب، وفى المؤتمر عن يمينه وعن شماله شابان قيل إنهما محسوبان على الثورة، ما يلفظ حمدين من قول إلا ويبدأ التصفيق. 

تجاهل حمدين صباحى الجميع وخص الشباب بالحديث في المؤتمر الصحفى، وهو خطأ لا يغتفر لمرشح محتمل، ليعمق الشعور أنه وراء ما قيل كذبا بشأن إحجام الشباب عن الاستفتاء الأخير، ليضرب ويناوش من بعيد في السيسي، وأنه لوحده يملك مفاتيح الشباب، يستطيع أن يتحكم ويلوح بورقتهم، ورغم أنه أول من كسر المثالية الكاذبة في الهجوم على الآخرين إلا أنه أول من وقع فيها عن قصد أو بدون. 

وحق حمدين صباحى أن يخوض الانتخابات الرئاسية، مكفول ومصون وعلى "الرأس والعين "، لكن حالة "الاستسماح" في عدم مهاجمة حمدين صباحى، وكأننا "نلصم" بابا مسوسا، أمر مرفوض، حمدين ليس "محلل رئاسة مصر"، أو دوبلير انتخابات الرئاسة، يحل فيها ضيفا أو وصيفا للمشير السيسي، وهل مطلوب منا ألا نعلق أو ننتقد حمدين صباحى الذي حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الرئاسية الماضية ؟!.. ما الذي سيقدمه صباحى مختلفا في مضمونه عما طرحه في الانتخابات السابقة، مع ضرورة عدم تجاهل أن بعض المحيطين من " كريمة " المخلصين ومن أصدقاء صباحى أعلنوا دعمهم صراحة للسيسي منهم خالد يوسف وهو واحد من الذين أنفقوا على حملة صباحى الرئاسية. 

أبانا الذي في التيار الشعبى، قلت إنك حصلت على موافقة حزب الكرامة على خوض الانتخابات الرئاسية، والنبى إيه !!.. أليس أعضاء حزب الكرامة هم بالتبعية أعضاء بالتيار الشعبى ؟!.. وهو خطأ آخر يقع فيه صباحى، إذ كيف أثق في رجل " استعبط " المواطن الغلبان، ليحاول يقنعه أن هناك ناصرى وآخر ناصرى بشرطة، والفرق بين الكرامة والتيار الشعبى، كالفرق بين عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد، وعبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، كنت أنتظر أن يعلن صباحى موافقة جبهة الإنقاذ على تأييده في خوض الانتخابات الرئاسية بالإجماع.

أعتقد أنه يجب أن تتخذ جبهة الإنقاذ موقفا من حمدين في قرار خوض الانتخابات، فمثلما خرج صباحى مهاجما الدكتور البرادعى حين قدم استقالته كنائب لرئيس الجمهورية عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، وقال صباحى وقتها إنه كان يجب أن يستشير البرادعى جبهة الإنقاذ قبل أن يقدم البرادعى على الاستقالة، فهل استشار صباحى الجبهة في هذا القرار ؟'.

أبانا الذي في التيار الشعبى، هل تطلب أن اضع ثقتى فيك كمرشح لرئاسة الجمهورية وأنت وحزب الكرامة الذي أسسته أول من كان يجرى وراء جماعة الإخوان لتدشين تخالف انتخابى في البرلمان السابق، رفضت الجماعة حتى أن يحمل اسم الحزب الذي أسسته، ونجح للكرامة على قوائم الإخوان في هذه الانتخابات أمين إسكندر رئيس حزب الكرامة في ذلك الوقت، والقيادى العمالى كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة الآن، أبانا الذي في التيار الشعبى، أنت في حاجة لطبيب نفسي.
الجريدة الرسمية