لو كنت رئيس مصر (2)
ثورات الشعوب ضد الظلم والفساد هى المعلم والملهم لكل رئيس حقيقى يسعى لخدمة شعبه عبر العمل والتفانى فى تلبية طلبات ورغبات المواطنين، والعمل على تحقيق أهداف هذة الثورة بشكل سريع، أو على الأقل وضع سياسات حازمة حاسمة تشعر الجميع أن ثورتهم تقدم نتائج حقيقية على أرض الواقع، وأن الدماء التى سالت والأرواح التى ضحت من أجل أوطانها نجحت فى العبور نحو مستقبل أفضل، وأن أحلامهم فى طريقها للواقع عبر سياسات وإدارة رشيدة للحكم، وهذا هو الطريق الحقيقى للحكام لوضع أسمائهم فى ذاكرة التاريخ بحروف من نور، بدلًا من غياهب السجون ومزبلة التاريخ، ولذلك واستكمالًا للملف السياسى استطعت الوصول لبعض القرارات المدروسة بعد تشاورات ورصد للرأى العام، قررت أن أضع ملامح عامة للمشهد السياسى كميثاق شرف بين الرئيس وشعبه فى محاولة لعبور الأزمات السياسية التى تعيشها مصر، ومبادرة عمل تتبارى فيها كافة القوى السياسية من أجل خدمة شعب مصر.
أولًا: القانون فوق الجميع، والعدالة عنوان الحكم، ولن يكون هناك أحد قادرًا على العبث بمستقبل هذا الوطن، ولذلك لن أتستر على فاسد، بل أدعو جميع القوى السياسية إلى مساعدتى فى البحث عن الفاسدين فى كل مؤسسات مصر عبر أدلة حقيقية، وأتمنى أن نطهر مصر جميعًا عبر تنفيذ القانون؛ لأن مصر فى حاجة ماسة للعدالة التى هى طريق التنمية وبوابة الاستقرار والاستثمار، والمعبر الرئيس لكل قوافل التنمية التى ستنتشر فى مصر بعد شيوع العدل بين الشعب، وفى نفس الوقت أدعم المؤسسات القضائية فى الكشف عن الفساد بحرية وعمل دون تدخل رئاسى مادى أو معنوى، بل بالعكس، سأدعمهم لكشف كل القضايا على الرأى العام، وأتمنى أن أجدهم يكشفون حالات فساد داخل المؤسسة الرئاسية، حتى يعلم الجميع أننى ضد الفساد، ولن أشارك فى تضليل وخداع شعبى بقضايا وهمية واستغلال القضاء فى تصفية الحسابات السياسية.
ثانيًا: مصر للجميع، ولن يحتكرها فصيل سياسى واحد، بل سنعمل جميعًا على أرض الواقع بشكل حقيقى من خلال فتح كل الوزارات والهيئات أمام كل حزب أو فرد لديه فكر أو رؤية لتنمية مصر، فكلنا خدام لهذا الشعب، وعلينا أن ندعم بكل قوة أصحاب الأفكار الخلاقة المبدعة فى العمل على تنفيذ مشروعاتهم واختراعاتهم بشكل كبير، ونوفر لهم الدعم المادى والمهنى والمعنوى لتصبح مصر مجموعات عمل منتشرة فى كل مكان، وفى هذا عدة فوائد أهمها تشجيع المشاركة والتعاون فى تطوير الأداء السياسى لوزارات وهيئات مصر، وإشراك الأحزاب المختلفة فى ذلك يشكل نقلة نوعية فى العمل السياسى المؤسسى الذى يتحول لأفكار حقيقية تنفذ، ويستفاد بها فى خدمة مواطنى مصر، وكذلك سيكون البوابة الرئيسية لاختيار الكوادر الشابة التى ستقود العمل المؤسسى فى المستقبل، وستجعل الجميع يتبارى للعمل لخدمة المصريين والحصول على ثقتهم، من خلال عمل حقيقى بعيدًا عن الشعارات والتصريحات، وحروب تكسير العظام الدائرة فى الدول المتخلفة بين النظام والمعارضة.
ثالثًا: مصر تعانى من أزمة كبرى تجعل مستقبلها فى خطر بشكل حقيقى، دعونا لا ندفن الواقع فى الرمال، وهى محاولة طيور الظلام شق الصف الوطنى، وتمزيق النسيج المجتمعى، وخلق حالة من العداء والكراهية وعدم الثقة فى النظام لدى قطاع كبير من الشعب المصرى، وهم الأقباط، ولا أعلم من المستفيد من ذلك، ولكن دعونا نشارك فى عبور هذه الأزمة من خلال إرسال رسالة عامة للجميع؛ الأقباط مصريون شركاء فى هذا الوطن، لهم كل تقدير واحترام، ولن أسمح لأحد أو جهة أو حزب بتشويههم أو التعدى عليهم، والقانون فوق الجميع، ولهم كافة الحقوق فى التعيينات فى مختلف قطاعات مصر، ولهم الحرية فى بناء مؤسساتهم الدينية والمجتمعية، بل وسأزيد على ذلك بدعمهم لصنع دور أكبر فى صناعة مستقبل مصر.
وللرئاسة ملفات أخرى.
dreemstars@gmail.com