رئيس التحرير
عصام كامل

أهالي شهداء مجزرة بورسعيد لـ "فيتو": نفكر في اللجوء السياسي لأي دولة بحثًا عن العدل وحقوق أبنائنا

فيتو

  • تعرضنا للتفتيش والإهانة داخل قاعة المحكمة وتعاملوا معنا كأننا متهمون بقتل أبنائنا
  • نطالب بدائرة خاصة لسرعة إنهاء القضية وإطلاق أسماء أبنائنا على الشوارع والمدارس الخاصة بهم
  • وزير الرياضة لم يسأل عنا ورفض استقبالنا وطالبنا بتحديد موعد للمقابلة

بعد مجزرة بورسعيد مباشرة حرصت "فيتو" على تبني قضية الشهداء ومتابعة القضية عن كثب وتواجدت في كل تجمعات الألتراس واعتصاماتهم وكنا حريصون على الاستماع من أهالي الشهداء وقمنا بزيارتهم في منازلهم وإجراء حوارات معهم عن موقفهم ورد فعلهم من الجلسات والأحكام بل وحرصت فيتو على استضافة العديد من الأسر داخل المؤسسة وفتحت لهم أبوابها للحديث بمنتهى الحيادية والصدق عن مطالبهم، والاستماع لأسر الشهداء بعد إعادة المحاكمة من جديد، وعودتها لنقطة الصفر مرة أخرى، ما أدى إلى تهديد بعض الأسر باللجوء السياسي لإسرائيل، بحثًا عن العدل وبالفعل حرص كل من والد ووالدة الشهيد محمد سيد "كشري" ووالدة الشهيد أحمد زكريا على الحضور والتحدث بمنتهى الصراحة عن مطالبهم وموقفهم من نقض الحكم.

في بداية الأمر سألنا والد الشهيد محمد سيد "كشري" عن سبب طلبه اللجوء السياسي لأي دولة حتى لو كانت إسرائيل بعد قبول الطعن بالنقض على حكم مذبحة بورسعيد؟
أولا نحن لا نعترض على حكم المحكمة بقبول الطعن بالنقض ولكن ما جعلني أتخذ هذا القرار هو إحساسي بالمهانة بعد ما رأيته من معاملة سيئة من الشرطة قبل وأثناء جلسة الطعن بالنقض فمنذ وصولنا لمحكمة دار القضاء العالي ونحن نهان من ضباط الشرطة ولم يراعوا أننا أهالي لشهداء وأننا مكلومون على أبنائنا فنحن فوجئنا بوجود الفرقة "777" وتواجد مكثف للأمن المركزى وتفتيش في منتهي القوة فهل يعقل أن يحمل أهالي شهداء أي أسلحة عند دخولهم جلسة أبنائهم؟ والغريب أن كل هذا حدث بالرغم من عدم تواجد أي فرد من أفراد الألتراس والأغرب أن يحدث كل هذا معنا بعد 58 جلسة على مدى سنتين ومن ثم يتم إعادة الأمر برمته إلى نقطه الصفر في قضية تم تصويرها صوت وصورة وأقل ما توصف به بأنها مذبحة ومع كل ذلك نهان ونهدد بالحبس بالرغم من اندلاع مظاهرات ببورسعيد لمجرد إعادة محاكمة 28 فردا من الذين حصلوا على براءة فلك أن تتخيل موقفنا بعد أن مات أبناؤنا أمامنا صوت وصورة وشاهدنا ذلك في الأسطوانات التي عرضت علينا في المحكمة ومع ذلك لم يراعوا كل ذلك حتى وصل الأمر بأحد الضباط بمخاطبة زوجتى وهددها إن لم تلتزمي الصمت سأقوم بإرسالك إلى مكان لا يعلمه أحد ولن يصل إليك فيه أحد وأنا مع كل ذلك أشعر بالظلم والمهانة والخوف على مستقبل بناتي فأنا لدى ابنتان وأخشى عليهما من الظلم وعدم تطبيق العدل في هذا البلد ولذلك اتخذت قرارى بالسفر إلى أي دولة حتى لو كانت هذه الدولة "إسرائيل" حتى أجد العدل لأبنائي وأجد المعاملة الحسنة والإحساس بالبنى آدم ومراعاة حقوقه.

ومن جهتها أكدت والدة الشهيد أحمد زكريا أنهم فوجئوا بهذه المعاملة الغريبة فنحن منذ أن وصلنا لباب دار القضاء شاهدنا معاملة غريبة فالتفتيش كان لا يحتمل فنحن منذ الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا ننتظر وصول القاضي للاستماع للحكم وبمجرد وصوله للقاعة قام بغلق جميع الميكروفونات ولم نستمع للحكم والغريب في الأمر أن محامي المتهمين لم يتواجدوا بالقاعة ولا أهالي المتهمين أيضًا فكل هذا جعلنا نتوقع الحكم قبل صدوره من تواجد المئات من القوات والمباحث وحصارنا داخل المحكمة فنحن شعرنا بعد نقض الحكم أن أبناءنا ماتوا بالفعل 
وبالرغم من كل ما حدث لنا من إهانات ولكننا مصرون على مواصلة البحث عن حق أبنائنا حتى لو استغرق الأمر 10 سنين فنحن لن نيأس ولن نستسلم.

ومن جهتها أكدت والدة الشهيد محمد سيد أنها فوجئت بمرتضي منصور محامي المتهمين بعد معاتبته لتولي هذه القضية يخبرهم بأنه عاتب عليهم لإرسالهم أبناءهم إلى بورسعيد في هذه الظروف فأكدت له بأن هذا غير مبرر لدفاعه عن متهمين بقتل 72 نفسا فأنا أرسلت ابنى إلى بلد مصري لتشجيع فريقه في مباراة كرة قدم ولم أرسله للحرب حتى يعود لى في كيس بلاستيك ومع كل ذلك نتعرض للبهدلة داخل قاعة المحكمة فهذا لا يطاق وكلنا مصممون على الرحيل من هذه البلد.

هل إقامة المحاكمة بدار القضاء العالي في ظل الظروف التي تمر بها البلد هوا السبب فيما حدث عكس إقامتها بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس؟
أكدت والدة الشهيد محمد سيد أن نفس الأمر كان يحدث معهم في أكاديمية الشرطة أيضا من تفتيش وبهدلة على الجانب الآخر رأوا أهالي المتهمين يدخلون بالتليفونات الخاصة بهم حتى وصل الأمر إلى تواجد هاتف مع أحد المتهمين داخل القفص وجهاز ليزر كان يقوم بإطلاقه في وجوهنا من داخل القفص.
وأبدت والدة الشهيد أحمد زكريا استغرابها من رد فعل الإعلام تجاه ألتراس أهلاوى لدفاعهم عن حق أصدقائهم بالرغم من صمت الجميع للمظاهرات التي تخرج كل يوم في بورسعيد لمجرد إعادة محاكمة 28 فردا حصلوا على البراءة في القضية.
مبدية استغرابها مما يحدث فهل يريدوننا الاستسلام للأمر الواقع والرضوخ للأمر الواقع فهذا لن يحدث ونحن مستمرون في قضيتنا ومتضامنون مع والد الشهيد محمد سيد في قراره بالرحيل وترك البلد إذا استمر الظلم الواقع علينا.
وأكد والد الشهيد محمد سيد أنه بالفعل اتخذ قراره بالسفر وترك البلد، "فأنا لا أجد العدل في مصر فهل يريدوننا أن نحضر حق أبنائنا بأيدينا هل يريدوننا أن نتحول لإرهابيين!!!".
متسائلا: أين الدولة من هذا الظلم فنحن أيدنا الدستور بجميع مواده ونريد تطبيقه وإحضار حق أبنائنا الذين قتلوا أمام الجميع فهل أبناؤنا "قطط "ماتت وحقهم سيضيع هباء أين رئيس الجمهورية الذي يعلم القانون أكثر منا بصفته رجل قضاء فأبناؤنا لم يحملوا سلاحا ولم يرتكبوا جريمة ليقتلوا في ثلث ساعة ولا يخرج أحد ليطلب عودة الحق لأهالي الشهداء فنحن لسنا بلطجية ولا حرامية ولا مثيري شغب حتى يتم معاملتنا بهذا الشكل في الوقت الذي تتم معاملة المتهمين الذين هم في الأساس منهم 31 مسجلا خطر قضايا نفس وسرقة وتهريب أي أنهم مجرمون في الأساس بطريقة جيدة 
فنحن ارتضينا بالقضاء ولم نتطرق لأى أسلوب آخر حتى نعامل بهذا الشكل المهين فأنا ابنى وحيدى مات ولم أستطع أن أحضر حقه فكيف أعيش في هذا الوطن فالدولة لم تقف بجانبنا ولا يشعر بنا أحد.
وأكدت والدة الشهيد محمد سيد أنه يكفي شهادة أحد الشهود بأنه أصدر قرار بعدم اغلاق النور ومع ذلك تم اطفائه وأكد في شهادته للقاضي أن الجريمه مدبره وبورسعيد كلها كانت على علم بما كان سيحدث فهل هذه الشهاده لا تكفي لاتخاذ قرار بعدم قبول النقض فهل يعقل أن يتم إعادة قضية مستمرة من عامين ومعاودة إحضار الشهود بعد عامين وسؤالهم من جديد فهل سيتذكرون كل ما حدث.
وأكد والد الشهيد محمد سيد أنه على حد علمه توجد مادة في القانون تنص على أنه في حالة ترويع مواطن يحكم على هذا المروع بثلاث سنوات وإن أدى هذا الترويع إلى حدوث إصابات يتم الحكم عليه ب 15 سنة وإن حدث من الترويع وفاة فمن حق المحكمة الحكم عليه بالإعدام فلولا ترويع أبنائنا من كل من دخل المدرج وهاجمهم فلم يكن مصيرهم الموت بهذا الشكل فكيف لا ينظر القاضي لكل ذلك.

ما ردكم على ما يقال عن حصول أسر الشهداء على أموال من كامل أبوعلي رئيس النادي المصري؟
قال والد الشهيد محمد سيد، إن هذا لم يحدث على الإطلاق وأطالب كل من يردد هذا الكلام بتقديم أي إثبات لذلك فلا يعقل أن نستلم هذا المبلغ دون أن نوقع على أوراق تفيد باستلامنا ذلك ونحن من جهتنا قمنا بعمل بلاغ للنائب العام ضد كل من روج لهذه الشائعة المهينة فنحن الآن تطاردنا الشائعات بشكل بشع لا يقدر عليه أحد.
وأكدت والدة الشهيد أحمد زكريا أنهم مهددون بسبب هذه الشائعات فنحن نخشى أن نقوم بإنزال بناتنا للشارع خوفا من خطفهم وطلب فدية بعد ما يتردد من حصولنا على ملايين ولذلك لن نترك حقنا من مروجي هذه الشائعات التي تصيبنا بالضرر فلم يكتفوا بموت أبنائنا بل وصل بهم الأمر للتشهير بنا واتهامنا زورًا بحصولنا على ملايين لا أساس لها من الصحة.

نود أن نعرف مطالب أهالي الشهداء الآن بعد نقض الحكم ؟
أكدت والدة الشهيد محمد سيد أنهم يريدون القصاص العادل وحق أبنائنا وتكليف دائرة خاصة بمتابعة القضية حتى لا تستغرق وقتا كبيرا أكثر من ذلك وسرعة الفصل فيها ونطالب أيضا المسئولين بإطلاق أسماء أبنائنا على الشوارع أو المدارس الخاصة بهم لتخليد ذكراهم فمحافظ القاهرة الأسبوع الماضي قام بتكريم جميع الشهداء حتى من ماتوا بعد أبنائنا مثل "جيكا" و"كريستي" ولم يفكر في تكريم أبنائنا، ونطالب أيضا الإعلاميين والصحفيين بمراعاة الله فينا وأن يتقوا الله فيما يقولون في حقنا وعليهم بالرجوع لنا قبل أن يذيعوا عنا أي خبر  قد يتسبب لنا في مشاكل نحن في غنى عنها الآن.

هل بالفعل حصلتم من مسئولي اتحاد الكرة على نسبة من أموال البث كما يقال ؟
أكد والد الشهيد محمد سيد بأن هذا لم يحدث ولم نتطرق لهذا الطلب من الأساس بسبب ما نتعرض له من هجوم وإساءة في حقنا مبديا استغرابه من تصريح بعض أعضاء الاتحاد من حصول أهالي شهداء النادي الأهلي على نسبة من البث مضيفًا أن هذه الشائعات تصدر من داخل مدينة بورسعيد للأسف ونريد إيقافها حتى لا نثار أكثر من ذلك ومن يردد هذه الشائعات فنحن لا نرد عليه إلا بجملة واحدة "حسبى الله ونعم الوكيل "

هل عرض عليكم أحد من المسئولين الاجتماع بكم وهل تلقيتم أي اتصال من وزير الرياضة؟
نحن نتعرض لتجاهل متعمد من وزير الرياضة فبالرغم من ذهابه وزيارته لبورسعيد بعد توليه مسئولية الوزارة وتصميمه على رجوع النادي المصري للدوري الممتاز وإصراره على المصالحة بين الأهلي والمصري فلم يحاول الاجتماع بنا بالرغم من محاولتنا مقابلته أكثر من مرة وإصرار مدير مكتبه على حصولنا على موعد مسبق.
فهو لم يقم بأى شىء لأهالي الشهداء ولم يقدم لهم شيئا حتى المقابلة لم يقم بمقابلتنا فهو حضر لنا بعد المذبحة وساندنا وبعد توليه المسئولية لم يفكر في الاتصال بنا.
الجريدة الرسمية