رئيس التحرير
عصام كامل

هذا التردد !


لا أعرف لماذا يتأخر إعلان الترشح للرئاسة على الناس، سواء من المشير السيسي أو من الآخرين.. السادة حمدين صباحي أو عبد المنعم أبو الفتوح أو خالد على أو غيرهم، أعرف أن للترشح موعدًا رسميًا لكن إعلان ذلك بوضوح للناس قبل الموعد الرسمي أمر مهم، فالجدل القائم كله الآن حول هل سيترشح فلان وعلان أم لا، وليس ما هو برنامج فلان أو أفكاره خاصة بعد ما جرى في مصر من تحولات وأحداث بعد عزل محمد مرسي.


الحاصل والمؤسف أن المرشحين المحتملين ينتظرون أن يعلن المشير السيسي ترشحه أولا وبعدها سينظرون هل ينسحبون أم يدخلون السباق، ولا أعرف لهذا معنى إلا أن من يعلن ذلك لا يفكر في الترشح إلا للفوز، ولا يدري أنه بانسحابه من المعركة يسهم في جعل الانتخابات الرئاسية شيئا أقرب إلى الاستفتاء حتى وإن لم يعلن ذلك، لكن الأهم أنهم لو فعلوا ذلك بسبب ترشح المشير السيسي لن تكون لهم عودة مرة أخرى في أي مسابقة رئاسية قادمة.

بمعنى أنهم سيضعون نهايتهم السياسية بأيديهم؛ لأنه ببساطة الانتخابات الرئاسية معركة كبيرة والعزوف عنها من قبل من يعرف القاصي والداني أنهم يريدونها من زمان وشغلوا الناس معهم من قبل بها يعني ببساطة هروبا من مواجهة قد تكون فيها الهزيمة الانتخابية مؤكدة، لكن خوضها يعني أن هناك حراكا سياسيا حقيقيا، خاصة أن أحدا ممن عرفناهم يريدون أو جربوا الترشح، لا ينظرون لما جرى في يونيو باعتباره انقلابا مثلا بل إن بعضهم يرى في السيسي رجل المرحلة ويعلن أنه سينسحب لأنه معه مما يذكرني بالمرشح القديم الذي نزل مرة ضد مبارك ليعطيه صوته الانتخابي.

يا سادة الانتخابات معركة تعني أن الشعب المصري يستطيع ويعرف أن يختار وتتنوع اختياراته، والذين سيفشلون أو يتوقعون الفشل سيؤكدون أن هناك قطاعا كبيرا معهم وإن لم يكن الأغلبية ومن ثم يعرف المشير السيسي الذي يتوقعون نجاحه أن هناك من قال لا ولن يكونوا قليلين، وأنه ليس المخلص بالمعنى التاريخي ذلك الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. إنما هو مرشح للرئاسة ينتظر منه الناس أن يكون رئيسًا عادلًا؛ لأن هناك معارضة تقف أمامه وتستطيع أن تقول له لا إذا جاءت قراراته منحازة ضد شعارات الثورة، العدالة والحرية والكرامة الإنسانية.

واليوم الثلاثاء هناك نظر لقضية في القضاء الإداري تطعن في دستورية الانتخابات الرئاسية قبل النيابية، كما جاء في الإعلان الدستوري للسيد الرئيس المؤقت، وحتى لو حكمت المحكمة بذلك لابد أن نعرف من هم مرشحو الرئاسة في وقت مبكر بصرف النظر عن الموعد الرسمي.

والمشير السيسي نفسه لابد أن يحدد موقفه وتنتهي حكاية الترشح من عدمه، وينتهي اللغط الذي يدور حولها مثلما حدث مع ما أعلنه الصحفي الكويتي الكبير أحمد الجار الله في حواره معه، تردد المشير السيسي قد يعني اختبارا للرأي العام العالمي عند البعض أو يعني محاولة معرفة المعارضين لتتولى أمرهم الأجهزة الإعلامية كما يتصور البعض، بالنسبة لي تردد لا يليق بأنصار المشير السيسي الذين ينتظرون إعلانه لترتاح نفوسهم، أتمنى حين ينشر هذا المقال تكون المواقف قد حددت للجميع، المهم ألا ينسحب أحد حتى يمارس المصريون الديمقراطية كما يريدونها، ولا تتحول انتخابات الرئاسة إلى كرنفال مبايعة لا يليق بثورة.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com
الجريدة الرسمية