رئيس التحرير
عصام كامل

بالحسابات الكاملة.. ماذا لو لم يترشح السيسي ؟!


بعيدا عن من انتظروا طويلا طويلا ترشح الرجل وبعيدا عن صدمتهم.. إلا أن لحظة إعلان السيسي عدم ترشحه هي نفسها لحظة إعلان غيره ترشحهم..أكثر من مرشح رهنوا ترشحهم بترشح المشير وهذا يعني أن أسماء مهمة مثل الفريق أحمد شفيق والفريق سامي عنان واللواء مراد موافي فضلا عن أسماء أخرى غير مؤثرة إلا أنهم جميعا سيكونون على الفور بأوراقهم في اللجنة العليا للانتخابات..


وهنا تصبح حسبة الانتخابات على العكس تماما من حساباتها في حال ترشح السيسي الذي سيؤدي ترشحه إلى استمرار تماسك الكتلة الكبري - نقول الكتلة الكبري - من جماهير 30 يونيو وليس إلى تفتيتها على أكثر من مرشح.. لكن.. ما نتيجة وجود هؤلاء المرشحين إلى جوار حمدين صباحي الذي حسم أمر ترشحه ؟

على الفور نقول إنها ستكون أسوأ من الانتخابات الماضية لأنها تأتى الآن بعد فرز كبير بين القوى السياسية بلغ حد الاقتتال والعنف أدي إلى تجنيب الإخوان ووضعهم في معسكر بمفردهم سيؤدي بالضرورة إلى اتفاقهم على مرشح يساندونه ويدعمونه.. ولا نعتقد بحال أنه سيكون واحدا من تكتل 30 يونيو..

بل سيكون - وهذا منطقي جدا - الرجل الذي ظل مستشارا لمرسي حتى اندلاع 30 يونيو ذاتها.. كان هناك بالقصر الجمهوري يمارس عمله ويتقاضي مرتبه آخر كل شهر حتى آخر شهر لمرسي في السلطة.. وهو نفسه الذي ساهم في تحجيم كل القوى الوطنية بضغوط من الإخوان كما أن خبرة التعامل السابقة معه موجودة.. أنه الفريق سامي عنان بطبيعة الحال!

السؤال الآن: ماذا سيفعل الناخب المصري في هذه الحالة؟ كيف سيفكر ليصل إلى مرشحه المناسب والاستقرار عليه؟ باختصار سيكون الحال وبالحسابات النظرية البسيطة كالآتي: قطاع سيقرر أنه لن يكرر خطأ الانتخابات الماضية وأنه سينقل صوته هذه المرة من مرسي إلى شفيق..

بينما سيتخذ آخرون قرار الانتقال نفسه ورغبة أيضا في تصحيح تصويتهم في الانتخابات الماضية ولكن من مرسي أو من عمرو موسي هذه المرة إلى حمدين مع استحواذ مراد موافي على أصوات قطاعات ستطلب الفرار بعيدا من كل هؤلاء أملا في البحث عن الاستقرار مع رئيس جهاز مخابرات سابق باعتباره ابن الجهاز الذي حمي رجاله البلد في وقت فرعنة الإخوان.. وهذا في ذاته لن يحسم الأمر إلى موافي بقدر تشتيته للأصوات ومنع ذهابها إلى كتلة واحدة عند شفيق وحمدين.. وكل ذلك سيؤدي بالضرورة إلى بقاء كتلة واحدة بغير تأثر.. ستبقي تتزايد بفعل عدم اقتناع البعض لكونه مدعوما من الإخوان واستنادا إلى الثقة في كونه عسكريا سابقا.. إنه أيضا الفريق عنان !

كتلة عنان الكبيرة من وقوف التيار الإسلامي بغالبيته خلفه ليس بنفوذ الإخوان فحسب وإنما بأموالهم أيضا وأوراق ضغطهم على الكثيرين باعتبارها أم المعارك التي ستنهي على ما جري في 30 يونيو وهي بذلك أكبر صفعة لحراك 30 يونيو كله بمن شارك فيه..

وهي الخطوة الأهم لوجود رئيس سبق له التفاهم والعمل مع الإخوان.. ولكن كل ذلك ورغم خطورته لكن ليس إلى حد حسم الأمر للفريق عنان من أول جولة.. وهذا ما سيدخله حتما إلى جولة الإعادة.. ويبقى السؤال.. ماذا يمكن أن يحدث في الإعادة؟!
نكمل غدا في الجزء الثاني من المقال..
الجريدة الرسمية