رئيس التحرير
عصام كامل

صومال المصرية


فترة حرجة من عمر وطن قدم شعبه الطيب الكثير من الدماء ودفع فاتورة الثورة ثم سقط في براثن تجار الدين الذين نجحوا في خروج ما يزيد على المليوني مصري من الإيمان! وقد فعلوا ذلك بفسادهم الذي شهد عليه القاصي والداني.. وبإساءاتهم للمسلم قبل المسيحي..وكأنهم وباء ابتلت به الأمة المصرية.. لقد برهنت التيارات الدينية على أنها تيارات بلا دين ولا منطق وأنهم جماعات أقل ما توصف به أنها "إرهابية ".


تقتل وتسرق وتنهب باسم الدين المسلمين قبل الأقباط.. لكن الأقباط كانت فاتورتهم أفدح لأنها كانت فاتورة الدم لقد قدموا شهداء روت دماؤهم أرض مصر ودفعوا فاتورة التحول كاملة ولم تسلم دور العبادة من بطش الإرهاب فقدموا كنائس حرقت قاربت على الثمانين وما يقرب من 1000 منزل و37 صيدلية وسفن سياحية ومحال وصيدليات دفعوا بحب لأجل الوطن.. قدموا كنائسهم بخورا لأجل بلادهم حسب كلمات قداسة البابا تواضروس الثانى كل ذلك على أمل الأفضل لبلادهم ولأبنائهم.

منذ عقود سبعينيات القرن الماضى الأقباط عاشوا مهددين من تنظيمات اختطفت الدين وسخرته لأجل أعمالها الإرهابية فالسرقة والقتل حلل بفتوى شيخ ضرير القلب والرؤية الروحية علاوة على النظر.. وها هو قابع في سجون أمريكا بتهمة الإرهاب نسأل الله ألا يفك سجنه، لقد وقعوا فريسة سهلة للجماعات الإرهابية.. وفى عهد الإخوان زاد الاضطهاد وأصبحت السلطات في يد فئة قليلة إرهابية سلطت عليهم القوانين لخطف بناتهم ووضع ذويهم في السجون بقوانين سيئة السمعة "ازدراء الأديان" بدستور ينهى حق الآخر في الوجود بمواد عفا عليها الزمن.. ولم يرحلوا إلا بالدماء فسرقوا وحرقوا ونهبوا ممتلكاتهم وكنائسهم ومصادر رزقهم...

وساهم الأقباط في ثورتين.. الأولى أنتجت عورة أتت بالإخوان والجماعات الظلامية لتحكم مصر عاما كاملا وتؤخر الوطن عقودا طويلة وخرجوا في ثورة يونيو عن بكرة أبيهم استجابة لنداء الوطن ليستهدفوا من جماعات الإرهاب الدينى التي سرقت وحرقت ونهبت.

أقدموا بحب على تغيير ليس النظام فقط بل فكره وتعامله مع قضاياهم التي للأسف أثبتت أنها لم تتغير بل قدموا من آن لآخر من النظام لنهش أجسادهم من تيارات دينية وبلطجية وسط صمت مسئولى الأمن من وزير الداخلية إلى مدير الأمن وظباط المراكز.. تحولت قرى مصر إلى صومال أخرى تنهى سطوة الدولة وسط عجز أمنى وحكومة تتبع مبدأ "لا أسمع لا أرى لا أتكلم " ويقتل الأقباط في ساحل سليم وقرى أسيوط والمنيا.. وتتحكم العصابات المسلحة في المراكز والقرى فتفرض إتاوة وتقتل وتسرق مع غياب الأمن، ليستمر الأقباط في دفع الفاتورة من أرواحهم وأموالهم ومصادر رزقهم..

ترى من المستفيد من تحول مدن وقري بصعيد مصر للنموذج الصومالى !
ترى هل فقد مسئولو مصر الحس البشري !
ترى ألا يعلم أولو الأمر أن الأقباط دفعوا الفاتورة كاملة !

أخيرا ألا يعلمون أن في صمتهم إدانة لهم وللنظام الجائر.. ألا يعلمون أن أمل الأقباط التغيير ليس في الأفراد بل في السياسيات..
ألا يعلم وزير الداخلية أنه المسئول عن انتشار النموذج الصومالى في ربوع أسيوط وقرى المنيا وأنه من الشرف أن يعتذر ويعتزل ؟
الجريدة الرسمية