«نورة».. أصغر ضحايا جهاد النكاح بسوريا.. طفلة مغربية تركت مستقبلها بـ«مطار إسطنبول».. تحولت من مشروع طبيبة لجارية بسوق النخاسة.. والجهاديون يستبيحون جماعها باتصال هاتفي
قصص المجاهدات والفتيات المقاتلات في سوريا لا تنتهي، وشملت دولا عربية وغربية، لكن ما كشفه موقع "هسبريس" المغربي، هذه المرة مع التلميذة "نورة" ذات الـ 15 عاما، والقاطنة بمنطقة أفينيون في الجنوب الفرنسي، التي فاجأت أسرتها الصغيرة يوم 23 يناير باختفائها عن الأنظار، قبل أن يتوصلوا لخبر وجودها وسط "الجهاديين" في إدلب السورية، تحمل السلاح بدل القلم الذي كان سندها داخل القسم، آملة أن تصير طبيبة في المستقبل.
قصة الطفلة ذات الأصل المغربي نورة، بدأت قبل تاريخ اختفائها عن الأنظار أواخر الشهر الماضي، حيث لاحظ أهلها تحولات طرأت على مستوى سلوكها الشخصي، ابتداءً من التغيب عن حصص الدراسة بثانوية "فريديرك ميسترال"، واعتكافها على الإنترنت وإنشائها لحساب "فيس بوك" آخر، وانتهاءً بارتدائها للحجاب.
بعد 23 يناير، أخطرت أسرة نورة شرطة "أفينيون" باختفاء ابنتها عن المنزل، قبل أن تمكن اتصالات أجراها الأخ الأكبر فؤاد، مع نورة عبر حسابها في موقع فيس بوك ثم عبر الهاتف، تخبره أنها في سوريا و"أن أحوالها بخير وأنها لن تعود أبدا"، وهو ما تلقته عائلة الفتاة بالدهشة والصدمة وكثير من الحسرة، "كيف يمكن لنورة القاصر والمراهقة أن تتحول إلى جهادية".
مغامرة نورة "الجهادية" صوب الأراضي السورية المشتعلة بدأت، وفقًا لمعلومات قدمتها أسرتها للصحافة، في الثالث والعشرين من يناير الماضي، حيث غادرت منطقة أفينيون حاملة حقيبتها و550 يورو في جيبها، متوجهة إلى باريس عبر القطار، قبل أن تستقل طائرة توجهت بها إلى مطار إسطنبول الدولي بتركيا، لتلتقي حينها بـ"مرشد خاص" أدخلها إلى الأراضي السورية، لتنضم بعدها إلى إحدى الفصائل الإسلامية المقاتلة.
مفاجأة غريبة أخرى تتلقاها أسرة نورة الأحد الماضي، وفقا لمصادر إعلامية فرنسية، هو اتصال اثنين من المقاتلين في سوريا، "أحدهما يتحدث العربية والآخر الفرنسية"، يقول غاي كنون، محامي الأسرة، يطلبان يد نورة للزواج في سوريا، وهو ما رفضه والدها بشدة، فيما شدد أحد المتصلين أن النكاح يمكن أن يتم عبر الهاتف فقط.
وتحولت سوريا إلى مغناطيس جاذب للمقاتلين والمقاتلات خلال الشهور الماضية، وينجح أمراء الحرب في اصطياد االفريسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم بث الفكر الجهادي بعقولهن ووقع عدد كبير من الفتيات والنساء، في شرك هذه المؤامرة، وتكتشف في نهاية المطاف أنها مجرد سلعة بحث عنها أمراء الحرب لتفريغ شهواتهم الجنسية، وتبرير الفعل المشين بمصطلح "جهاد النكاح" بهدف مؤازرة المقاتلين وتثبيتهم على أرض المعركة كما يروج هؤلاء.