أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية لـ"فيتو": السيسي بقى رئيس مصر.. بس خايف حملات النفاق "تفرعنه"
- أنادي بدمج الأحزاب غير الفاعلة ليصبح لدينا 15 حزبا بدلا من 65
- البرادعي لا يصلح سوى أن يكون محاميا دوليا أو مفكرا سياسيا
- الممارسات القمعية للدولة جعلت من سيناء بيئة حاضنة للإرهاب
- أي تجاوزات تعبث بهيبة الدولة يرتكبها طلاب الجامعات غير مقبولة
- الإعلام مُطالب بتوجيه أدواته لإعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة
وقال: إن تصرفات الرئيس السابق مرسي أثناء محاكمته تؤكد أنه لا يزال تحت تأثير صدمة عزله، حاله في ذلك حال كثير من القيادات الإخوانية فهم في حالة من الغيبوبة.
ودعا الإعلام المصري إلى أن يعيد تقييم نفسه وحساباته، ويوجه أدواته في المرحلة المقبلة لإعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وخلق بيئة ومناخ اقتصادي واستقرار الأمن بمصر.
وإلى تفاصيل الحوار:
- لماذا ترى أن تأييد السيسي هو مظهر من مظاهر النفاق والمزايدة؟
أنا لا أعترض على تعبير الناس عن حبهم للسيسي فهو شخصية محبوبة، ويستحق مكانته المتميزة في قلوب كل المصريين، ولكني أخشى عليه من المبالغة والمزايدة في هذا الحب، التي قد تخلق منه فرعونا آخر أو ديكتاتورا في المستقبل، خاصة أن هذه الحملات المبالغ بها تستفز الكثير من محبيه ومؤيديه.
- تعتقد أن السيسي سيفوز بالانتخابات في حال ترشحه؟
هو فاز بها بالفعل قبل أن يترشح، فالسيسي أمل كل المصريين في إعادة الاستقرار لمصر ودفعها للريادة مرة أخرى، ولكن لا بد من أن يعى الجميع أنه لن يستطيع أن يحقق شيئا دون دعم ومساندة من فئات المجتمع المختلفة، شباب وشيوخ نساء وأطفال، والمؤسسات المدنية المنتخبة، والتكاتف والعمل كقوة واحدة لخلق التوازن في شئون الدولة.
- ما تفسيرك لموقف الرئيس السابق مرسي أثناء محاكمته؟
من الواضح أنه لا يزال تحت تأثير صدمة عزله، حاله في ذلك حال كثير من القيادات الإخوانية فهم في حالة من الغيبوبة والذهول، غير مستوعبين أنه اختيار وإرادة شعب، وعليهم الامتثال لهذه الإرادة كما فعل مبارك وتقبل الأمر والواقع المبني على الرغبة الشعبية.
- أدان البعض الإعلام المصري باعتباره موجها وليس موضوعيا.. ما رأيك؟
للأسف هذا صحيح، أعتبر أن الإعلام بشكل عام لعب دورا خطيرا في الضغط على الحكومة والجيش والشرطة، واستخدم من قبل جهات سياسية لخلق انقسامات كثيرة في المجتمع، وأحدث نوع من العداوة والتشكيك والتخوين بين المصريين وبعضهم، لذا عليه أن يعيد تقييم نفسه وحساباته، ويوجه أدواته في المرحلة المقبلة لإعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، وخلق بيئة ومناخ اقتصادي واستقرار الأمن بمصر.
- ما رأيك فيما قيل: إن ظاهرة الاعتقال العشوائي لطلاب الجامعات تتنافى مع بعض مواد الدستور؟
المادة 39 و40 ينصان على أنه لا يجب أن تمس الحرية الشخصية، ولا يجوز القبض على أحد إلا بأمر قضائي مسبب، ونظمت المادة 53 حق التظاهر وجميع أشكال الاحتجاجات السلمية غير المسلحة، على أن تكون تحت الإشراف الأمني للحفاظ على سلامة المواطنين وحماية المنشآت العامة، وما حدث في الجامعات ليس له أي صلة بالتظاهر والاعتصام السلمي أو الحفاظ على المنشآت، ولا أحد ينكر أن ما حدث بالجامعات مخالف لكل القوانين الجنائية والحقوقية ولكل الأعراف الاجتماعية، فكان من الطبيعي أن يحدث تدخل أمني للسيطرة على الأوضاع بعدما تهجم الطلاب على مكاتب العمداء والمدرجات وحطموها، وأضروا بمنشأة عامة مخصصة للتعليم وليس للتظاهر، وأصبح غير مقبول أي تجاوزات تخل بالنظام وتعبث بهيبة الدولة.
- يرى بعض الحقوقيين أن عبارة "سيتم إعادة النظر" في خطاب الرئيس عدلي منصور الأخير بمثابة إقرار بوجود معتقلين بالسجون.. كيف ترى هذا؟
أرى أنه خطأ غير مقصود به المعنى الظاهر للجملة، وتم تصحيحه وتوضيح أن المقصود بالجملة كل المحبوسين من الشباب على ذمة قضايا أو رهن تحقيقات، وأنا أرجو أن تشمل إعادة النظر كل من تم احتجازه نتيجة المظاهرات، أو شارك في أعمال شغب ولم يثبت في حقه أي اتهام سواء كان من تيارات إسلامية أو غيرها.
- هل ترى أن البرادعي كان بمثابة رأس حربة لتنفيذ المشروع الأمريكي؟
هذا مستبعد تماما، فلا يمكن التشكيك في وطنية البرادعي وإخلاصه للوطن، ولكني أختلف معه اختلافا جذريا في أسلوب معايشته ومعالجته للأمور، ورؤيته في ممارسة الحياة السياسية بمصر، وذلك لعدم احتكاكه المباشر بالجماهير، وبالتالي هو لا يصلح سوى أن يكون محاميا دوليا أو مفكرا سياسيا، لأن العمل السياسي على أرض الواقع، يختلف تماما عن إلقاء الخطب والتصريحات والاعتراضات الشفهية.
- فيما يخص سيناء يقال: إن الممارسات القمعية للدولة في سيناء جعلت منها بيئة حاضنة للإرهاب، ما رأيك؟
هذا حقيقي، فأمن نظام مبارك تعامل مع السيناويين بنوع من التعسف والعنف والأساليب القمعية، التي خلقت نوعا من الحاجز النفسي بينهم وبين بيئتهم وأرضهم الأم، مما جعل أبناءها يرتمون في أحضان العصابات والمرتزقة والحركات الإرهابية كنوع من الانتقام من الذين أهدروا كرامتهم وقضوا على آمالهم وأحلامهم، وأتصور أنه في الفترة القادمة ستعمل جميع مؤسسات الدولة على تبني البيئة السيناوية واحتضان أبنائها لإزلة هذا الحاجز وإشعارهم بأنهم يتمتعون بنفس الحقوق مثلهم مثل كل المواطنين.
- لماذا لم يغلق الجيش جميع الأنفاق للتخلص من صداع الإرهاب؟
هذا ما يتم العمل عليه، ولكن يحدث الأمر تباعا وبشكل يحفظ للمواطنين أمنهم ودون المساس بحريتهم الشخصية، والأمر ليس متوقفا على تدمير وغلق الأنفاق فقط، وإنما -أيضا- مطاردة العناصر الإرهابية المقيمة والوافدة بكل حزم وحسم لاقتلاع الإرهاب من جذوره، والجيش قادر على هذا خلال شهور قليلة بما يملكه من خبرات وتجارب.
- ألا ترى أن الأحزاب ما زالت تلعب على هامش الحياة السياسية؟
قلة الإمكانيات والأدوات الإعلامية ونقص الكوادر والمقرات من العوامل الأساسية لضعف دورها الاجتماعي والسياسي، فما زال لديها وقت طويل لتفعيل هذا الدور، والتواصل مع الجمهور في القرى والنجوع والمناطق النائية، لهذا أنادي بتوحيد وإدماج الأحزاب غير الفاعلة والتي تتبنى نفس البرنامج لتقوية بعضهم البعض وليصبح إجمالي الأحزاب 15 أو 20 حزبا بدلا من 65 حزبا، وذلك لإثراء الحياة السياسية وتفعيلها على أرض الواقع بما يخدم الوطن والمواطن.
- هل أنت مع الرأي الذي يقول: إن الدولة لم تلتزم بالمعايير الدولية لفض اعتصامي النهضة ورابعة؟
لا طبعا، ليس معنى أني أرى أن قرار الحكومة كان غير حكيم أنى أدعم تصرفات الإخوان وأساندهم، لذا أرى أن الشرطة والجيش استنفذوا كل الطرق السلمية لفض الاعتصامين، ومواجهة الظروف والمواقف الصعبة تتطلب اتخاذ بعض الإجراءات الاستثنائية التي -غالبا- ما تؤدي لخسائر في الأرواح كمواجهة الإرهاب، وكان لا بد من إنهاء هذا الاعتصام في إطار قانوني، يحافظ به على كرامة الإنسان وحقوقه ومحاسبة كل من يعبث أو يتخطى حدود القانون، ولكن استقبلت الشرطة بوابل من الرصاص حصد أرواح 60 شهيدا من القوات الأمنية، وعليه قامت بالرد عليهم بالذخيرة الحية للسيطرة السريعة على الموقف قبل أن يتفاقم الأمر ويصل لاستخدام الأسلحة الثقيلة.
- هل تعتقد أن الداخلية تحتاج رفع كفاءة قوتها الأمنية؟
أكيد، فهي تحتاج لتقوية وتعزيز قدراتها وإمكانياتها لرفع مهاراتها القتالية وكفاءتها الاجتماعية والإنسانية، وتدريبهم على كيفية التعامل مع مشاكل المجتمع وحقوق الإنسان، مثلها مثل أي مؤسسة بالدولة كمؤسسة القضاء والجهاز الإداري، ولكن نعي -تماما- إن هذا لن يحدث في الوقت الحالي، للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وليس عليها في الوقت الحاضر سوى الاستعداد للمرحلة المقبلة.
- هل ترى أن التدخل الأمني أفضل حل للسيطرة على الأوضاع بالجامعة؟
بالعكس، فالتدخل الأمني سيؤدي لمزيد من الصدامات ويصعد أعمال العنف، خاصة وأن الطلبة لديهم خلفية عن الأساليب القمعية التي كانت تمارس مع كل من هو ضد النظام، لهذا أرى أنه من الأفضل خلق حالة من الحوار بين أساتذة الجامعات وبين الاتحادات الطلابية، للاتفاق على الأسلوب الأمثل لتحقيق الأمن داخل الجامعات، سواء كان بالدعم الأمني أو الإداري، ولا يتم استدعاء قوات الشرطة إلا في حالات الشغب والعنف،لإحكام السيطرة على الأمور.
- جاء على لسان أحد قادة الرأي أن مصر كانت على وشك أن يحكمها بعض الشواذ.. ما رأيك في هذا؟
لم أسمع هذا الكلام من قبل، وأعتقد أنه لا أساس له من الصحة، فمصر عامرة بأبنائها الأسود التي تفخر بهم أمام العالم، وأثبتوا مكانتهم وجدارتهم في الكثير من المجالات المختلفة كالطب والعلوم والهندسة والفن وغيرها، وهناك الكثير من النماذج الحية بالجيش والتي حيرت العالم في قدرتها على الصمود والتعامل مع العدو بإمكانياتها البسيطة أمام أعتى الأسلحة وأكثرها كفاءة وأعلاها تكنولوجيا.
- تعتقد إن إصرار الحكومة على المضي في خارطة الطريق هو ما زاد من حنق وغضب الإخوان ودفعهم لارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية؟
أكيد فالحكومة تستمد شرعيتها ووجودها من خارطة الطريق، فمن الطبيعي أن تعمل وتحارب لتنفيذها، واتخاذ ما تراه من إجراءات لحمايتها، خاصة مع توقعها حدوث مثل هذه الأمور، مما أثار حفيظة الإخوان ونتج عنه ردود أفعال سلبية وزيادة للعمليات الإرهابية.
- قرار الحكومة بأن الإخوان جماعة إرهابية كان صائبا أم خاطئا؟
من وجهة نظري أعتبره قرارا غير سليم ومتسرع، ولا يجوز لأي جهة أو شخص إطلاق هذا التصنيف إلا بمقتضى حكم قضائي واضح الأسباب والوقائع، كما أن الرأى العام الدولي استنكر هذه التسمية، لذلك كان على مجلس الوزراء تحري الدقة أكثر لإصدار مثل هذا القرار، فلا يوجد أي دليل أو إثبات يؤكد ما صرحت به الحكومة.
- ذكر البعض أن الشرطة هي المسئول الأول لسماحها بدخول الأسلحة لرابعة، فلماذا أوصلت الأمر لهذه النهاية؟
كان عند المسئولين أمل كبير في إنهاء هذا الاعتصام بطريقة سلمية، واستخدمت المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، وناشدتهم ترك الميدان، وألقت رسائل تحذير من الطائرات، وباءت كل الجهود الأجنبية والعربية الوسيطة لإثنائهم عن مبتغاهم بالفشل الذريع، حتى استنفدت كافة الطرق السلمية، فأعدت القوات الأمنية العدة وصاحبها بعض وسائل الإعلام للتغطية، وبعض الحقوقيين وممثلي منظمات المجتمع الدولي للرصد، ثم طالبت المعتصمين بضرورة مغادرة الميدان وفتحت ممرات للخروج الآمن، وأعلنت في الميكروفونات اعتزامها فض الاعتصام.