رئيس التحرير
عصام كامل

قبل أن يصبح السيسي رئيسا..


شاهدنا جميعا خلال الفترة الأخيرة العديد من المؤشرات التي تؤكد على أن المشير عبد الفتاح السيسي، سيكون على قوائم المرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بداية من خطابه بالندوة التثقيفية الثامنة، مرورا بمنحه رتبة «المشير»، انتهاء ببيان القوات المسلحة الأخير، والتي اعتبرت فيه أن ترشحه تكليف والتزام.


وعلى الرغم من أن إعلان السيسي عن ترشحه للانتخابات الرئاسية بل وفوزه بها أصبح مسألة وقت، إلا أننى أتمنى -قبل أن يصبح رئيسا- النظر إلى عدة نقاط تتعلق بتأثير هذه الخطوة على توصيف ما حدث بمصر يوم 3 يوليو الماضي، والانقسام الذي يشهده الشارع، ونظرة الشعب إلى المؤسسة العسكرية، في حالة فشله في تحقيق آمال الشعب به.

فكنت أتمنى كإحدى المشاركات في مظاهرات 30 يونيو، أن تظل قناعاتي كما هي بأن إسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي، جاء من خلال ثورة شعبية خالصة، إلا أن ما درسته بشأن أن أحد أهم أركان «الانقلاب العسكري» هو تولي رموز القوات المسلحة السلطة، بالإضافة إلى العبارة الشهير للواء أحمد وصفي، قائد الجيش الميداني الثاني، للإعلامي عمر أديب، بعد 30 يونيو: «يا جماعة انقلاب معناها عسكريين تولوا مقاليد الأمور في الدولة»، وكذلك أيضا عبارة السيسي الشهيرة: «لن أترشح للرئاسة، ولن أسمح للتاريخ أن يكتب أن جيش مصر تحرك لمصالح شخصية».

كما أن حالة الانقسام التي يشهدها الشارع المصري الآن، على شخص السيسي، تستدعى التفكير كثيرا في مسألة ترشحه، لأن الانقسام هذه المرة ليس لأسباب سياسية، بل لأسباب تتعلق بالدماء التي سالت خلال الأشهر الماضية، فهناك فصيل في المجتمع أيا كان رأيه السياسي، وأيا كان حجمه، وبغض النظر عن مدى صحة قناعاته، يرى أن السيسي هو المتورط في كل هذه الدماء.

فمن المتعارف عليه أنه بعد أي انتخابات رئاسية، يقوم الفائز بتجميع الشعب كله حوله، ومحاولة احتواء الجميع حتى المعارضين له -الذين لم ينتخبوه- لأن في هذه الحالة يكون الخلاف سياسيا، وبالتالي يمكن أن يتأقلم المعارضون مع الرئيس الجديد، لكن هذه المرة الخلاف أكبر من كونه سياسيا بكثير، فكيف يمكن للسيسي بعد فوزه أن يحتوي فصيل الإخوان وهم يرونه عدوا لهم، وليس مجرد رئيس مختلفون معه سياسيا؟!

وأخيرا فإن ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية في ضوء ما قاله هو من قبل في كلمته بـ«الندوة التثقيفية الثامنة» بأنه لن يترشح إلا بتفويض من الجيش، وما تحاول أن تروجه بعض وسائل الإعلام على أن التصويت للسيسي هو تصويت للمؤسسة العسكرية، ودعم لها في حربها على الإرهاب، ينذر بسيناريوهات مرعبة تتعلق باهتزاز صورة الجيش المصري وتأثره في حالة إذا فشل السيسي في مهامه، وخرج الشعب عليه ليسقطه...!!
Nour_rashwan@hotmail.com
الجريدة الرسمية