رئيس التحرير
عصام كامل

القناطر الخيرية تتحول لمدينة عشوائية ولا يتحرك أحد.. ناشط سياسى بالقليوبية: بلطجية يفرضون الإتاوات.. رئيس جمعية حقوقية: مطلوب هيئة متخصصة لتطويرها.. المحافظ : مخطط علمى لإعادتها للخريطة السياحية

القناطر الخيرية تتحول
القناطر الخيرية تتحول لمدينة عشوائية

لم تأخذ مدينة القناطر الخيرية، أحد أبرز المعالم والمدن السياحية فى مصر، حظها ووضعها الطبيعى على خريطة السياحة العالمية والإقليمية، رغم ما تتميز به إمكانات ومقومات تؤهلها لذلك.


وتحولت المدينة، والتى تعتبر منتجعا سياحيا للبسطاء والغلابة فى السنوات الأخيرة، من مقصد سياحى إلى مدينة عشوائية تملؤها التعديات والأسواق العشوائية، وتعانى من الطرق المتهالكة، مما تسبب فى إحجام المواطنين والسائحين عن زيارتها.

"القناطر تستغيث"...

ويقول سامى عبد الوهاب، أمين حزب الكرامة بالقليوبية، إن المدينة تستغيث من استمرار موجات الإهمال التى تتعرض له على مدار أكثر من نصف قرن وعدم استغلال لمقوماتها الجغرافية والتاريخية والأثرية، مشيرا إلى أن كل هذه المقومات كان يجب أن تضعها منذ زمن طويل على خريطة السياحة الإقليمية والعالمية.

ويضيف حمدى هيكل، ناشط سياسى، أن الفكر الحالى للدولة سواء على مستوى الحكومة المركزية أو المحلية بالمحافظة، لا يستطيع أن يحقق حلم أبناء المحافظة، فى أن تتحول القناطر الخيرية إلى قيمة سياحية عالمية، لما تمتلكه من نيل وحدائق ومتاحف وكبارٍ أثرية ، لافتا إلى أن بها أضخم مشروع رى قديم وهو قناطر "محمد على باشا، وبها أول محلج للقطن أنشأه محمد على باشا.

"وكر للبلطجية"...

ويوضح هيكل أن أهم المشاكل التى تواجه المدينة هى الاختناق المرورى، خاصة فى ميدان القناطر، وعدم وجود مواصلات عامة، وتضارب الاختصاصات بين أكثر من جهة، مشيرا أن حدائق المدينة العريقة تحولت بدورها من متنزهات عامة إلى وكر للبلطجية والخارجين على القانون، الذين يفرضون الإتاوات على الزائرين، من خلال تأجير الخيول والدراجات بأسعار خيالية، وكذلك أسعار المشروبات والمأكولات التى تفوق أشهر الفنادق، مما يفسد فرحة واستقبال الناس للأعياد والمناسبات التى يقضون فيها نزهتهم بالقناطر.

ويحذر حنفى سلامة، من أبناء المدينة من غياب الخدمات العامة داخل الحدائق التى تستقبل ملايين المواطنين، ويؤكد استيلاء بعض الخارجين عن القانون على أجزاء من الحدائق لتتحول الخضرة إلى كتل خرسانية فى ظل ضعف الرقابة من شرطة السياحة والتموين إلى جانب الارتفاع غير المبرر فى تذاكر الدخول للحدائق الخاصة.

وطالب إسلام السيد، محاسب، بتفعيل مجلس الأمناء الذى تم تشكيله مؤخرا للنهوض بالمدينة، وإنشاء فندق سياحى بعد أن أصبحت الشاليهات دون المستوى.

"المرور مشكلة"...

ويرى رجب أبو الفضل، رئيس مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان بالقليوبية، وأحد أبناء المدينة، أنه لابد من إنشاء هيئة متخصصة تضم الوزارات المعنية التى تتضارب فى اتخاذ القرارات التى من شأنها إعطاء القناطر حقها فى التطوير ووضعها على الخريطة السياحية وعمل محور جديد للمرور من الدائرى لميدان القناطر لحل مشكلة التكدس بالمدينة.

من جانبه أكد السيد موسى، رئيس مركز ومدينة القناطر الخيرية السابق، أن تعدد الجهات المشرفة على المدينة واستخدام أسلوب المركزية فى العمل وعدم التنسيق بين هذه الجهات، تسبب فى عدم أخذ قرارات موحدة من شأنها النهوض بالمدينة ووضعها على خريطة السياحة فى مصر، مشيرا أنه تم مخاطبة الهيئة العامة للنقل النهرى، باستغلال مقومات القناطر وتنشيط سياحة نيلية ومؤتمرات ومرسى للأتوبيسات، وطلبوا مقايسة ولم تنفذ، وكذا إعادة تشغيل 22 شاليها أقامتها المحافظة لجذب السياحة بقرية مرجانة الواقعة على النيل مباشرة، بعد أن توقف تشغيلها منذ 14 عاما، نتيجة تعثر المستثمر فى دفع القيمة الإيجارية، وتم رفع قضية وفسخ العقد معه وإعداد ملف لعرضه على الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية، تمهيداً لإعادة تأهيلها من خلال مناقصة وتأجيرها لأحد المستثمرين.

"مخطط علمى للتطوير"...

من ناحيته أكد الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية، الانتهاء من إعداد أول مخطط علمى لتطوير القناطر الخيرية، من أجل عودتها إلى خريطة السياحة العالمية والداخلية، مشيرا أن المحافظة أعدت تقريرا مفصلا حول المخطط، وتم إنشاء مجلس أمناء يضم ممثلى كافة الوزارات المعنية.

مشيرا إلى أن المقترح يتضمن كافة المحاور المطلوبة لتعود القناطر إلى سابق عهدها القديم، وسيتم مناقشة كافة هذه المقترحات خلال الاجتماع المقرر عقده مع رئيس الوزراء بحضور كافة الأطراف.

3" محاور" ...

وأكد المحافظ أن أهم المشروعات المطلوبة فى المقترح، إنشاء كوبرى على 3 محاور بميدان الحادثة بمدخل القناطر بتكلفة 60 مليون جنيه، بجانب إنشاء كوبرى علوى آخر عبر المجارى المائية التى تتفرع من النيل كما يتضمن المقترح إنشاء كورنيش جديد على3 مستويات، فضلا عن تطوير وتجميل الميادين ومداخل ومخارج القناطر، بتكلفة تقديرية 8 ملايين جنيه، تتحملها وزارة السياحة، وفتح كوبرى محمد على المغلق الموازى للكوبرى الحالى للسيارات الملاكى فقط، لتخفيف العبء الحالى، مع اقتصار مرور السيارات الأجرة والنقل الجماعى والنقل الخفيف التى لاتزيد حمولتها عن 5 أطنان على عبور الكوبرى الأثرى فقط، حفاظا عليه وحظر مرور النقل الثقيل من عليها، مع الاتفاق مع هيئة السكك الحديدية لزيادة الرحلات من رمسيس إلى القناطر للتخفيف على الطرق البرية، فضلا عن مقترحات أخرى.
الجريدة الرسمية