رئيس التحرير
عصام كامل

تحذيرالدكتور الطيب


برفقة عدد من قادة الهيئة القبطية الأغلبية زرت د. أحمد الطيب شيخ الأزهر في بيته بالقرنة في الأقصر.. كان منتدى حوار الثقافات الذي ترعاه الهيئة ينظم مؤتمرًا كبيرًا بالأقصر حول شكل الدولة المصرية الجديدة التي نسعى لإقامتها بعد إقرار دستورنا الجديد، وارتأى د. أندرية زكي مدير الهيئة أن يقوم مع عدد من مديري الهيئة بزيارة لفضيلة د. الطيب واصطحب معهم الزميلة العزيزة أمينة شفيق وأنا.. وكان لقاءً ودودًا وحارا تحدث فيه شيخ الأزهر بوضوح حول الإرهاب الذي تخوض بلادنا حربا شرسة وضارية ضده، وحول العنف الذي تورط فيه عدد من طلاب وطالبات الإخوان في جامعة الأزهر.


فقد آثر د. الطيب أن يجلس معنا في غرفة منفردة للحديث معنا؛ لأن المنزل كان يعج بالضيوف الكثيرين الذين كان في استقبالهم فضيلته مع شقيقه الأكبر محمد.. وبالصراحة التي يتميز بها د.الطيب قال لنا: إن طلبة وطالبات الإخوان حولوا المدينة الجامعية إلى وكر للعنف، بعد أن استضافوا عناصر عديدة من غير طلبة جامعة الأزهر للإقامة في المدينة الجامعية للتفرغ لممارسة العنف داخل الجامعة.. وقال شيخ الأزهر: إن ذلك لن يتكرر في الفصل الدراسي الثاني سواء بالجامعة أو المدينة الجامعية، ولن يسمح لغير الطلاب والطلبة من أبناء الجامعة للتواجد داخل المدن الجامعية، وأنه سوف تتخذ إجراءات صارمة ضد كل طالب أو طالبة يتورط أو تتورط في أي أعمال عنف؛ حيث سيكون الفصل من الجامعة هو مصير كل من يمارس هذا العنف.

هذا تحذير واضح ومحدد من شيخ الأزهر لكل طالب إخواني وأي طالبة إخوانية، وأنهم يدبرون للنيل منه بكل السبل ومن بينها محاولات الاغتيال.. لكنه يدرك أيضا كما قال لنا: إن الوطن في خطر، وأنه لا سبيل أمامنا سوى التصدي بقوة وجسارة وحزم لهذا الخطر الذي يهدد الوطن، وهو خطر الإرهاب وكسر إرادة الشعب وفرض الفاشية الدينية والاستبداد السياسي عليه.

شيخ الأزهر بموقفه الحازم هذا لا يدافع عن منصبه كما يروج الإخوان، فهو كما قال لنا ينوي أن يتخفف من كل مسئولياته بعد أن تنتهي معركتنا الراهنة التي نخوضها ونحقق النصر فيها، إنما هو يدافع أولًا عن الأزهر الشريف القلعة والمنارة والجامعة، ويدافع ثانيا عن صحيح الدين الذي قال إن الأزهر سيضاعف من جهده لنشره، ويدافع ثالثًا عن مستقبل وطن يعيش فيه أبناؤه في تأخر حقيقي رغم اختلاف أديانهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية والعرقية، وأيضا اختلاف جنسهم.
متعك الله بالصحة يا فضيلة د. الطيب، ووفقك في معركتك وكتب لك النصر فيها.
الجريدة الرسمية