رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب والمخدرات.. علاقة وثيقة !


لا ينتابني الشك للحظة أن معظم -إن لم يكن كل- التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان والقاعدة من أكبر المنظمات اتجارًا في المخدرات في العالم.


ومن عرف مثل معرفتي وخبرهم مثل خبرتي لا يقول إلا قولي، ولكن ولأن كثيرا منا – مع الأسف- مصابٌ بعقدة الخواجة! أجدني مضطرًا للتدليل على كلامي بواحد من بلاد الإفرنجة! من بلد "السيد الأبيض"!

ففي 18 يوليو من العام 2008 م ألقى رئيس العمليات في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية ويدعى مايكل براون كلمة أمام منتدى خاص للسياسات في معهد واشنطن حول الصلة بين المخدرات والجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط.

أكد فيها على العلاقة الوثيقة بين المخدرات والإرهاب منذ ما يزيد على خمس وعشرين سنة، وأن إدارته اكتشفت أن تسع عشرة من بين ثلاث وأربعين منظمة إرهابية تتجر في المخدرات.. فيما تعتقد الإدارة أن أكثر من ستين بالمائة من تلك المنظمات الإرهابية تتجر بالمخدرات.

وذكر براون أن المنظمات الإرهابية تلجأ إلى المخدرات للحصول على تمويل سريع وسهل للعمليات الإرهابية، وخاصة بعد تجفيف منابع التمويل.. وذكر أن الخلية التي نفذت عملية تفجير قطار مدريد مولت بالكامل من تجارة المخدرات.

وعقد براون مقارنة بين التنظيمات الإرهابية وكارتلات الإرهاب فوجد أوجه كثيرة للشبه منها أن كليهما يعارض سيادة القانون ويعمل في الأماكن التي لا تسيطر عليها الدولة بالإضافة لاعتمادها وسطاء مشبوهين، وكلاهما لا يهتم لحقوق الإنسان ويعتمد على الفساد والتخويف والاستعانة بأحدث التقنيات.

إلا أن الخلاف الرئيسي بينهما هو الدافع ففي حين تسعى كارتلات المخدرات لمطلق الربح فإن للإرهابيين دوافع أخرى سياسية أو أيديولوجية.. وبسبب ذلك ظهرت المنظمات المهجنة والتي نصفها إرهابية ونصفها كارتل عالمي لتجارة المخدرات، والمثال النموذجي على تلك المنظمات المهجنة هي حركة طالب بأفغانستان.

ولهذا تعلن إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة أنها تلعب دورًا هامًا في الحرب على الإرهاب، وتطلب وزارة الدفاع الأمريكية دائمًا المشورة من إدارة مكافحة المخدرات حول كيفية شن حربٍ تكون مشابهة للحرب على المخدرات في حربها على الإرهاب، ثم أخذت هذه المشورات تتطور بشكلٍ تدريجي إلى أن تحولت إلى كفاح مشترك.

ويختتم كلمته بأن كل دولار تصادره إدارة مكافحة المخدرات يساوي دولارًا لا يقع في أيدي المنظمات الإرهابية، وأن القضاء على تجارة المخدرات يوجه ضربة قاسية للمنظمات الإرهابية.

ومن هنا نعلم: أن هذه الكميات الرهيبة من الأقراص المخدرة ومن المواد المخدرة التي تصادرها الأجهزة الأمنية في كل يومٍ على الحدود المصرية وعبر الموانئ والمطارات وعبر الحدود البرية ليست إلا جزءًا من حرب الإرهاب التي تشنها دول ومنظمات إرهابية حول العالم على مصر والمصريين، وأن الدور الذي يقوم به حرس الحدود ومأمورو الجمارك لا يقل أبدًا عن الدور الذي يقوم به أفراد الجيش والشرطة في مكافحة الإرهاب في محافظات مصر وعلى حدودها.
حفظ الله مصر ووقى شعبها وشبابها الفتن والمخدرات والإرهاب وأنعم عليها بالأمن والأمان والسلامة..
الجريدة الرسمية