رئيس التحرير
عصام كامل

جوائز معرض الكتاب تضع "مجاهد" فوق البركان.. وتدفع الشعراء للمطالبة بإقالة "عرب".. شحاتة: "الثقافة" تعيش أسوأ فتراتها.. عطا: سقطة كبرى لهيئة الكتاب.. سراج: "الكوتة" والمجاملات لا مجال لهما في الإبداع

معرض القاهرة الدولي
معرض القاهرة الدولي للكتاب

جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 45 فجرت بركان الغضب لدى الكتاب والشعراء خاصة الشباب، ووجهت نيرانه مباشرة للدكتور أحمد مجاهد - رئيس الهيئة العامة للكتاب - باعتباره المسئول الأول عن المعرض وجوائزه، التي منحها لحاشيته "بحسب تعبيرهم".
"الكوتة" التي منح من خلالها مجاهد عددا من الجوائز لبعض الأعمال الأدبية، كان لها نصيب الأسد من الانتقادات، خاصة أن الكوتة لا تطبق في مجال الإبداع، فهو ليس مجلس نواب.

نيران البركان لم تتوقف عند مجاهد وحده، بل طالت رأس وزارة الثقافة وهو الدكتور صابر عرب؛ حيث خرجت مطالبات عديدة بإقالته ومعاونيه، كونه لم يقدم رؤية واضحة لتطوير الوزارة، بالإضافة إلى أنه كان شريكا أساسيا في تحديد جوائز المعرض، التي كانت محطة اختلاف الشعراء والمثقفين.

قال الشاعر سعيد شحاتة: إن العصابة الموجودة الآن بوزارة الثقافة أشرس بكثير من سابقتها المنتمية للجماعة الإرهابية، وظهر ذلك في معرض الكتاب الأخير، الذي شهد كثيرا من المجاملات، مشيرا إلى أن الفائزين بجوائز المعرض لا يستحقونها، وكأنها غنائم منحها لمعاونيهم في حرب المصالح.

وأشار شحاتة إلى أن وزارة الثقافة تشهد أسوأ وأسود فتراتها، مطالبا بإقالة صابر عرب - وزير الثقافة - ورفاقه من الوزارة، واصفًا إياهم بأنهم أصبحوا "فرض عين وليس فرض كفاية"، وأكد أن المحاكمات ما زالت تتسع للجميع لإفساد الحقل الثقافي وتجريفه بهذا الشكل الذي يعد جريمة يعاقب عليها الضمير الإنساني. 

وطالب بالكف عن شعارات الشفافية والنزاهة، التي أصبحت أشبه بما كان يفعله الحزب الوطني سابقا، وسحب الجوائز، وإعادة أموالها لخزينة الدولة، أو اتخاذ إجراءات تصعيدية، تصل للاعتصام داخل وزارة الثقافة.

فيما قال الشاعر والكاتب علي عطا: إنه آن الأوان ليتكتل المثقفون؛ للتصدي لتجاوزات وزارة الثقافة عامة وهيئة الكتاب خاصة.

وأشار إلى أن جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير، تعد إحدى السقطات الكبرى لهيئة الكتاب، فلم نسمع أو نقرأ عن فتح باب الترشح للمنافسة على تلك الجوائز، وكان من المفترض أن يفتح باب الترشح لها، مستنكرًا تصريحات الدكتور أحمد مجاهد - رئيس الهيئة - والتي أشار فيها إلى أنه تم فتح باب الترشح، والأعمال التي قدمت كانت ضعيفة. 

واستطرد قائلا: إنه أثناء توزيع الجوائز لم تتم الإشارة مطلقا إلى وجود لجنة تحكيم، وهو ما أحدث الخلل، فكان واجبا أن تعلن أسماء لجنة التحكيم، وحيثيات قراراتها، وأسماء الكتب المنافسة؛ لنتأكد أن أحكام اللجنة صائبة من عدمه، بالإضافة أن الجوائز كانت للأعمال الصادرة عام 2013، لكن ما حدث أن أعمالا بعينها صدرت في 2014، وفازت بجوائز المعرض، والسؤال الآن متى تقدم صاحب الكتاب للترشح والمنافسة؟.

كما استنكر عطا تصريحات مجاهد التي قال فيها لا يحق لأحد الاعتراض على الجوائز؛ لأنها ليست من أموال الضرائب التي يدفعها الشعب المصري، لكنها منحة من الكويت.

وأضاف: إن أوجه الخلل في الهيئة العامة للكتاب لا تتعلق بالجوائز فقط، والاستهانة بعقول الناس، بل هناك أمور أخرى كثيرة ينبغي إصلاحها، مثل سلاسل النشر والمجلة التي تصدر عن الهيئة، فكل أعمالها ينقصها الشفافية.

وأثنى عطا على تجمع الكتاب والمثقفين؛ للتصدي لتجاوزات وزارة الثقافة، وأبدى تجاوبه معهم، كونها ليست لأهداف شخصية، بل تبغي الصالح العام، وأضاف: إنه على من أخطأ أن يحاسب، فلا يعقل أن تستمر مثل تلك التجاوزات، في ظل ثورة اندلعت ومستمرة، لكنها للأسف لم تصل لوزارة الثقافة.

بينما أبدى الشاعر والمسرحي أحمد سراج اعتراضه على استمرار عرب في وزارة الثقافة؛ لعدم امتلاكه الرؤية الواضحة لتطوير الوزارة، مشيرا إلى أنه لا علاقة له بالثقافة نفسها أو بوصفها منتجا خدميا، وأضاف: إن المؤسسات الثقافية أصبحت "زريبة"، مما دفع عدد كبير من التيارات والتشكيلات والائتلافات المختلفة للتكاتف، من أجل كشف الفساد المستشري داخل الوزارة ومحاسبة الفاسدين.

وتعليقا على جوائز معرض القاهرة للكتاب قائلا: المحسوبيات والمعارف لعبت دورا كبيرا في حسم جوائز المعرض، بالإضافة للكوتة التي لا مجال لها في الإبداع. 


الجريدة الرسمية