رئيس التحرير
عصام كامل

عزازيل.. بكل لغات العالم

فيتو

>> «البوذية» أطلقت عليها لقب «مارا».. و«ديابلو» تعنى إبليس باللاتينية
>> «التوراة» أول كتاب يذكر الشيطان صراحة.. والكبر والحسد.. أبرز صفاته


لم تخلُ العقائد السماوية أو الديانات الوضعية من رمز ومفهوم للشر لدى متبعيها، حتى يتسنى لهم تفسير ما يدور بداخلهم من صراعات قوية بين الخير والشر. كانت الحضارات القديمة تصور الشر في هيئة أرواح مؤذية ليس لها كيان معين إلى أن تطور الأمر تدريجيا لتندمج كل هذه الصفات الخبيثة في شخصية واحدة لها أسماء عديدة إلا أن أشهرها وأكثرها انتشارا هو اسم الشيطان.

ورد اسم «الشيطان» لأول مرة كاسم علم في التوراة في سفر الأيام الأول في الإصحاح «21» وتآمر الشيطان ضد بنى إسرائيل»، حيث ظهرت العديد من التفاسير والشروحات لتوضح وتعرف هذه الشخصية ولكنها جميعا تحددت باثنين فقط الأول يقول إنه ليس هناك شخصية معينة ومحددة تدعى بالشيطان بل كان الأخير يمثل كل الغرائز والعقد النفسية والرغبات المكبوتة فينا أو كما قال عالم النفس «سيجموند فرويد»: «إن الأبالسة في نظرنا رغبات شريرة مستهجنة تنبع من دوافع مكبوحة مكبوتة».

أما التفسير الثانى فيقر بوجود الشيطان ككائن ويصفه بصفات تتفق عليها أغلب الديانات على اعتبار أن العقل والعلم لا يرفضان وجود الشيطان أو الأرواح الطيبة منها أو الخبيثة، كما أن الباحثين باللغة قد أكدوا أصالة الكلمة في العربية على اعتبار وجود مصدر لها بالمعاجم.

وتوجد عدة مسميات للشيطان تنتشر في الأدبيات العربية منها «هفاف، زلنبور، ولها، أبيض، ثبر، أعور، داسم، مطرش، دهار، تمريح، لاقيس، مقلاص» وغيرها من الأسماء التي يدعى البعض أنها أسماء للشيطان ذاته أو لأبنائه وأتباعه وأن لكل منهم دورا شريرا معينا يقوم بتنفيذه في العالم.

كذلك توجد أسماء لاتينية للشيطان تستخدم للإشارة إليه أو لأحد أبنائه، مثل «ديابلو» و«لوسيفر» وميفيستوفوليس»، أيضا الديانة البوذية تحدثت عن كائن مظلم وشرير وعمله «الغواية» وسمته «مارا».

إلى جانب الأسماء، يوجد بأدبيات «عبدة الشيطان» بعض الألقاب التي تستخدم لتمجيد الشيطان، مثل «أمير الظلام» و»سيد الكِبر» و«نجمة الصباح».

وجاء ذكر الشيطان بالقرآن الكريم باسم «إبليس» حيث أشار البعض إلى أن ذلك هو اسم الشيطان الذي رفض السجود لسيدنا آدم عليه السلام، وأن اسمه الأصلى كان عزازيل حتى خالف أوامر الله فأطلق عليه هذا الاسم، كما ذكرت كلمة الشيطان أكثر من مرة بالقرآن.

أما عن صفاته فقد نسبت له الخيلاء، الكبر، العصيان، التمرد، الكراهية، الحسد، قول الباطل، الخبث، كما أنه أصبح رمزا للتمييز بين الخير والشر، وقد وُصف بالمسيحية واليهودية على أنه من حاول أن يضع نفسه مكان الله ويستولى على عرشه بينما يوصف بملك الظلام في الزرادشيتية واليزيدية وغيرهما حيث يبث شروره من خلال بث الظلام، وفى مقابله الرب الذي يبث النور معتقدين أنه لابد أن ينتصر الرب بالنهاية ولكن بعض المعاصرين قد أنكروا فكرة الشيطان معتبرين أنها أسطورة اخترعها الإنسان ليميز بين ما هو خير وما هو شر في حين اعتبره بعض الماديين اللادينيين رمزًا للثورة على القهر والظلم والتحرر من سلطان الله.
الجريدة الرسمية