رئيس التحرير
عصام كامل

"الطيب": لا شأن للأزهر بالسياسة

فضيلة الإمام الأكبر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الأزهر مؤسسة علمية تعليمية لها عمر وتاريخ طويل في نشر العلوم الإسلامية، والحفاظ على الإسلام وحضاراته، وكذلك اللغة العربية وآدابها، وقد تخرج منه القضاة والعلماء، كما أن الأزهر الشريف هو من غذى مؤسسات الدولة والدول الإسلامية بالكوادر المهمة.

وقال شيخ الأزهر الشريف - في حديث خاص للتليفزيون المصري بث عصر اليوم -: إن "الأزهر استقل بالمناهج التعليمية الدينية بعد أن ازدوج التعليم بما يسمى بالتعليم المدني، ورغم أن هذا هو المعترك الحقيقي لمؤسسة الأزهر منذ ألف عام، لكن إلى جانب هذا له دور وطني باعتبار أنه يعيش في وطن وأمة وحوله شعب وهذا واجبه تجاه مصر وشعبها".

وأوضح أن دور الأزهر الوطني ينجلي أثناء لحظات التوتر والظلم والاضطراب التي يشعر بها المصريون تجاه نظام أو حاكم معين حينما يلجئون إليه، وقد ارتاد الأزهر الثورات الشعبية الوطنية وقد استشهد كثير من علمائه الشرفاء فيها وأيضا في مواجهة الاستعمار الغاشم.

وأشار الطيب إلى أن وثيقة الأزهر رسمت الإطار العام لدستور مصر الذي كان يحشد له المجتمع بما يتوافق مع مفهوم الإسلام الصحيح؛ حيث إن الإسلام لا يعرف في تشريعاته وحضاراته ولا تاريخه ما يعرف بالدولة الدينية.

وقال: "ليس للأزهر دور سياسي، ولم ولن يكن يوما يطمح أن يقدم عالما من علمائه أو شيخا من شيوخ الأزهر ليكون واليا أو خليفة أو حاكما أو رئيس جمهورية أو غيره ودلائل ذلك كثيرة تاريخيا، فالأزهر يقود الثورات ثم يعود إلى أروقته بمختلف دول العالم، ومن ثم لا يلعب دورا سياسيا مطلقا".

وأضاف الطيب قائلا: "تاريخ الأزهر يشهد أن دوره الوطني دام من أجل إنقاذ مصر وشعبها من ظلم الأنظمة والحكام وتدخل علماء الأزهر في ذات الشأن كونه معلوما لديهم أنه واجب شرعي من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك النصيحة وإنقاذ الضعفاء والمستضعفين وكلها واجبات شرعية وهي التي تترجم تجاه المجتمع بأسره بأنقى ثوب وطني".

واختتم شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب حديثه بقوله: "حينما يجتمع جمهور الأمة على شيء يجب أن ينهض الأزهر ليساند وينادي بما ينادي به جمهور الأمة انطلاقا مما سلف ذكره، وكذلك من الناحية الشرعية وأيضا من الأحاديث النبوية الصحيحة".
الجريدة الرسمية