الإخوان.. الصهيونية الإسلامية
منذ قيام دولة إسرائيل الصهيونية سنة ١٩٤٨، تسارع الإعداد الغربى لتأسيس الطبعة الإسلامية المناظرة لها في مصر على يد تنظيم الإخوان، وذلك لتبرير وجود دولة يهودية في المنطقة، واستدعاء وتأجيج الصراع الدينى التاريخى بين المسلمين واليهود، الذي يتم خلاله دعم اليهود عسكريًا بقوة ليكون النصر النهائى على المسلمين كتاريخ والإسلام كدين وليس على العرب كقومية وجغرافيا.
وقد تشابه الكيان الإخوانى الإسلامى مع نظيره الصهيونى اليهودى في هدف إنشاء الدولة الدينية الممثل في إعادة دولة الخلافة الإسلامية، وكذلك في تحقيق ما يسمى بأستاذية العالم الإخوانية على نفس منوال خطة الهيمنة اليهودية العالمية، ومثلما أسس هرتزل الحركة الصهيونية كتنظيم وتم بعدها إنشاء جماعات عنف مسلحة (الهاجانة ) كوسيلة إرهاب ضد أعداء فكرة الدولة اليهودية كوّنَ نظيره الإسلامى حسن البنا الهاجانة الإخوانية في صورة ( التنظيم الخاص ) لاغتيال المناهضين، فمثَّل الإخوان عن حق الطبعة الإسلامية للصهيونية بكل تفاصيلها وتوجهاتها، وفى عام ١٩٥٤ انقلب عليهم عبد الناصر ليضرب أداة الغرب لإشعال الاحتراب الدينى الإقليمى.
وسعى بعدها بكلِ قوةٍ ووضوحٍ في اتجاهِ تكوينِ كيانٍ قومى عربى موحد يواجهُ إسرائيلَ بدلًا من كيانٍ إسلامى تاريخى ثيوقراطى يقومُ على الخلافةِ الإسلاميةِ كما رتبَ الغربيون، حيث اتهم هذا التوجه بالرجعيةِ التي تقودها وتخطط لها الإمبريالية الغربية، لكن تم وأد مساره القومى البديل بضربة ٦٧ العسكرية.
ثم كان اغتيال الإسلاميين للسادات جزاء لمحاولته إنهاء المواجهة مع إسرائيل باتفاقية السلام، وحاصرهم مبارك بعدها بالضغط الأمنى والتحجيم السياسي، وفى النهاية استطاع الإخوان استلاب حكم مصر بضغط وتمويل أمريكى مباشر خلال أحداث الثورة في اتجاه إعادة المحاولة لتأسيس هيكل دولة الخلافة التي تنتظرها إسرائيل في حلبة المواجهة بفارغ الصبر.
إلا أن تلك الخطة أوقفها الجيش الوطنى المصرى بصورة صادمة للغرب كما فعل سنة ١٩٥٤، وفى هذه المرة ولخطورة التحدى استدعى قائده طوائف الشعب كلها ليكون الجميع جنودًا في خندقٍ واحد بجيش شعبى قوامه عشرات الملايين من أبناء مصر تم تدشينه في ٣٠ يونيو.