رئيس التحرير
عصام كامل

حماس ومأساة مخيم اليرموك


قبل خمسة أعوام تزامنا مع العدوان الصهيونى على قطاع غزة، وقع الصدام الشهير بين نظام مبارك وحزب الله الذي انتهى بالقبض على عناصر الحزب، التي كانت تنقل السلاح (للمجاهدين في غزة)، يومها دفع حزب الله ومن له صداقة معه (مثل العبد الفقير) ثمنا باهظا لقاء إصرارهم على التضامن مع (المجاهدين) الذين لم يتورعوا بعد ذلك عن قبض ثمن خيانتهم، والارتماء في أحضان من ناصبوهم العداء.


ما إن انفجر الوضع في سوريا، حتى سارعت حماس للتحالف مع أعداء القضية الفلسطينية، بحثا عن فتات تسوية، تبقى إمارة غزة الإخوانية طافية على سطح البركة العربية الآسنة، كما ازداد التورط الحماسى الإخوانى في الأزمة، وهو تورط يدخل في إطار الخطط الصهيو أمريكية لتفريغ المخيمات من الوجود الفلسطيني، وإجبارهم على الانتشار بين السوريين، بهدف إنهاء أي وجود فلسطينى مُرَكز على غرار ما حدث لمخيم نهر البارد في لبنان، حيث هدم المخيم ولم تجر إعادة بنائه حتى الآن.

أما الأداة المنفذة فهم الوهابيون بأطيافهم المختلفة من حماس إلى تنظيم القاعدة.

بفضل الاختراق الوهابى الكثيف لهذه التنظيمات المسلحة، الذي استبشر به البعض في بدايته، وأدرجه في إطار (أسلمة) القضية الفلسطينية، خاصة بعد فشل التيارات العلمانية في إنجاز أي هدف كبير، خاصة بعد تورطها في اتفاقات (سلمية) مع الكيان الصهيوني، تصور البعض أن هذه (الأسلمة) تشكل تطورا حاسما يفتح الطريق أمام تحرير القدس، فإذا بالذين راهنوا على دعم هؤلاء وأمدوهم بالمال والسلاح يكتشفون أن رصاص هؤلاء (الإسلاميين) موجه إلى صدورهم، وليس لمن يحتل أرضهم ويقوم بتهويد الأقصى على قدم وساق.

بدعم مباشر ومشاركة من (حركة المقاومة الإسلامية حماس) جرى احتلال مخيم اليرموك وتشريد أهله، بل وبلغ السوء والوضاعة بهؤلاء حد منع وصول الماء والطعام لأهل المخيم الذين يموتون جوعا، وجرى إطلاق الرصاص على من يحاول إيصال المؤن للمحاصرين.

سيدفع الحماسيون المغترون ثمن غدرهم ونكثهم لعهدهم وتلك الأيام نداولها بين الناس.
الجريدة الرسمية