رئيس التحرير
عصام كامل

النائمقام


في المرحلة الأخيرة رأينا الشخصية الإخوانية ضعيفة مضطربة السلوك، منقادة، تفكيرها سطحيا، تلك الشخصية المضطربة نتجت من لعبة مارستها قيادة الجماعة على أفرادها، هي لعبة «إخضاع الشباب» تحت مُسمى التربية، فتعطى للشباب الجدد في الجماعة أوامر غير منطقية أو غير مبررة أو غير معلومة السبب.


وعلى الشاب الراغب في التقرب إلى ربه أن يسمع ويطيع بلا مناقشة أو تفكير، حتى تتحول الطاعة عنده من العبادة إلى العادة، فإن فكر أو اعترض «انطرد» لذلك ظللنا ردحا من الزمن نتهكم على أوامرهم الكهنوتية ونقول (وافق أو نافق أو فارق) فالحق أن هناك من ينافق لتعلو مرتبته في التنظيم، وهناك من ظل يبيع قناعاته ليصل إلى طموحاته، ولم يصل! ومرت الأحداث به ودهسته فأصبح صغيرا تذروه الرياح التنظيمية.

ولكى تكون حلقة الإخضاع محكمة يجب أن يتعلم الأخ الجديد أنه كأخ صفر دون الجماعة، هو لا شيء بغير الإخوان.

فالجماعة كما يقولون لهم في دروس الإخضاع (بكم أو بغيركم) وكأنها الإسلام ذاته! ثم يخلطون في دروسهم الإسلام بالجماعة فيقولون لهؤلاء المساكين ضعاف الشخصية (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) ويحذرونهم في شتى الدروس من الانفلات من قرار الجماعة «فكدر الجماعة خير من صفو الفرد» وتظل عمليات التربية القائمة على الإرهاب والترهيب مصاحبة للفرد داخل الجماعة، وقسم التربية يقوم بعمله على خير قيام، قسم التربية هذا هو المستشفى الذي يتم من خلاله غسيل مخ الأفراد خاصة المستجدين منهم لذلك فهو أخطر الأقسام، ومن أساليب هذا القسم أن يضعوا في ذهن الأخ المسكين أن الخروج على قرار الجماعة هو خروج عن الإسلام!

وويح من يفعل ذلك، فالتربية الاستعبادية تكون في جماعة وكأنها صلاة، وعلى مهل يتعود الأخ على السجن في ذلك التنظيم ذى الآليات العسكرية، فيصبح متطوعا في جيش الإخوان ويظل عمره صف ضابط تحت السلاح لا يترقى إلا بالنفاق والفلتات، لا بالقدرات والملكات، وفى داخل التنظيم يعيش الجميع بذات الطريقة العسكرية التي ترتب الأفراد على رتب تصاعدية مختلفة، فهناك القائمقام والنائمقام، هما الرتبتان الأدنيان اللتان تنامان في خزائن الكبار في انتظار إشارة «استعداد ابتدي».
الجريدة الرسمية