رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي.. وحملات التشويه!!


قبل أن يعلن المشير عبد الفتاح السيسي حسم أمر ترشحه للرئاسة لصحيفة السياسة الكويتية نزولا على إرادة الشعب المصري الذي طالبه أن يكون رئيسا للبلاد في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ مصر وماكينة الشر عند الإخوان والتنظيم الدولي لم تتوقف، والكتائب الإلكترونية للجماعة تمارس الإبداع في الكذب والبحث عن أي شيء يسيء إلى المشير السيسي ويهز الثقة التي فاقت الجبال طولا بينه وبين الشعب المصري إلا القليل من هؤلاء النفر الذين ضيع عليهم الرجل أحلامهم في التهام الوطن قطعة قطعة كالحلوى وحولها إلى كوابيس تؤرق جفونهم، وتقض مضاجعهم وتحصرهم في فئة ضالة مكروهة ومنبوذة من المجتمع، ولهذا لا يتوقفون عن التشويه ولا يتورعون عن اختلاق صور من محض خيالهم المريض بشبق العودة إلى السلطة أو المشهد السياسي من جديد..!!


المدهش.. بل المثير للشفقة أن الجماعة الإرهابية ومن يطلقون على أنفسهم جبهة دعم الشرعية – أو دعم الشوارعية – ما زالوا يتحدثون عن شرعية لرئيس متهم بالخيانة العظمى لبلده، وعن رئيس كاد أن يفرط في أراضي من الدولة المصرية لولا رحمة الله وثورة الشعب في 30 يونيو ووقوف الجيش ورعايته لها، وعن رئيس أمر بقتل المتظاهرين المعارضين له حسب شهادة قائد الحرس الجمهوري إذا اقتربوا من بوابة القصر، وعن رئيس رعى الإرهاب وسهل دخوله البلاد وأطلق سراح السجناء والمحكومين بالإعدام في قضايا قتل أبرياء ودفعهم جميعا إلا سيناء لتكون نقطة ارتكاز لبناء الجيش الحر والإجهاز على الجيش المصري لتتسيد إسرائيل المنطقة وتتملك الفناء العربي كله، وما زالوا يتحدثون عن شرعية لجماعة أفسدت البلاد والعباد وتمكنت في سنة واحدة من تقسيم الوطن واستباحته وسرقته وتحويله إلى عزبة إخوانية يرتع فيها الجهلاء والمتسترون بالدين وأصحاب الفتاوى الفاسدة..!!

رغم كشف كل هذا الزيف والادعاء، ورغم دخول معظم قادة الفتنة وأمراء الدم السجون في قضايا ينظرها القضاء المصري الشامخ إلا أنهم ما زالوا يتحدثون عن حشد ومظاهرات مليونية لعودة الشرعية والغريب أنهم لا ينظرون لأنفسهم ويعيشون حالة الإنكار التي تفصلهم عن الواقع فلا يدركون حقيقة الأوضاع على الأرض الآن وكيف فقدوا القدرة على الحشد أو الاحتشاد ففشلوا في تعطيل الاستفتاء على الدستور الذي راهنوا عليه بأن الشعب سوف يرفضه، وفشلوا في دخول أي من ميادين التحرير بفضل الوعي الشعبي ومحاصرته لهم، وفشلوا في نصب خيمة واحدة للاعتصام في أي مكان لخلق بؤرة جديدة للالتفاف حولها..!!

الباقون من الجماعة ينتقلون من فشل إلى فشل أكبر ولذلك لم يعد أمامهم غير الأكاذيب والشائعات والتشكيك في الخطوات التي تنتهجها الدولة للانتهاء من خارطة الطريق، وأعتقد أن هذا النهج هو أخطر على الدولة وعلى قيادتها المقبلة من التفجيرات أو المظاهرات التي لم تعد ملحوظة هذه الأيام خصوصا أن محاكمات مرسي وقادة الدم تسير على قدم وساق ولا عودة إطلاقا لما قبل 25 يناير أو 30 يونيو بأي صورة من الصور- كما أعتقد وأتصور- وهو ما تركز عليه عناصر الجماعة من إشاعة عودة النظام القديم والتفافه حول السيسي وعودة الدولة القمعية وتساعدهم على ذلك بعض الأبواق الإعلامية والأقلام المأجورة والمتحولون بفعل الدولار والريـال الذين يحشرون بطونهم على موائد اللئام!!

علينا أن ننتبه إلى ما نقرؤه من شائعات لأن الحملة سوف تستعر نيرانها وينتشر دخانها في الأيام المقبلة، وعلينا أن نثق بأنفسنا وباختيارنا وبقدرتنا على المرور بمصر من هذا الممر.. وليحفظ الله مصر من كل سوء.
Elazizi10@gmail.com
الجريدة الرسمية