رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. ملوك الرصيف: "السايس" منادى السيارات المتهم بالبلطجة.."عم على": الظروف دفعتنى لأعمل "متسول شيك" وأخجل من أولادى.."محمد": "معاملة الناس في الشارع أكثر ما ينغص على حياتى"

فيتو

لم يختاروها يوما ولكن قادهم إليها سوء الحال، السايس أو منادى السيارات أحد أهم عناصر شوارع القاهرة المكتظة بالملايين من سياراتها الشاردة وقتما بحثت عن مأوى لها بجانب رصيف، ملك شوارع القاهرة المتوج فوق عرشها، الرجل الذي يحتل الرصيف بصفارة متدلية من عنقه تعمل كرادار يوجه قائد السيارة يمينا ويسار وفوطة صفراء "لزوم التلميع" لإخراج إكرامية أكبر من جيب الزبون، و"كاسكت" أعلى رأسه يساعده على مقاومة وهج شمس القاهرة الملتهبة. 

كان من الممكن أن ينضم هؤلاء إلى عالم العصابات أو أن يصبحوا أعضاء في نادي النشالين واللصوص أو أن ينضموا إلى موزعى المخدرات، لكنهم اختاروا أن يسعوا ليكسبوا رزقهم بالحلال، على عكس ما انطبع في رأس أكثرنا عن السايس بأنه بلطجي يحتل ناصية الشوارع يفرض الإتاوات.

يقف عم على محمد سايس شارع الطيران بالقرب من ميدان رابعة مبتسما، عندما اقتربنا منة بادر بمصافحتنا وبمجرد سؤالنا عن مهنتة قال: "أنا في الأصل خباز أفرنجى وشيف جاتوهات "راجل صاحب صنعة " كأغلب من يمتهنون المهنة، ولكن تدهور أحوال البلاد في الآونة الأخيرة هو ما دفعنى لأعمل سايس". 

وتابع: "البطالة هى ما دفعته إلى أن يصبح متسولا "شيك"، حتى لا يسرق أو يعرض أبناءه للحرام".

وعن موقف الحكومة منة يقول: " شرطة المرور لا تعترضنى إلا إذا اصطفت السيارات "صف ثانى"، وتتعامل شرطة المرور معى باحترام، وتتركنى آكل عيش".

ولكن رغم الاعتراف بأن مهنتة نوع من التسول إلا أن "عم على" لولا السايس لازدادت العشوائية في شوارع القاهرة، وقال: "الزبون يحتاج لشخص ليكون دليله عن أماكن "الركن" الفارغة ويحتاج إلى من يرشده إلى كيفية ركن السيارة، وأنا لا أجبر أحدا على دفع أموال مقابل الركن فهذا يعود إلى "ذوق الزبون".

وأشار "عم على" إلى أنه يخجل من أولاده بسبب مهنته، وقال "ابنى لا يعرف شيئا عن مهنتى ولو سألنى عن مهنتى دلوقتى مش هقوله عشان المدرسة وزمايله عشان دى شغلانة مش عليها القيمة" وأضاف: "أنا لو أعرف أن ابنى أو حد من زمايله هيعرف يخش على النت ويشوف الكلام ده مكنتش سجلت معاكو أصلا". 

أما محمد عيد شاب عشرينى فقال: "ورثت مهنة السايس عن الوالد الذي كان يسيطر على المنطقة لمدة تزيد على العشرين عام
وأتنمى أن أجد مهنة أخرى تشرف أولاده الذي أخفى عنهم طبيعة.

وتابع: "لا أخجل من مهنتى، وأتمنى ألا يرانى الناس "صغير في عنيهم".

وعن معاملة الأهالي معه فقال: "معاملة الناس في الشارع هى أكثر ما ينغص على حياتى، فهناك زبون قادر أن يجعلك تكره نفسك فهو، وأنا مضطرا أن أبلع أي إهانة لأنه من ورائى مسئولية بيت وأسرة.

لكن كل ذلك تلك المعاناة لا تجعل محمد ينسى أنه ملك الرصيف فيقول "لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يستغنى عن السايس. صعب الشغلانة تنتهى فعمر السايس أكثر من نصف قرن وسيستمر مع استمرار أزمة المرور في الشارع".
الجريدة الرسمية