تشرشل.. لا يصلح لمصر
كل الدلائل تشير إلى أن رئيس مصر القادم هو المشير عبدالفتاح السيسى.. وسيفوز من الجولة الأولى بأغلبية كبيرة.. وسيرحب مريدوه ببرنامجه انطلاقًا من الثقة في شخصه ومواقفه الوطنية السابقة.
وعقب أدائه اليمين ستبدأ ظهور تيارات معارضة شرعية له ولكثير من قراراته.. ستطالبه الجماهير بما يفوق إمكانيات مصر وكل قدرات أي رئيس.. ستتضاعف المطالب الفئوية، وسيطالبه أصحاب الحاجات بحلول فورية لمشاكلهم وستظهر قيادات لمعارضيه يتحدثون عن إصلاح التعليم والتأمين الصحى وحقوق المرأة وأطفال الشوارع، فضلا عن النصر السريع على الإرهاب.
لست أدرى كيف سيواجه المشير السيسى كل ذلك في ظل أزمة اقتصادية ومعركة مستمرة ضد الإرهاب وحريات مطلقة ومعارضة شرعية عليه أن يتحملها بصدر رحب التزاما بمبادئ ثورتى يناير ويونيو.
لن يستطيع الرئيس القادم - أعنى السيسى - أن يسير على نهج ونستون تشرشل عندما واجه الشعب البريطانى بالصعوبات والمخاطر التي عانت منها بريطانيا خلال سنوات الحرب العالمية.. لقد قال لهم تشرشل ليس عندى لكم غير الدموع والآلام ولكننى أعدكم بالنصر.. وقبل الإنجليز ما طالبهم به، وتحملوا ضراوة الهجمات النازية والغارات الجوية التي دمرت ربع العاصمة لندن..
وكان المواطن البريطانى يكتفى بنصف وجبة وبيضة واحدة على الأكثر كل يوم وتنازل الإنجليز عن إدمانهم الشاى فلم تكن هناك سفن لنقل المواد الغذائية بعد أن تفرغ الأسطول البحرى للمجهود الحربى.. وتناسى الأفراد تطلعاتهم الشخصية وأحلامهم المتواضعة.
هذا المنهج لا يمكن الأخذ به في مصر، فقد عانى الشعب المصرى طويلا وتحمل كثيرًا وتراكمت مشاكله وبات يحلم بحلها على يد رئيس أحبه واختاره ووثق فيه.
وهكذا لن يقبل أبناء المصر أسلوب تشرشل ومنهجه.. ولن يستطيع الرئيس القادم أن يسير على نهج تشرشل وسيتمسك أبناء مصر بقول عبدالفتاح السيسى عندما أعلن أن شعب مصر عانى كثيرًا ولم يجد من يحنو عليه.
كم أتمنى أن يحنو شعب مصر على رئيسه القادم.