«الببلاوي» لصحيفة سعودية: البيروقراطية منعت مصر من السقوط
أعرب حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، عن تفاؤله لما أنجزته مصر على طريق عودة الأمن والاستقرار، ووضوح الرؤية السياسية للمرحلة المقبلة بعد الاستفتاء على الدستور، والاستعداد للانتخابات الرئاسية.
وأشار إلى أن ما تم إنجازه سيجعل الحكومة تلتفت إلى الاقتصاد باعتباره أهم قضية في المرحلة المقبلة. وقال في حديث لصحيفة "عكاظ" السعودية، تم نشره اليوم الخميس، إن زيارته للمملكة تأتي في إطار التعبير عن امتنان وتقدير الشعب المصري لمواقف المملكة ملكا وحكومة وشعبا الداعمة لإرادة المصريين التي عبروا عنها في الثلاثين من يونيو.
وأضاف: هذا الدعم المهم المساند كان سندا مكن مصر من تنفيذ إرادتها دون ضغوط وسيساعدها على المضي في طريق العودة باقتصادها إلى مساره الصحيح بعد أن تعرض لتجريف حقيقي خلال السنوات الثلاث الماضية. وأكد أن مصر تدرك أهمية الاستثمارات السعودية وستعمل على إزالة كل العقبات في طريقها وإيجاد حلول للقضايا العالقة.
ونوه بأن مصر لها تاريخ طويل مع المملكة، مشيرا إلى مواقفها المساندة لمصر بعد أحداث 30يونيو الأخيرة.
وراى رئيس الوزراء المصري أن الأوضاع في مصر حققت درجة معقولة من الاستقرار بعد الاستفتاء على الدستور، ما سهل الزيارة إلى السعودية، وفق قوله.
وعن إعادة الاقتصاد إلى مساره قال الببلاوى: "مسألة الاقتصاد تتطلب أشياء كثيرة من الدولة المصرية منها إعادة النظر في العديد من القوانين، وخلق المناخ المناسب للمستثمرين، كما تتطلب إعادة ترميم الكثير من البنية الأساسية، وتوفير أكبر قدر من الضمان للاستقرار في الحياة اليومية، سواء بتوفير المواد التموينية اللازمة أو مواد الوقود".
وعن الدعم المطلوب لمصر والمتوقع من السعودية في هذه المرحلة قال: لا توجد دولة تقوم على الدعم الخارجي إلى ما لا نهاية، وما لم تكن مقومات النجاح في الدولة فلا مستقبل لها، والحقيقة أن الاقتصاد المصري لديه مقومات كثيرة وهامة للنجاح والتقدم، ولكن هذا لا يمنع أنه تعرض في السنوات الثلاث الماضية لنوع من التجريف الشديد في العديد من موارده، ويحتاج إلى المساعدة لاستعادة قوته لكي يبدأ.
وأكد أنه "لا يستطيع أي اقتصاد أن يقوم ما لم تكن فيه مقومات ذاتية للاستمرار، لكن إذا مر الاقتصاد بظروف استثنائية أدت إلى إضعافه وإنهاكه فهو محتاج إلى من يسنده لاستعادة صحته. وهذا حصل في دول كثيرة.
وتابع: مصر بلد بيروقراطية عريقة، والبيروقراطية فيها دائما خطر العرقلة رغم أنها في كثير من الأحيان هي ضمان لعدم سقوط الدولة، فالبيروقراطية تلعب دورين متناقضين، هي تحمي الدولة من السقوط تماما، كما أنها تمنعها من التقدم بسرعة.
وعن أمن الخليج، وشعور الخليجيين بأن الطموح الإيراني يشكل تهديدا لأمنهم، وموقف مصر من هذه المسألة، ووصف العلاقة المصرية الإيرانية في هذه المرحلة قال الببلاوي "لقوات المسلحة المصرية تعرف أن أمن مصر مرتبط بأمن أشقائها، ودخول مصر في حرب الخليج الأولى يؤكد هذا، فما كانت أمريكا تستطيع الدخول بدون الغطاء العربي، ولأول مرة ميثاق الجامعة العربية يؤيد قرارا يصدر بالأغلبية".
وحول أن الإعلام المصري لا يعكس موقفا واضحا من إيران وهل هذه سياسة الحكومة أم اجتهاد إعلامي قال "لا تنسى أن إيران في مرحلة مخاض جديد، وفي هذا المخاض إيران نفسها قد تتطور لتصبح شيئا جديدا مختلفا، وليس من المصلحة وهي في هذا المخاض أن نبين لها مقاومة لأننا نمنعها من أخذ اتجاه. إيران بدأت تتكلم على استبعاد استخدام الأسلحة النووية وأنها تتقارب مع الولايات المتحدة، هذا لا يمنع أنها في الوقت نفسه مازالت تأخذ مواقف غير مرضية في سوريا مثلا".