رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فوضى الألقاب والنقابات


كثرت هذه الأيام وجود نقابات جديدة للصحفيين والإعلاميين بأسماء مختلفة فنقابة الصحفيين لها وجود فعلى والانضمام لها صعب وشديد التعقيد ولهذا أنشأ البعض نقابة سُميت بنقابة الصحفيين الأحرار والصحافة الإلكترونية وغيرها كثير وتجمع مبالغ كبيرة لمن يريد الانضمام إليها.

ومن ينضم إليها لا تقدم له أي خدمات سوى كارنيه يكتب فيه أنه عضو بنقابة تعمل في الصحافة وربما صاحب الكارنيه لا يعمل أصلا في أي نشاط صحفى.

وكثرت أيضا النقابات الإعلامية منها نقابة تسمى الإعلاميين ونقابة الإعلاميين الأحرار ونقابة الإعلام الإلكترونى وغيرها والعجيب أن كل من يعمل في مجال الإعلام لا يعترف بها كنقابة مهنية ولكن يصر البعض على الانضمام إلى تلك هذه النقابات ربما جهلا منه بكينونتها أو حبا في أن يملك كارنيه يكتب عليه لقب مذيع أو إعلامى أو محرر أو أي وظيفة إعلامية أو صحفية.

وكذلك الدورات التي تقام في كل مكان الآن للتحكيم الدولى ومدتها يومين أو أكثر قليلا ويكتب في إعلاناتها في الجرائد أنها ستعطيك لقب مستشار.

وأدهشنى أنه في كل جلسة من جلسات الأصدقاء أجد من يعرفنى بنفسه بأنه المستشار فلان وكنت أعتقد أنه من سلك القضاء حتى اكتشفت تلك الدورة العجيبة التي لا يستفيد من يأخذها إلا اللقب فقط، ومنهم من يمنح نفسه لقب مستشار بدون دورة فهو يعرف في كينونة نفسه أنها -أي هذه الدورة- لا فائدة لها.

أعرف أن معنى نقابة هي منتدى يجمع كل أصحاب المهنة الواحدة ولها مواصفات وانتخابات ويدافع عنها أصحاب المهنة وأصحاب المهنة تعطى النقابة وبالتالى تقدم النقابة لهم خدماتها أما أن يكون هناك نقابة لا يعترف بها أصحاب المهنة الحقيقيون فتلك خدعة وليست نقابة.

والنقابة التي يكون أعضائها متجانسين في المؤهل هي النقابة الناجحة القوية مثل نقابة الأطباء ونقابة المهندسين ونقابة الصيادلة.
 
أما النقابات التي لا يتجانس أعضاؤها ويتفاوتوا في مؤهلاتهم فمنهم من يحصل على مؤهل متوسط وربما غير حاصل على مؤهل من الأساس.. ومنهم من يكون من حملة المؤهلات العليا الجامعية ومنهم من يحصل على مؤهل عال من إحدى المعاهد الخاصة فتلك نقابة أقل نشاطا من الأولى مثل نقابة الزراعيين والتجاريين والمعلمين وغيرها ولكنها نقابات معترف بها.

ونلاحظ مثلا في نقابة الزراعيين فوضى الألقاب.. فإن أصحاب المؤهل المتوسط بعد خمس سنوات يحق لهم الحصول على لقب مهندس زراعى وبعد عشرين سنة الحصول على لقب مستشار.. ولأن لقب مهندس لا يعترف به إلا من نقابة المهندسين فالفوضى قائمة والتخبط قائم.

وهذه الفوضى في النقابات والألقاب تعكس عدم رضى البعض عن وظيفته لعدم احترام وإعطاء المجتمع له كما يعطيه لأصحاب المهن التي يريد أن يحصل على لقبها.

فاحترام المهنة ليست في المهنة ذاتها ولكنها في مدى تأثيرها على المجتمع.. فقدر ما يستفيد المجتمع واحتياجه لهذه المهنة بقدر احترامه لها فنحن من نعطى لوظائفنا الاحترام والتقدير وليس الكارنيه أو النقابة التي ننتمى إليها.

فمتى نحترم أنفسنا ونحترم وظائفنا حتى يحترمها الآخرون.. وإن كنا في نظر أنفسنا قلة فلن نكثر في أعين الآخرين.

هذه الفوضى تعكس ما نعانيه من عدم توظيف لقدراتنا الخاصة ومؤهلاتنا وعدم قدرة المجتمع على الاستفادة بها فيشعر أصحاب تلك المهن بالإحباط ويلهثون وراء ألقاب ليست لهم لتجميل صورتهم ليس إلا.

فنحن ينقصنا الكثير والكثير.. لك الله يا مصر. 
Advertisements
الجريدة الرسمية