رئيس التحرير
عصام كامل

«نيويورك تايمز»: مصر مفتوحة لـ«الجهاد».. الصحيفة تحذر من تصاعد العمليات الإرهابية وتؤكد: «الربيع العربي» وراء تدفق الجهاديين للقاهرة وانهيار ليبيا.. وعناصر «بيت المق

 صحيفة نيويورك تايمز
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية

حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من خطر عودة جهاديين مصريين من الخارج وانضمامهم للعمليات الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة المصرية.

وعلق بريان فيشمان الباحث بمكافحة الإرهاب بمؤسسة نيو أمريكا بواشنطن على الأوضاع قائلا " مصر الآن مفتوحة للجهاد" مشيرا لانقلاب العالم رأسا على عقب ومؤكدا أن اعتماد أمريكا على مصر كمصدر للقوة يعد تحديا كبيرا الآن.

وأوضحت الصحيفة أن مصر كانت مهد الإسلام السياسي منذ عقود كما أنها استطاعت التغلب على التمرد الإسلامي في التسعينات من القرن العشرين مشيرة لأنها ظلت بعيدة عن العنف الإسلامي لفترة حتى عزل الرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي بمساعدة الجيش المصري.

وأكدت تايمز أن الحكومة المصرية الحالية تواجه حملة إرهابية عنيفة فجرها عزل مرسي بالإضافة للعنف الإسلامي والطائفي الذي يجتاح المنطقة، موضحة أن الربيع العربي الذي أتى بالإسلاميين للحكم في مصر هو ذاته من أشعل الحرب الأهلية السورية والتي أدت بدورها للاقتتال داخل العراق وانهيار الدولة الليبية ونهب مستودعات سلاحها وهو ما فتح أيضا منطقة واسعة على الحدود قابلة للاختراق يستطيع الجهاديون المرور من خلالها داخل البلاد بكل سهولة.

ولفتت الصحيفة لتحول أنظار الجهاديين المسلحين إلى مصر عقب عزل مرسي مشيرة للجماعات الجهادية الدولية مثل أنصار بيت المقدس وجماعة دولة الشام والعراق والتي نشرت دعواتها للمسلمين خارج وداخل مصر لحمل السلاح ضد النظام وهو ما اتضح الآن في تلبية عدد كبير من الجهاديين المصريين لهذا النداء تحت راية جماعات متشددة موجودة في الغالب بسيناء من بينها أنصار بيت المقدس وفقا لما قاله مسئولون مصريون وأمريكان يعملون في مكافحة الإرهاب.

وأوضحت نيويورك تايمز أن اثنين على الأقل من المصريين العائدين من الجهاد بسوريا قد فجرا نفسيهما في العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مصر وفقا لبيانات صادرة عن المجموعة فيما كانت السلطات المصرية قد أعلنت إلقاءها القبض على عناصر فلسطينية وسورية وغيرها من الجنسيات الأجنبية من داخل شبه جزيرة سيناء.

وتابعت تايمز الإشارة لتصريحات مسئولين أمريكان بمجال مكافحة الإرهاب أن أنصار بيت المقدس مصرية إلى حد كبير بينها الكثير ممن شاركوا في مناطق قتالية أخرى بالمنطقة بالإضافة إلى بعض الجهاديين الأجانب المتدربين بشكل جيد على القتال كما قالت إنه من الواضح أن هؤلاء العائدين من الخارج هم من دعموا فكريا وماديا العمليات الإرهابية الأخيرة بمصر.

وقالت الصحيفة إن كلا من رصد بيت المقدس لتحركات أهداف استخباراتية مهمة ونشرها لمقاطع فيديو لتنفيذ عملياتها يدل على امتلاكها خبرة قتالية كبيرة، فيما رأى آرون زيلين الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى كانوا يعلمون من قبل بعودة الجيش إلى الحكم المصري وفقا لما قالوه.

وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين كانت قد أبعدت العنف الإسلامي عن مصر من خلال توجيه أنصاره إلى الحياة السياسية ولكن حظر الحكومة لها الآن قد أعاد الأمور لما كانت عليه من قبل، مشيرة لكلمات الظواهري وأنصار بيت المقدس والتي دعت المسلمين لما أسموه التوحد لمواجهة النظام المصري واصفين إياه بالمتآمر.

كانت جماعة أنصار بيت المقدس قد بثت فيديو في السادس من ديسمبر الماضي أظهرت فيه من أسموه قاضي المحكمة الإسلامية بدعم المجاهدين في سيناء والمسلمين في مصر وتزويدهم بالأموال والرجال، كما أصدرت دولة الشام والعراق فيديو آخر بعد أسبوع جاء به مصري مشارك في العمليات القتالية بسوريا والذي دعا مواطنين دولته لحمل السلاح والدخول في الجهاد الطويل المرير، على حد قوله.

وأشارت الصحيفة إلى وليد بدر الضابط بالجيش المصري السابق والذي انضم للجماعات الجهادية والذي نفذ عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري من خلال انفجار سيارة مفخخة ولكنها باءت بالفشل، وكانت أنصار بيت المقدس قد أشارت لعودته من القتال في سوريا أيضا بالإضافة لتحريضه قبل وفاته لجهاد قوات الأمن قائلا " يجب أن نقتلهم مثلما يقتلوننا".

وكشفت الصحيفة عن مقاتل آخر يدعى سعيد الشحات والذي كان قد عاد من سوريا أيضا في وقت قريب والذي فجر نفسه عند مداهمة الشرطة لمنزله فيما أكد ديفيد بارنيت الباحث الأمريكي المهتم بأمر الجماعة أن جميعهم يتبعون نفس النهج.

وأكدت الصحيفة أن الهجمات الإرهابية بمصر قد استخدمت نوعا متطورا من الصواريخ يدعى SA-16 والذي توصل إليه محللون أمريكان ومصريون من خلال التدقيق في مقاطع الفيديو لهذه العمليات والتي تبثها بيت المقدس حيث كانت هي الأكثر استخداما في العمليات بالعراق وسوريا وهو نوع أكثر تقدما وتطورا من الأسلحة التي ظنوا لفترة أنها تُستخدم في هذه العمليات والتي تم الحصول عليها من مخازن السلاح الليبية عقب سقوط العقيد معمر القذافي.

وأكد مسئول أمريكي استعرض تقارير استخباراتية حول الوضع المصري أن هذا النوع من السلاح يتم استخدامه لأول مرة في مصر واصفا الهجمات التي تشهدها الدولة بالوقحة، فيما شدد مسئول عسكري مصري، طلب عدم ذكر اسمه، على أن الشخص الذي قام بعملية إسقاط الطائرة العسكرية تلقى تدريبا جيدا قبل تنفيذها.
الجريدة الرسمية