رئيس التحرير
عصام كامل

الدعوة السلفية تطلب "بركات" شيوخ السعودية.. "العامة للحقوق والإصلاح" حاولت وقف مساعدات الرياض عن "سلفيو الإسكندرية"..برهامى يطير إلى المملكة لتوضيح مواقف "الدعوة".. ويدعو علماء الوهابية لزيارة مصر

الشيخ ياسر برهامى
الشيخ ياسر برهامى و الشيخ ناصر العمر

فور انتهاء الاستفتاء على الدستور في شهر يناير الماضى، حزم الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية أمتعته وولى وجهه شطر المملكة العربية السعودية، لأداء عمرة تقربه من الله وتتيح له فرصة لقاء شيوخ التيار السلفى بالمملكة بعد هجومهم الشرس على برهامى ورفاقه.

وقاد الهجوم السلفى السعودى على نظيره المصرى الشيخ ناصر العمر الذي أكد أن الدعوة السلفية وحزب النور أخطآ في عدم دعمهم للرئيس المعزول محمد مرسي، وتماديا في الخطأ بمشاركتهم في لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور.

ولأن القطيعة بين الفريقين تعنى وقف الدعم المادى والتبرعات القادمة من الرياض، كان لابد أن يسارع برهامى في استرضاء سلفيي السعودية.

وكشف مصدر مقرب من الدعوة السلفية عن تفاصيل وأسباب الزيارة الأخيرة للشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة والتي تعدت كونها رحلة عمرة إلى لقاءات وتنسيق مع مشايخ الدعوة السلفية في السعودية وشرح لهم الموقف بشكل عام في مصر وما الذي حدث قبل وبعد 30 يونيو وشرح أسباب عدم دعم الدعوة السلفية للإخوان.

وأكد المصدر أن السبب في ذلك الخلاف هي المعركة التي قادنا إليها الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق مؤسس السلفية المعاصرة بعد هجومه للدعوة واتهامه له بأن مشايخها وأعضاء وقيادات حزب النور من جنود الشيطان ثم ردت الدعوة السلفية وعلى الرغم من تواجد الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في الكويت، إلا أن الأمر أغضب مشايخ السلفية في السعودية، خاصة أنه يعد أستاذا لغالبية مشايخ السلفية في المملكة، فكان لحديثه واتهامه ولرد الدعوة وتطاول بعض الشباب عليه أثر بالغ على الدعوة السلفية وهجرة العديد من داعميها في المملكة مستجيبين لاتهامها بالخيانة.

وأضافت أن الأزمة نشبت عندما كان مقررا أن يزور الشيخ ناصر العمر الدعوة السلفية ومعه الشيخ أحمد الصويان أحد علماء الدين بالسعودية للتقريب بين الدعوة والإخوان قبل عزل مرسي، لكن لأسباب خاصة بالشيخ تم تأجيل اللقاء وبناء عليه لم يحدث أي لقاءات بيننا مضيفا أن هجوم الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ومشايخ من السلفية في مصر كان سببا للخلاف بين الدعوة وبين الكثير من علماء السعودية.

وأشار إلى أن من يقف وراء نقل الحقائق مزيفة ومغلوطة لمشايخ وعلماء السعودية هو الدكتور محمد يسرى إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، حتى أنه ذهب إلى العديد من الجمعيات الخيرية التي تمول مشروعات خيرية للدعوة السلفية متهما الدعوة بأنها تستغل الأموال في أشياء غير الدعوة وأعمال الخير وأنها لا تنشر الدعوة بل إنها دعوة فاسدة ولا تقيم الدين وإنها لم تنصر الرئيس المعزول وساندت على قتل الإخوان وأنصارهم من السلفيين في رابعة العدوية الأمر الذي ترك أثرا سلبيًا حتى على الدعوة السلفية في مصر.

لم يكن أمام الدعوة وقتها إلا الرد على الشيخ ناصر العمر ببيان حتى الانتهاء من الدستور وإقراره وبعده يسافر الشيخ ياسر برهامى إلى المملكة العربية السعودية ويلتقى علماءها هناك لتوضيح حقيقة الوضع في مصر ورأى الدعوة.

وأضافت المصادر أن الشيخ حاول ترتيب عدد من اللقاءات مع بعض المشايخ قبل السفر وهو ماحدث بالفعل عندما قام بالاتصال بالشيخ الشنقيطى عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة وذلك للتنسيق بينه وبين عدد من مشايخ وعلماء السعودية لشرح حقيقة الوضع في مصر.

وهو ما حدث بالفعل أثناء لقاء الشنقيطى بوفد من علماء الدعوة السلفية ضم الشيخ ياسر برهامى والدكتور عبدالله بدران عضو المجلس الرئاسى للنور والدكتور طارق فهيم عضو مجلس شورى الدعوة السلفية وبالفعل تم تنظيم عدد من اللقاءات شرح فيها برهامي موقف الدعوة السلفية وحقيقة الأوضاع السياسية في مصر معتمدا على العديد من الوئاثق التي قدمها للمشايخ وهو الأمر الذي ساعد بشكل كبير على تحسين صورة الدعوة وحل الخلاف.

وأضافت المصادر أن الشيخ ياسر اتفق مع العديد من علماء السعودية على رأسهم الشيخ الشنقيطى على دعوتهم إلى مصر خلال الأشهر القادمة لتقديم دروس بمساجد ومعاهد الدعوة والاطلاع على الأوضاع الحقيقية. 

ومن جانبه أكد الشيخ عادل نصر مسئول الدعوة السلفية بالصعيد أن الخلاف بين العلماء وارد وهجوم الشيخ ناصر العمر كان لأسباب غير حقيقية وغير صحيحة ومن نقل له الأخبار نقلها مغلوطة وغير صحيحة ومشوهة اعتمد فيها على فيس بوك ووسائل إعلام الإخوان وعلماء تابعين لهم وقمنا بالرد على الشيخ ناصر في بيان مطول شرحنا فيه الوضع المصرى وحدثت اتصالات بيننا وبينهم وبالفعل كشف الأمر قليلا أمامهم.

وأضاف نصر أن زيارة الشيخ ياسر برهامى للسعودية كانت للعمرة فقط وليس لمخاطبة أو شرح أمور سياسية في البلاد وأن لقاء الشيخ الشنقيطى جاء مصادفة أثناء درس للشيخ في مسجد المدينة المنورة وسلم عليه الشيخ ياس وقضى يومين في بيته بالمدينة المنورة وأطلعه على الموقف كاملا في مصر وأكد الشنقيطى للشيخ ياس أن الكثير من الحقائق تأتيهم مغلوطة وأن الشيخ ياسر برهامى شرح له أشياء كثيرة لم يكن على علم بها.

وأكد نصر أن علماء السعودية ومشايخها لهم باع كبير في العلم ولا يمكن لخلاف سياسي أو خلاف في الرؤية يتسبب في غضب أو خصومة بيننا وبينهم، مشيرا إلى أن زيارة برهامى ساهمت بشكل كبير في توضيح الموقف وحذرت من بعض الشخصيات التي تنقل كلاما غير صحيح أو مغلوطا لإثارة المشايخ ضد مصر وضد الدعوة السلفية.
الجريدة الرسمية