"داعش" تجبر مسيحيي الرقة على دفع الجزية.. عناصر التنظيم يهددون بمعاشرة "المسيحيات" واتخاذهن "جاريات" مقابل عدم دفع الأموال.. نصف مليون مسيحي فروا بحياتهم والباقون بين "قاتل أو مقتول"
ثلاثة أعوام من القتل والتعذيب والدمار والرعب تمر على الشعب السوري بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، فقد حملهم الإنجيل والصليب إلى ملاقاة مصير مجهول ينحصر في ثلاثة خيارات لا رابع لها.. الأول، الهجرة وترك الوطن.. الثانى، البقاء قاتلا أو مقتولا.. الثالث، وهو الأخطر والذي ظهر على السطح مؤخرا وفرضه تنظيم دولتي العراق والشام الإسلامية المعروف بـ"داعش" على المسيحيين السوريين، ويمثل عودة إلى القرون الأولى للإسلام، حيث تم فرض "الجزية" عليهم.
وبات على المسيحيين السوريين دفع الجزية للتنظيم بعدما خيّرهم قادته بين إعلان إسلامهم أو دفع الجزية ووصل التطاول الأخلاقى إلى المساومة بين اعتناق الإسلام أو تهديد الرجال المسيحيين بمعاشرة عناصر "داعش" للمسيحيات جنيسًا واتخاذهن جاريات، طبقًا لما أكدته صفحة "اضطهاد المسيحيين في سوريا" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
ويعانى المسيحيون بسوريا أوضاعًا مأساوية، لوقوعهم فريسة بيد التنظيمات الإسلامية المسلحة، التي تقاتل ضد قوات النظام السوري، بهدف وضع بيضة القاعدة وخلق دولة لها، عقب فشلها على المستوى الدولى في إيجاد موطئ قدم لإعلان دولة إسلامية.
ومنذ دخول "داعش" إلى الأراضى السورية، تبنت أفكارًا متطرفة مارستها ضد سكان المدن التي سيطرت عليها، ويدفع سكان حلب والريف الشمالى والشرقى، فاتورة الأفكار الشاذة التي تعتنقها هذه التنظيمات، سواء "داعش" أو "جبهة النصرة".
وطالت سطوتهم الكنائس ومارسوا انتهاكات جسيمة ضد المزارات ودور عبادة المسيحيين، وقرر "الداعشيون" الذين آلت إليهم إمارة "الرقة" تعديل خطأ تاريخى حسبما يعتقدوا استمر 14 قرنا منذ ميلاد الإسلام، إذ يعتبرون المسيحيين كفارًا، ويجب عليهم اعتناق الإسلام، أو دفع "الجزية" للعيش في حماية الإمارة الإسلامية.
واضطر نحو ثلث المسيحيين السوريين إلى هجرة ديارهم منذ اندلاع الأزمة في 2011، ويبلغ عددهم نحو مليون ونصف المليون من إجمالى تعداد سوريا، والباقى منهم داخل الأرض لوحظ انخفاض عدد المترددين على الكنائس منهم إلى "أقل من 50%" مقارنة بما كان عليه الحال قبل اندلاع الحرب.
وطبقًا لتقرير نشرته "وكالة الأنباء الفرنسية" مؤخرًا، أن المسيحيين ومنذ انطلاق الحراك في سوريا كانوا يحاولون أن ينأوا بأنفسهم عن مجريات الأمور والاحداث، كذلك فعل رجال دينهم إلى أن تحول الحراك إلى حرب أهلية وطائفية وباتوا هدفًا لعدد من الفصائل الجهادية المتشددة، فهم كما باقي الأقليات الدينية السورية من دروز واسماعيليين أصبحوا يعتبرون كجماعة أو طائفة من مؤيدي النظام القائم على غرار الشيعة والعلويين.
ذلك بالرغم من بروز بعض الأسماء لشخصيات مسيحية، كجورج صبرا أو ميشال كيلو، وهم في صلب المعارضة السورية في الخارج الممثلة بالائتلاف أو بالمجلس الوطني.
ويعود ذلك إلى عدم تمثيل هاتين الشخصيتين كما غيرها من شخصيات المعارضة المنتمية للأقليات الأخرى علوية كانت أم كردية، لحالة شعبية فاعلة على أرض الواقع السوري.
رعب دولة الظلام "داعش" بات كابوسًا يهدد جميع مكونات المجتمع السوري، نظرًا لما يمارسه أنصاره، والتي شملت الجلد وضرب الرقاب والرجم.. نجحت عناصر "داعش" في دفع الشعب السوري إلى الحلم بعودة سطوة الأسد، للعيش في أمان.