رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مسرحية «يوم من هذا الزمان» لـ«سعدالله ونوس» على البالون

فيتو

عُرِضت مسرحية "يوم من هذا الزمان" للكاتب سعدالله ونوس، وإخراج محمد بياع لفرقة الدلنجات القومية على مسرح البالون، في رابع أيام فعاليات المهرجان الختامي لفرق مسرح الأقاليم في دورته التاسعة والثلاثين الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة وتنظمه الإدارة العامة للمسرح.

طرح المخرج العرض برؤية أكثر تحيدًا بتحويله لهوية البطل "فاروق" من مدرس رياضيات في النص الأصلي إلى مدرس لغة عربية في العرض، وذلك لتحمل اللغة دلالة "الهوية العربية" التي جعلها مدخلًا لكشف فساد للمؤسسة التربوية، ولتشمل كافة مؤسسات المجتمع السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، الدينية".

كما يقدم العرض لنا حال المجتمع الفاسد الذي تُمارس فيه الرزيلة من داخل أكثر مؤسساتها ارتباطًا بمسئولية الحفاظ على القيم والأخلاق، وهو نص يأتي ليطرح فكرة الانحلال والعشوائية وانهيار القيم، وسيادة النفوذ والسلطة، وشراء الضمائر، من خلال التركيز على شخصية (الست فدوى) التي تعمل قوادة بعد أن باعت نفسها في زيجة من قبيل المصلحة وقد اشتراها زوجها صاحب النفوذ، وليقدم لنا ونوس رؤيته لعصر الحداثة والانفتاح الذي أخضع كل شيء للتسلع والاستهلاك.

ونجد أن مدير الإدارة التعليمية لا يتورع أن يكون حاجبًا في مملكتها ولا يعبأ بفساد الفتيات وأن لا ضرر من أن تستباح أعراضهم، في مقابل ألا تنهض أفكارهم ويفركون في السياسة، فكل المبيقات تحل ولكن الساسية تحرم.

والإحالة هنا ترمز لجموع الشعب، فالسلطة الفاسدة في أي عصر، تنحل أخلاقيًا، بل تساهم في ذلك، كوسيلة لإلهاء العقول عن التفكير النقدي الذي يكشف فساد السياسة، حتمًا لقد عاشت مصر هذه التجربة منذ عصر الانفتاح في حقبة السبعينيات واستمرت حتى الآن، ولا تزال العشوائية والانحلال شعار هذه الحقبة متجملة بوصف راق "العصر الحديث"؛ لتخفي بشاعة ما وصلنا إليه على الصعيد القيمي والأخلاقي الذي يظهر في الممارسات الاجتماعية اليومية.
الجريدة الرسمية