رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «الحصار» لـ «إلبير كامو» على مسرح البالون

فيتو

قدم المهرجان الختامي لفرق مسرح الأقاليم، العرض المسرحي "الحصار" للكاتب ألبير كامو، وإخراج ودراما خالد توفيق لفرقة الإسماعيلية القومية على مسرح البالون، وذلك في رابع أيام فعالياته في دورته التاسعة والثلاثين الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح. 

وُفِق العرض من حيث البنية الدرامية، وتحقيق العملية المسرحية واكتمال عناصرها بإمكانيات بسيطة، استغلها المخرج في تقديم العرض برؤية إخراجية جديدة تقرأ الواقع المصري بطريقة غير مباشرة.

فحقيقة "حصار" كامو تصور لنا حالة حصار سكان مدينة إسبانية تدعى كاديز، والذين يعيشون حياتهم الطبيعية الخصبة فاقدين الوعي، في ظل نظام تقليدي عاجز يمثله الحاكم والقاضي والكنيسة، وذات يوم نشب الوباء مخالبه داخل جسد المدينة، فيفرض عليها نظامًا بيروقراطيًا كأنه القدر، ويحطم الوباء حياة المدينة فيشل الوجدان ويقتل الحرية والحب والمغامرة ويسود حكم الصمت.

يتشنج العاشق دبيجو وهو الشخصية الرئيسية فيصرخ صرخة الاحتجاج والتمرد وينقذه حبه بعد أن يدفع حياته ثمنا له، ولتقوم الثورة على الذات أولا؛ الكسل والخوف وعدم الاكتراث، على النظام السلبي مجرد، وتنتهى المسرحية بتغلب دبيجو على الموت في نفسه وفي نفوس الآخرين، عن طريق الوعى بموقفه اليائس الذي لا مخرج منه إلا بالثورة التي يشاركه فيها جموع الشعب.

وبالرغم من أن المخرج لم يزرع رموز الثورة المصرية كما يفعل أمثاله مع النصوص الأجنبية ومحاولة تمصيرها وربطها المباشر بالواقع، إلا أن الاحتفاظ بروح النص الأجنبى، لا تنفي تفسير النص من خلال الواقع المصري الذي يتماثل مع واقع سكان تلك المدينة، فيحدث الإدراك من خلال عقد المقارنات المضمرة عند المشاهد، ولتتشابه أسباب الثورات ولتكن طريقًا لاتحاد المواطن العربي بالغربي، من خلال خوض نفس المعارك، ولإراقة الدماء كطريق لنوال الحرية.
الجريدة الرسمية