لعنة الفراعنة تصيب دبلوماسيا أمريكيا..الإعلان عن تقاعد "روبرت فورد" سفير أمريكا بسوريا ومهندس الحرب الأهلية.. مسئولون أمريكيون: القاهرة رفضت وجوده بقوة..واللغة العربية مكنته من عقد الصفقات السرية
استطاع خلال أعوام أن يبني شبكة علاقات خفية مع جميع التيارات الإسلامية بدول المنطقة من المحيط إلى الخليج، مكنه إتقانه للغة العربية، من تنفيذ مهام سرية تشعل الدول بالحروب الأهلية، وتشعل نيران الفتن الطائفية، أنهى عمله في المنطقة بسوريا، بعد نجاحه في ترك الدولة غارقة في دوامة الحرب، وحول دمشق إلى مغناطيس جاذب للعناصر الإرهابية، أراد الرئيس الأمريكى أن يستفيد من خبراته في تنفيذ المهمات السرية، لإشعال مصر بحرب أهلية طاحنة، وخاصة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وجماعة الإخوان، رفضت القاهرة رسميا وشعبيا استقباله كسفير لبلاده لديها، ويبدو أن لعنة الفراعنة أصابته، ويعد الآن لإغلاق حقيبته الدبلوماسية، وطي ملفات الفتنة في المنطقة..إنه السفير الأمريكى روبرت فورد.
و نقلت وكالة "رويترز" اليوم تصريحات عن مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين، أكدوا خلالها أن السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد سيتقاعد من منصبه في نهاية الشهر.
وكان فورد الذي يتحدث العربية بطلاقة ساعد في المفاوضات مع جماعات المعارضة السورية لتنضم إلى المحادثات في سويسرا الشهر الماضي سعيا إلى إنهاء الحرب الأهلية التي مضى عليها قرابة ثلاثة أعوام في سوريا.
ولم يتضح على الفور سبب تقاعد فورد. ورفضت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية التعقيب على سؤال هل يعتزم فورد التقاعد.
وكان فورد قضى الأشهر الماضية في تركيا وأماكن أخرى في المنطقة لإقناع جماعات المعارضة السورية بحضور محادثات السلام ومثل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من المحادثات التي تساندها الأمم المتحدة والتي اختتمت في جنيف يوم الجمعة.
وقالت عدة مصادر إنه كان من المتوقع أن يصبح فورد سفيرا للولايات المتحدة لدى مصر لكن مسئولين حكوميين مصريين رفضوا لأنهم رأوا أنه قريب جدا من الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط.
وقال مسئول سابق بوزارة الخارجية لـ"رويترز" طلب ألا ينشر اسمه إنه بحسب فهمه فإن الحكومة المصرية أوضحت أنها لا تريد أن يأتي فورد إلى القاهرة ليعمل سفيرا للولايات المتحدة.
وأضاف : حسب الممارسات الدبلوماسية المعتادة يكون هناك "توافق" يفاتح فيه بلد ما في العادة بلدا آخر قبل أن يرسل سفيرا إليه وذلك لضمان أن يحظى اختياره بالقبول. وقال المسئول الأمريكي السابق الذي تحدث إلى مسئولين مصريين في هذا الموضوع إنه في هذه الحالة لم يصل ترشيح فورد حتى هذه المرحلة.
وشدد المسئول الأمريكي على أن "المصريين لم يكونوا يريدونه. وحسب فهمي كان هناك استفسار غير رسمي قبل أن يطلبوا الموافقة. وهم لم يطلبوا الموافقة لأن جس نبض (المصريين) بشكل غير رسمي أظهر أنهم غير راغبين فيه."
وأضاف : "ما فهمته من الجانب المصري هو أنهم أحسوا أنه ساعد على إذكاء الاضطرابات في سوريا بمساندته المتمردين وأنه يحظى بالقبول لدى الإسلاميين." وقال المسئول السابق إنه يختلف تماما مع ذلك الرأي.
كان فورد الذي عمل أيضا في العراق والجزائر وقام بمهمة في السفارة بالقاهرة قد غادر سوريا في أكتوبر 2011 بسبب تهديدات لسلامته، وغادر دمشق بعد ذلك بأربعة أشهر بعد أن أوقفت الولايات المتحدة عمليات السفارة مع تدهور الوضع الأمني في سوريا.
وفي مايو عام 2013 اتجه إلى شمال سوريا للاجتماع مع زعماء المعارضة وكان أرفع مسئول أمريكي يدخل سوريا منذ بدء الحرب الأهلية.