رئيس التحرير
عصام كامل

الحروب لا تهدف إلى تحقيق الانتصار


الحرب أكذوبة كبيرة ولها أسبابها الحقيقية غير المعلنة والتظاهر بأسباب أخرى لتكون لها مبررات عقلانية ومقبولة تماماً. فلا ينبغى أن نصدم لنكتشف أن الهدف الأساسى ليس الفوز لخوض المعركة، وخاض البعض العديد من الحروب من دون الرغبة فى الفوز، والبعض الآخر من دون الفوز كونه أولوية قصوى، سواء لصناع الحرب العليا أو للجنود العاديين.


لقد شنت العديد من الحروب ولم يكن للفوز أهمية، فالأهمية الأكبر كانت فى قرار الحرب، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك مثل الحروب الأهلية، والحروب فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، الحروب أصبحت مصادر السلطة والثروة، والمكانة.

فى الحروب يستغل المدنيين والمساعدات الدولية التى تتدفق تحت الستار المعلن باسم الحرب وتحقيق هدفهم من الحرب تحت الستار الخفى غير المعلن، بالإضافة إلى التصريحات الدولية التى يتم منحها لهؤلاء الذين يقاتلون الشيوعيين، وفى الآونة الأخيرة الإرهابيين. وبالطبع الحرب على الإرهاب لها الأولوية وأنه فى حد ذاته هدف صارخ ولا يمكن الفوز به إلا فى حالة الطوارئ الدائمة.

الرئيس باراك أوباما استخدم عقوبات على الجنود التى استغلت الأطفال فى حروبهم، وهذا الأمر كان فى صالحنا، وإدانة حقوق الإنسان الانتهاكات لتلك الدول على سبيل المثال فى أفغانستان والعراق، سجن أبو غريب فى نوفمبر 2001 الذى كان يعذب فيه الأطفال والنساء والرجال، وأيضاً من قبل الحكومة فى سيريلانكا والحكومات فى روسيا وكولومبيا والجزائر وباكستان، فى تلك الدول يعد أكبر دليل على ازدواجية المعايير، خاصة من جانب الوكالات الدولية لحقوق الإنسان التى تنتقدهم دائماً.

يتناول تحليل الحروب الغربية مثل أى حروب أخري، وتكون النتائج مماثلة، حيث زادت الحروب لمكافحة الإرهاب، مثلاً فى العراق وأفغانستان، وكان الهدف الحد من الإرهاب، وقتل العديد من المسلمين والمزارعين الأفغان وتحول الكثير لحركة طالبان وزاد الاستياء وتأججت الحرب بدلاً من حسن النية وطال أمد الحرب التى بلا نهاية من السكان المحليين لتلك الدول.

من المؤكد أن ليس هناك مفهوم واضح ومتماسك لمعنى الفوز، أو الربح والخسارة، ونحن نتصور أن الحروب انتهت وبشكل جيد، وتجنب أعيننا النتائج، مثلما فعلت الولايات المتحدة وأنهت الحرب فى أفغانستان ، وقوات حلف الشمال الأطلسى فى ليبيا عندما أراد كلينتون فى ولايته الثانية غزو ليبيا.

وما لا شك فيه تلك الحروب تتسببت فى عبء كبير على ميزانية الدول وخاصة فى ظل الركود الاقتصادي، فالميزانية العسكرية كانت من أولويات إدارة أوباما لكى تنسحب من أفغانستان وإنهاء حربها ضد الإرهاب فيها.

والولايات المتحدة تدعم الآن الثوار السوريين، ومن قبل الجهاديين الأفغان فى عام 1980، وأيضاً الحرب فى أفغانستان وباكستان والبوسنة والشيشان والفلبين والحرب الأخيرة فى ليبيا ومالي.
ويجب أن نستخلص الدروس المستفادة من تلك الحروب وهو عدم دعم الحروب والقصف والهجوم، وينبغى العمل على نزع السلاح وتحويل المجتمع إلى مجتمع سلمى ويمكن أن ننظر إلى جواتيمالا وإيطاليا الآن، وأيضاً إلى واشنطن وكاليفورنيا كدليل على التغير.

نقلاً عن "برس تى فى"

الجريدة الرسمية