رئيس التحرير
عصام كامل

معرض الكتاب


أقيم المعرض هذا العام مثل العامين السابقين في موعده. وهو موعد مستقر منذ بدأ المعرض في الستينيات من القرن الماضي، لكنه للأسف بعد ثورة يناير صار موعدا صعبا، ففى العام الماضى كانت المظاهرات لا تنقطع ضد حكم الإخوان وكان تأثيرها كبيرا على حركة الرواد للمعرض.

هذا العام انعكس الأمر. وصار الأثر في الأيام الثلاثة الأولى واضحا جدا، وأكبر من العام الماضي؛ لأن المعركة الآن مع الإرهاب. ومن ثم كان هناك خوف من الذهاب إلى المعرض. فيوم الجمعة الأولى للمعرض كان الحاضرون أعدادا لا تذكر إذ لا تزيد عن بضعة آلاف. لقد ذهبت بسيارتى ووجدت أن أمن المعرض أغلق كل الأبواب إلا الباب رقم واحد كنوع من ضبط حركة الداخلين وتفتيشهم وتفتيش سياراتهم. لكنى نظرت إلى شباك الجمهور فرأيته خاليا تقريبا. لا طوابير مثل الأعوام قبل الثورة. 

ومن باب السيارات الأمر نفسه. لم يكن معى تصريح سيارة معتمدا على تصريح الدخول العادي، وعلى معرفة بعض رجال أمن الهيئة بي. لم أجد أحدا من أمن الهيئة. منعنى الضابط الشاب فقدمت له نفسى وما أحمله من كارنيهات عضوية في اتحاد الكتاب واتحاد الناشرين، وقلت له ضاحكا: المفروض تنبسط لأنى داخل دا مافيش غيري. ابتسم ودخلت. أخذت تصريحا مباشرا بالسيارة بعد ذلك حتى ينتهى أي نقاش. رأيت الأمر يتغير شيئا فشيئا في الأيام التالية. يزداد الرواد لكن أيضا ليس بقدر الأعوام قبل الثورة. 

كيف يمكن أن يتم تغيير موعد المعرض إذن. أعرف أن الأمر ليس سهلا، فهناك معارض عربية كثيرة ومتعددة في كل عواصم العالم العربى طوال العام. وفى شهرى فبراير ومارس معارض في الخليج والمغرب متعددة. والناشرون المصريون والعرب يذهبون إليها. ومن ثم فإن اختيار موعد لا يتعارض مع هذه المعارض أمر صعب.

لكن يمكن تحقيقه لو تقدم موعد المعرض إلى بداية يناير.. صحيح أن ذلك سيتعارض مع امتحانات نصف العام الدراسى خاصة أن حركة الطلبة إلى المعرض هي الحركة الكبيرة لكن في النهاية الطالب لا يذهب أكثر من مرة. ومن ثم سيكون سهلا أن يوائم بين امتحاناته وخروجه مرة إلى المعرض. وأذكر أنه منذ سنوات كان المعرض يقام في ديسمبر لسنوات لأن شهر رمضان كان يأتى في يناير موعد المعرض، ورغم ذلك لم يكن المعرض فاشلا. فقط كانت هناك بعض المعاناة من الأمطار خاصة أن كثيرا من الندوات كانت تقام في خيم. إذن لابد أن ينتقل المعرض إلى مكان آخر به أبنية ويتم تقديمه إلى أول يناير، فلا يتعارض مع المعارض العربية من ناحية ويبتعد عن ذكرى ثورة يناير حتى تستقر الثورة التي يبدو أن أمامها سنوات طويلة قادمة قبل الاستقرار.
الجريدة الرسمية