المشير السيسي رئيسًا للجمهورية
ما الذي يعنيه أن يصبح المشير السيسى رئيسًا لجمهورية مصر العربية، بغض النظر عن أن دستور ٢٠١٤ قد قلص كثيرا من صلاحيات الرئيس؟ أقول: سوف يلعب المشير السيسى دورا كبيرا في تاريخ مصر، داخليا وخارجيا.. فالرجل استطاع في وقت قياسى أن ينهض بالقوات المسلحة، تدريبا وتأهيلا وقدرة وكفاءة، وأن يعيد إليها هيبتها ومكانتها ومنزلتها، وهو ما يدل على أن الرجل يتميز بقدرات كبيرة من حيث الفكر والثقافة والحركة ووضوح الرؤية والوعى بمتطلبات المرحلة.
من أجل ذلك كله، اكتسب المشير السيسى شعبية جارفة، سوف تمكنه من الفوز بنسبة عالية في انتخابات الرئاسة، وهذا معناه أن الرجل سوف يكون قادرا - بتوفيق الله وعونه - على إنفاذ برنامجه.
بالطبع سوف تواجهه تحديات كبيرة، داخليا وخارجيا، فالتركة التي خلفها مبارك كانت سيئة، وازدادت سوءا خلال إدارة المجلس العسكري، وتدهورت أثناء تولى الإخوان، ووصلت إلى منتهاها في فترة حكم الببلاوى..على الناحية الأخرى، يعلق الشعب آمالا كبيرة على المشير السيسى، وهذا من حقه، لكن الرجل لا يملك عصا سحرية..مطلوب منه وهو يتقدم للترشح أن يصارح الشعب بكل الصدق والشفافية بحقيقة الأوضاع في البلاد، وما الذي يستطيع أن يقوم به دون تهويل أو تهوين، وما هو مطلوب من الشعب أن يقدمه..نحن لا نريد رئيسًا يخدعنا أو يكذب علينا، أو يبيع الوهم لنا، فيكفى ما كان..كما يجب أن يكون واضحا أن المشير السيسى لن يستطيع فعل شيء إذا كان الشعب خاملا، كسولا، متراخيا، ومتواكلا.
على الشعب أن يعى جيدا أن المشير السيسى ليس ملاكا ولا شيطانا..هو بشر يصيب ويخطئ..ارتكب أخطاء في الماضى، وسوف يرتكب أخطاء في المستقبل..وبالتالى، مطلوب من الشعب أن يفتح عينيه جيدا، وألا يتساهل في حقوقه التي أعطاها له الدستور والقانون..إن المشير السيسى لن يعمل بمفرده، وبقدر ما يكون قادرا على تفعيل المؤسسات من حوله، بقدر ما سوف ينجح في تحقيق مهامه.
من ناحيته، أحسب أن المشير السيسى يعى جيدا، أن الشعب اليوم غيره بالأمس، وأنه أصبح أكثر جرأة، وأقل صبرا وتحملا، كما أن بعضا ممن يقفون خلفه اليوم - بالطبل والزمر - قد يتركونه عند أول منعطف.