رئيس التحرير
عصام كامل

أنا والشيخ وصفوت حجازى


قبل أن يتولى أسامة الشيخ منصبه كرئيس للتليفزيون، جمعتنى به جلسة فى الفنادق الشهيرة دار بينى وبينه الحوار حول حال الإعلام فى مصر وعن دوره فى صناعة العديد من القنوات بداية من ART مرورا بدريم وقناة الرأى وسألته كيف تكون أنت الطباخ الماهر فى صناعة نجاح معظم القنوات الخاصة ولا تشارك فى مطبخ تليفزيون الدولة، أعرب لى الشيخ عن إعجابه بتشبيهه بالطباخ ثم قال لى إنه بالفعل يتمنى أن يدخل مطبخ التليفزيون المصرى وأنه كان يأمل فى أن يشارك فى تطوير هذا المبنى، لأنه مؤمن بأنه مهما صنع من نجاح فى الفضائيات الخاصة يبقى الرغبة فى المشاركة فى نجاح تليفزيون الدولة أكثر وأهم لأن تليفزيون الدولة فقد الكثير من بريقه أمام الفضائيات.

بعدها بفترة وجيزة دخل أسامة الشيخ التليفزيون إلى أن أصبح مسئولا عن قنوات النيل المتخصصة وبالفعل لم تمر إلا شهور قليلة وتم تطوير قطاع القنوات المتخصصة وتم إنشاء قنوات دراما وقنوات أفلام وأصبح التليفزيون المصرى له بريق وأصبح الشيخ رئيسا لهذا المبنى وشهد الجميع للشيخ بأنه أعاد الحياة للتليفزيون المصرى لتأتى من بعده شخصيات تحاول أن تمحو ما صنعه الشيخ لتأتى الثورة ويستغلها الجهلاء ليمحو ما حققه الشيخ من نجاح.
-قبل الثورة أيضا كانت تربطنى علاقة قوية بالدكتور صفوت حجازى، كنت أعتز بصداقته لأنه كان من الدعاة المفضلين بالنسبة لى، كنت أشاهد معظم حلقاته فى الفضائيات وكنت أتصل به ويتصل بى دائما حتى إنه كان كثيرا ما يتصل بى ليعاتبنى بشكل مهذب عن بعض الموضوعات التى تنشر وعندما التقى به أو يحل ضيفا على بالجريدة كان يعاتبنى بابتسامة تجعلنى أشعر بأن الدعاة والمشايخ يملكون سمات التسامح والرقى فى التعامل وبعد أن انطلقت الثورة ظهر لى وجه آخر غير ذلك الوجه الذى عرفته.. ظهر لى صفوت حجازى آخر أشاهده بوجه غريب على الشاشة ملامح غاضبة مستفزة واستمع إلى عبارات انتقامية لا تليق أن تخرج من داعية إسلامى شعرت أنى كنت فى يوم من الأيام أحترمه وأحترم أسلوبه وأرى فيه مثالا للتسامح وسمات لرجل الدين.
الثورة التى أطاحت بنظام مبارك الفاسد هى الثورة التى كشفت لنا الوجه الآخر لصفوت حجازى ورفاقه، وهذا ما يجعلنى أقتنع بأن الثورة مستمرة وأن مصر مازالت  تحتاج إلى التطهير.
الجريدة الرسمية