بلد يعاقب الشهداء
العدل.. اسم من أسماء الله، وصورة العدالة امرأة معصوبة العينين تحمل ميزانا، والعصبة حول العين تؤكد أن العدالة فى العالم لا تنظر لدين أو جنس أو لون البشر إنما تحاكم البشر بميزان دقيق تحقيقا للعدل.
وعلى أرض مصر الميزان مقلوب والعصبة ساقطة، فأصبح يفرق بين البشر وبعضهم البعض خاصة من تيارات مؤدلجة بالقضاء المصرى الذى سيس عددا من أعضائه تحت مسميات هلامية قضاة.. أصبحوا قضاة لأجل الإخوان بل من العجيب أن وزير العدل أحد المؤدلجين والنائب العام تحول إلى نائب ملاكى بعد أن اختير على أساس عدم الحيادية.. أتى ليحقق أجندات معينة حماية للإخوان ودخل فى مهاترات عديدة مع شرفاء النيابة بعد إفراجهم عن شباب ثبتت براءته من أحداث الاتحادية.
وأقباط مصر وسط ضياع العدالة والقضاة المؤدلجين أصبحوا فريسة تهتك حرماتهم وحياتهم وشرفهم وتسب عقيدتهم على مرأى ومسمع وسائل الإعلام ولا يدان أحد؟!
وأقباط مصر الذين دهستهم مدرعات الجيش ومات منهم 28 قبطيا فى مذبحة يندى لها جبين الإنسانية ولم يدن أحد، بل الطامة الكبرى نشر الحكم فى جريدة المصرى اليوم كالتالى:
قضت محكمة جنايات شمال القاهرة، الاثنين بمعاقبة متهمين اثنين بسرقة رشاش من القوات المسلحة أثناء المواجهات بين أفراد الشرطة العسكرية وأقباط أمام مبنى التليفزيون بالسجن المشدد 3 سنوات.
صدر القرار برئاسة المستشار صلاح رشدى، وعضوية المستشارين سعيد الصياد وبدر محمد السبكى، وكان المستشار ثروت حماد قاضى التحقيق المنتدب من وزارة العدل للتحقيق فى «أحداث ماسبيرو»، قد أحال المتهمين مايكل عادل نجيب فرج، ومايكل مسعد شاكر، للمحاكمة الجنائية فى أحداث مصادمات ماسبيرو التى وقعت مطلع شهر أكتوبر من العام 2011، ووجه للمتهمين مايكل عادل نجيب فرج ومايكل مسعد شاكر أنهما فى 9 أكتوبر 2011 قاما بحيازة وإحراز سلاح نارى رشاش تمت سرقته من القوات المسلحة.
لقد حكموا على المجنى عليهم وتقلد من قتلهم واستباح دماءهم قلادة النيل بعد السرقة والنهب.. مقابل إعطائهم مصر ....
أى حقارة تنتظر من هولاء؟1
أى عدالة ننتظر من الظلمة؟!
أى عقيدة يحتكمون لها هؤلاء السفاحين؟!
أى مصير ينتظر مصر إن تمكن هذا السرطان الإخوانى من نخاع الوطن ؟!
أى انتهاك ينتظر الإنسان المصرى الكل مسلم مسيحى بهائى شيعى ....لا دينى ..... إنهم بالطبع عصابة تنشر الظلم والقبح فى ربوع الوطن وتنتهك آدمية الإنسان المصرى أمام شاشات العالم أجمع ...الويل كل الويل لمن يصمت، لمن لا يرفع صوته ضد القضاء المؤدلج والنائب الخاص والظلم البين.
مصر هى البلد الوحيد الذى أصبح مرتعا ودارا للإرهاب والتخلف والتطرف من تجار الدين الجاثمين على رئة المحروسة فأمموا كل شىء ترى هل من نهاية؟
هل هناك حس إنسانى يمتلكه هؤلاء الغوغاء الذين حولوا المجنى عليه إلى جانٍ، فحكم عليهم بالسجن وإلصاق التهم .... هل سيتم تغيير تمثال العدالة؟ هل مازال يردد أن العدل من أسماء الله؟
بأى إله يؤمنون وأى عدل يعتقدون الذى حول الجناة إلى مجنى عليهم وحولهم لقتلة ومات منهم 28 قبطيا عددا منهم دهستهم الدبابات وهم أحياء فخرجت ما بداخل رءوسهم على شهود الأشهاد لتروى مأساة وظلم وحيوانية ..... وفى الآخر يكلل الجانى بقلادات من ذهب ليربح ثمن خيانته لبنى وطنه.
ويحكم على الشهداء ظلما...
Medhat00_klada@hotmail.com