رئيس التحرير
عصام كامل

المسلماني: السياسة مجموعة مؤامرات.. الصناديق والشرعية ليست كافية للاستمرار في الحكم.. إسرائيل تراهن على الصراعات الداخلية لإنهاك الجيش.. والوفود الأجنبية أشبه برسل "مكة" دفاعًا عن المتشددين

أحمد المسلماني المستشار
أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية

قال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، إن انعقاد معرض الكتاب في موعده، تعد رسالة واضحة، على أننا ماضون للطريق الأفضل، واستنكر طغيان السياسة على الثقافة والفكر، مطالبا بالقصاص للثقافة من السياسة التي طغت عليها في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أنه بصدد إصدار كتابه الرابع "العالم ضد العالم".

وأضاف خلال اللقاء الفكري الذي عقد اليوم الثلاثاء بمعرض القاهرة للكتاب، أن وصول شخص أو قوة أو جماعة لا تؤمن بالديمقراطية والدولة، حتى لو وصلت بالصناديق، لسدة الحكم، ينبئ بكارثة، تأخذ البلاد إلى التدهور والاضمحلال، وهو ما حدث في ألمانيا عام 1919، وأمريكا 1920، عندما تولي "مارك هوفر"، الحكم، ووصفه المسلماني بالتافه وغير مثقف، وكان سببًا في تدهور الأحوال الأمريكية، وزعم أنه جاء بالديمقراطية، والصندوق، لكن كونه لا يدعم من قبل جماعة أو تنظيم، تم عزله.

وأشار المسلماني إلى أنه حتى لو وصل الرئيس بالديمقراطية، والصناديق، إذ لم يكن أمين على الدولة، لا مانع من خروج الشعب لإسقاطة.

واستطرد: إن نظرية المؤامرة ليست جديدة، وهي التعريف البسيط للعلاقات الدولية، وهي نظرية موجودة باستمرار، مساوية تمامًا للسياسة، والدراسات السياسية تثبت أن العالم كله ضد العالم، والأهم الآن هو كيفية تفويت الفرصة على المتآمرين، والتآمر لصالح بلادنا، الحل في المؤامرة أن تتآمر بالمقابل.

وتابع المسلماني: ثورتا يناير ويونيو، من الثورات الشعبية الخالصة لا مؤامرة فيهما، كما هو الحال في ثورات الربيع العربي، والمؤامرات أتت عقب الثورات من جانب دول لا تريد الاستقرار لمصر.

وعن مصطلح "المانو دولة"، قال المسلماني: كلمة إمارة التي تستخدمها الميليشيات الليبية، هي ترسيخ للاستعمار، وهدفها ليس الخلافة، بل تركيع العالم الإسلامي وتفتيته، في ظل عالم يتوحد، مشيرًا إلى أن أمريكا التي دفعت 750 ألف قتيل من أجل الوحدة، تريد تفتيت العالم الإسلامي، إلى إمارات صغيرة ضعيفة، وهو الخطر الأكبر، واستنكر الصراع القائم بين المجاهدين، وقال كنت أظنهم على قلب رجل واحد، فالمجاهدون الذين أسقطوا الشيوعيين في كابول، شاهدناهم يتقاتلون، مضيفًا أن الجهاد أصبح ظاهرة تحتاج للتفكير.

واستنكر المسلماني موقف الدول الغربية، من ثورات الربيع العربي، واصفا إياهم بالمنافقين، مشيرا إلى أنهم يتبعون سياسة فرق تسد.. وأوضح أن كلامهم المعسول دفاعهم عن التيارات الإسلامية المتشددة، يشعرك بأنهم أناس قادمون من مكة المكرمة، وتساءل: هل لسياسة النفاق التي يتبعها الغرب أن تكون حريصة على الحضارة والديمقراطية؟

وتطرق للوضع الإسرائيلي قائلا: إن الأصولية الدينية متصاعدة في إسرائيل، وهو ما جعل أحد الكتاب يقول إن "إسرائيل تريد تطبيق الشريعة"، مضيفا أن المطلع على الصحف الإسرائيلية يجد أن الحديث عن انتهاء الجيوش العربية، هو الغالب عليها، وهو ما دفع القادة الإسرائيليين يصرحون، قائلين: "على سكان القدس أن تعيش في نعيم"، وأما الجيش المصري فيشكل لهم تهديدًا، كونه جيشًا حديثًا، لكن الإسرائيليين يأملون أن تنهك المشاكل الداخلية الجيش، حتى تستطيع إسرائيل تطوير نفسها، وتمتلك طيارات دون طيار، وغواصات نووية، وهو ما يجعلنا نقول إن كان الصعود الديني يمثل ضعفًا لإسرائيل، لكنها قوة عسكرية لا يستهان بها، لذا يجب أن تكون أعيننا مفتوحة على الجيران.

وأردف أن التحديات التي تواجهها مصر كبيرة جدا، ومن السهل أن تكون معارضًا، لكن الأصعب أن يكون الشخص قيد المسئولية، مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادي كان مترديا للغاية، وعلى كل جاهل وفاسد أن يبتعد حتى نتقدم للأمام، وننسى الماضي الذي لم يكن مشرفًا، أو عظيمًا، وعلينا أن نبدل نظام الإسلام السياسي، إلى القلوب المؤمنة، ونعود إلى عصر الأخلاق، فاليأس خيانة والأمل وطن.

واستنكر المسلماني رغبة الشباب في تولي مناصب سياسية، كمكافاة له على مشاركته في الثورة فقط، دون وجود كفاءات حقيقية، وأبدى اعتراضه تماما على هذا الفكر، وقال ليس الشباب ميزة، ولا الشيخوخة عيب، لكن الكفاءة هي الفيصل.

انتقد المسلماني مناظرات مرشحي الرئاسة، ووصفحم بنجوم استار أكاديمي، وطالبهم بأن يكونوا رجال سياسة حقيقية وليس مجرد عروض.

وطالب المسلماني الرئيس القادم بمواجهة الوضع الاقتصادي المتردي، الذي ورثناه من مبارك، وأضاف: سحقا لتويتر وفيس بوك، وطالب بمواجهة حقيقية لأحداث نقلة اقتصادية حقيقية.

واسترسل: صرحت أيام مبارك بأن الإخوان ليست جماعة إرهابية، وكنت أرى أنهم من الممكن أن يكونوا جزءًا من نظام سياسي حقيقي، وكنت أتمنى أن ينجح الإخوان، كجماعة معتدلة في حكم مصر، لكنها فشلت، كما أن رأيي عن أردوغان تغير بسبب تغيره من شخص ناجح، وكان صديقًا لحسني مبارك، وجاءه تصوره أنه سيحكم العالم كله، وخليفة للمسلمين، وأوضح: لا يمكن أن تؤسس خلافة على مجموعة دول فاشلة.
الجريدة الرسمية