«الخارجية»: نجل «القرضاوي» ليس قائما بأعمال سفير قطر في مصر.. نؤيد غضبة المصريين تجاه تجاوزات الدوحة.. والخلافات مع النظام القطري لم تعد قاصرة على القاهرة وامتدت لدول عربية أخرى
أكد السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن السفير المصرى بالدوحة متواجد الآن بالقاهرة في إجازة، وأن سبب استدعاء القائم بالأعمال القطرى يعود إلى أن سفير قطر غير متواجد بالقاهرة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان وجود سفير مصر بقطر في القاهرة الآن هو بمثابة استدعاء رسمي مصري خاصةً بعدما تردد في وسائل الإعلام بأن مصر ستسحب سفيرها من هناك بعد الاستفتاء على الدستور والموقف من عضو مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك الذي رفع شارة الجماعة الإرهابية، قال عبد العاطي ان السفير المصرى في قطر موجود بالفعل في مصر منذ يوم الجمعة الماضى ولن نضيف أكثر من ذلك.. وكل ما أستطيع أن أقوله إن السفير المصرى موجود في القاهرة.
وقال عبد العاطى إنه حدث أيضا تجاوز غير مقبول على الإطلاق من جانب أحد أعضاء المجلس الرئاسى بالبوسنة وهو باقر عزت بجوفيتش الذي رفع شارة تمثل جماعة، طبقا للحكومة المصرية هي جماعة إرهابية، وهذا يعتبر تجاوزا مرفوضا تمامًا.. وتم لهذا استدعاء القائم بالأعمال البوسنى لإبلاغه رسالة استنكار شديدة اللهجة على هذا المسلك غير المقبول والذي يتجاوز الأعراف الدبلوماسية، وشدد على أنه ما من أحد يستطيع أن يزايد على مواقف وزارة الخارجية.. وحينما يتجاوز أحد في حق كرامة المصريين وفى حق مصر يتم الرد عليه بكل وضوح وحسم.
وحول سرعة الرد القطرى على الاحتجاج الإماراتى وتأكيد أن تصريحات القرضاوى لا تعبر عن موقف قطر في حين تجاهلت أي رد على الاحتجاجات المصرية من تصريحات القرضاوى في حق مصر، قال بدر عبد العاطى إنه دون مقارنة مع دول أخرى فإن ما قام به الاشقاء بالإمارات سبق أن قامت به مصر أيضًا يوم ٤ يناير باستدعاء سفير قطر.. كما أن اليوم تم استدعاء القائم بالأعمال القطرى مرة ثانية ( وهو سكرتير أول السفارة وليس ابن الشيخ يوسف القرضاوى) مما يدل على أن هناك مواقف واضحة.
وشدد المتحدث الرسمى على أن موقف الخارجية المصرية لا تقبل المساومة ونحن نتفهم ونؤيد تمامًا غضبة الشعب المصرى تجاه هذه التجاوزات غير المقبولة وسبق التعبير عن هذا الغضب، وهناك سلسلة كثيرة من الاتصالات قد تمت، وعندما لم تفلح هذه الاتصالات في مواقف محددة بدأنا نصدر تصريحات محددة تنتقد هذا المسلك، وعندما لم تسفر هذه التصريحات عن موقف محدد تم استدعاء السفير القطرى يوم ٤ يناير في سابقة هي الأولى من نوعها ثم استدعاء القائم بالأعمال اليوم..
وأكد أن المسألة ليست خلافا قطريا مصريا ولكنها مشكلة بين قطر والعالم العربى بما في ذلك دول الخليج وآخرها الإمارات الشقيقة.. وعلى الجانب القطرى أن يحدد موقعه وماذا يريد وموقعه من المواقف والمصالح العربية المشتركة.
وحول الانتقادات من جانب الاتحاد الأوربي لحرية التعبير في مصر قال عبد العاطى إن هذه تصريحات مرفوضة تماما لأنه إذا كان البعض يؤكد احترام قيم الديمقراطية فان أبجديات الديمقراطية هي استقلال السلطات ومبدأ الفصل بين السلطات.. وهو مبدأ أصيل من مبادئ الديمقراطية الحديثة.. وهناك سلطة قضائية لها كل استقلاليتها واحترامها ونزاهتها.. وقد تم من جانب النائب العام إحالة بعض الصحفيين في القضية المعروفة بخلية ماريوت إلى محكمة الجنايات ومن ثم لا يمكن لأى طرف داخليا أو خارجيا أن يعلق بالقول أو الفعل على أي إجراء يتخذه القضاء المصرى وهذا ما نقلناه لكل العالم الخارجى، وأن القضاء المصرى عندما وجد هناك أدلة قد تبدو غير قوية تم إطلاق سراح ٦٢ شخصا مشتبه في هجومهم على قسم الأزبكية ومسجد الفتح برمسيس ومنهم مصور لقناة الجزيرة.. وهذا دليل قاطع على أن هناك نزاهة كاملة للقضاء المصري.
وحول وجود وساطة خليجية بين مصر وقطر قال عبد العاطي إنه ليس سرًا أن هناك دولا شقيقة في مجلس التعاون الخليجي بذلت وتبذل جهودا لكن مرة أخرى وللأسف الشديد لم تمخض هذه الجهود عن أقوال وأفعال محددة توقف هذا التجاوز بحق مصر.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي قد استهل مؤتمره الصحفي بتناول جولة وزير الخارجية الأوربية الحالية والتي بدأها بالعاصمة الإيطالية روما وشملت لقاءات رسمية مع وزيري الدفاع والخارجية في إيطاليا ولقاء مع رئيسي لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب، فضلًا عن لقاءات مع وسائل الإعلام وأعضاء مجلس الأعمال المصري الإيطالي لتناول مزيد من تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، فضلًا عن تناول القضايا الإقليمية التي تهم البلدين.
وحول العلاقات المصرية – الأفريقية، ذكر عبد العاطي أن الفترة القادمة ستشهد نشاطا مصريا ملحوظا على المستوى الافريقي حيث من المنتظر أن تشارك مصر في المؤتمر الوزاري الثاني الذي سيعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الخميس القادمة 6 فبراير حول أمن منطقة الساحل، ويقدم بدعوة مشتركة من حكومة مالي ومفوضية الاتحاد الأوربي، ويأتي المؤتمر في إطار الاجتماع الأول الذي عقد في باماكو في العام الماضي، ويترأس فيه وفد مصر نائب وزير الخارجية السفير حمدي لوزا، ويعكس حرص واهتمام مصر بقضايا الأشقاء في أفريقيا، وأن تجميد أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي لن يثنيها على الإطلاق من مواصلة دورها والتزامها التاريخي تجاه أشقائها، وفي هذا الإطار سيتم تناول ما تقدمه مصر من دعم ومساعدات لأشقائها في منطقة الساحل والصحراء باعتبار أن الوضع الأمني في هذه المنطقة مرتبط بالأمن المصري، خاصة فيما يتعلق بأنها أصبحت معبرا للمهربين والإرهابيين والأسلحة.
كما ستستضيف مصر خلال العام الجاري اجتماعا لوزراء دفاع دول الساحل والصحراء وجار تحديد موعده، موضحا أنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على مشاركة مصر بوحدة عسكرية مصرية في قوات حفظ السلام في دولة مالي، وستستسلم مهامهما خلال النصف الثاني من شهر أبريل القادم، ويتم الآن التحضير لزيارة وزير خارجية دولة مالي خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وفي إطار الدور المصري في أفريقيا تم التوقيع على بروتوكولات للتعاون بين وزير خارجية سيراليون الذي زار القاهرة اليومين الماضيين، كما ستشارك مصر نهاية الشهر في قمة الكوميسا في الكونجو، كما تشارك مصر على المستوى الوزاري في الاجتماع المجلس التنفيذي لتجمع الساحل والصحراء منتصف الشهر القادم في العاصمة السودانية الخرطوم بالإضافة إلى القمة الأفريقية الأوربية التي تعقد بداية ابريل المقبل في بروكسل وستشارك مصر بوفد رفيع المستوى لم يتحدد بعد.
وحول موقف مصر من إعلان جبهة النصرة في سوريا مسئوليتها عن التفجير الأخير في منطقة الهرمل في لبنان والذي استهدف المدنيين استنكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أي أعمال تنال من مدنيين أبرياء نعتبرها أعمالا إرهابية أيا كان الطرف الذي يقوم بها، موضحا أن من يستهدف المدنيين يعد إرهابيا.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت مصر قد استسلمت لأزمة سد النهضة ومدى القلق من زيارة وزير خارجية تركيا لإثيوبيا قال المتحدث الرسمى إن مجلس الدفاع الوطني عندما عقد اجتماعا مع رئيس الجمهورية أكد أن موضوع الأمن المائي المصري هو من صميم الأمن القومي المصري وهذه مسألة واضحة تمامًا لا تحتمل اللبس فمصر دولة كبيرة وقادرة على أن تحمي مصالحها وحقوقها التاريخية وهذا يعني أن هذه القضية غير قابلة للمساهمة والتنازل وحقوق مصر التاريخية قائمة ثابتة.. وهناك مسارات مختلفة تمت دراستها في إطار النسق التي تتعامل في إطار سد النهضة ومنها اللجنة العليا لمياه النيل وهناك أفكار ومسارات كثيرة تمت مناقشتها باستفاضة ويتم التحرك بشكل متواز وقد طرحت من مؤسسات الدولة المعنية بهذا الملف أفكار محددة وتم التوافق بشأن العديد منها رافضا الإفصاح عن هذه المسارات.
وحول العلاقات المصرية الروسية قال إن روسيا قد أوفدت وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلى مصر في أول سابقة لها إلى دولة في المنطقة وهذا يدل على اهتمام روسيا البالغ بالعلاقات مع مصر وهو ما يقابله اهتمام مصري بالغ أيضًا، مشيرا إلى أن هناك اتصالات مستمرة بين وزيري الخارجية لمتابعة الاجتماع الرباعي في إطار صيغة ٢+٢ بين وزيري خارجية ودفاع البلدين في الاجتماع الذي عقد في نوفمبر الماضي، مضيفا أنه خلال الفترة القادمة ستتم خطوات محددة.. وستكون هناك ترجمة ملموسة إلى ما تم الاتفاق عليه، موضحا أن هناك اجتماعا قريبا للجنة المشتركة ببين مصر وروسيا برئاسة السيد الوزير منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة ووزير الزراعة الروسي كما ستكون هناك زيارات مهمة رفيعة المستوى.
وحول العلاقات المصرية السودانية قال عبد العاطى إن العلاقات المصرية السودانية أبدية وليست علاقة جوار فقط بل علاقات دم تاريخية بين شعبين وتاريخية.... والسودان دولة عربية شقيقة نعتز بالعلاقات معها وهناك مصالح كثيرة والزيارات المتبادلة مهمة جدًا.
وأشار إلى أن أول زيارة للوزير نبيل فهمي بعد توليه منصبه كانت للخرطوم في أكبر دليل وتجسيد لما تراه الدولة المصرية من أهمية كبيرة للسودان.
أضاف أن وزير الدفاع السودانى موجود بمصر ونتوقع زيارة لعلى كرتى وزير خارجية السودان لمصر في المستقبل القريب.