رئيس التحرير
عصام كامل

ونعم السلمية؟!!


كثيرة هي الحركات التي أنشأتها جماعة الإخوان وسوقت لها خاصة ما بعد الانتفاضة الثورية في 30 يونيو ضد حكمهم المستبد، وأغلب أسمائها تنتهي بـ "ضد الانقلاب" في محاولة للإيحاء بكثرة الحركات الرافضة للثورة، على سبيل المثال "طلاب ضد الانقلاب، ونساء ضد الانقلاب، وقضاة ضد الانقلاب"، ووصل بهم الأمر إلى تسمية أحد هذه الأشكال الكارتونية مسيحيين ضد الانقلاب، غير متفهمين أن الانقلاب على الدولة المصرية هو ما كان يسعى إليه الإخوان بوصول مرسي وقام ببعض خطواته ولا أجدع دكتاتور بالإعلان الدستوري الشهير الذي أعطى لنفسه صلاحيات مطلقة من أي طعون أو دعاوي قضائية، كما انقلب يوم حاول إعادة مجلس الشعب الذي أبطلت المحكمة الدستورية الذي انتخب وفقا له، مرورا بانقلابه على قيادات الجيش طنطاوي وعنان وإقالتهما من مناصبهما وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل في محاولة للانفراد بكافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.


بعد ذلك أنشأ مراهقو الإخوان حركات تسعى إلى بث الكوميديا في النفوس مثل حركة 7 الصبح والتي نشطت في الإسكندرية خاصة بعد القبض على عدد من عضواتها صغيرات السن وتحويلهن إلى المحاكمة بعد اعتدائهن على عدد من المواطنين، وحركة مترو ويبدو أنها كانت مسئولة عن تحركات في مترو الأنفاق.

بعد ذلك تطور الأمر إلى حركات مثل "مولوتوف"، وحركة "ولع"، و"أجناد مصر" والأخيرة متخصصة في ضرب المنشآت العسكرية والأمنية.. كما أشارت جريدة الوطن إلى تشكيل بعض شباب الإخوان حركة "مجموعة الدرع" للتعامل المسلح مع قوات الأمن.

ودشن نشطاء إخوان على صفحات "فيس بوك" نصائح لما يسمى ردع قوات الأمن وشل الدولة ووضعها خارج نطاق الخدمة، من خلال مجموعات تتحرك لقطع الطرق الرئيسية مثل الطريق الدائري ومحور المريوطية والكورنيش والطريق الزراعي والصحراوي وإيقاف حركة المرور والسكة الحديد وطريق المطار".

وتحدث أحد أعضاء الإرهابية وهو رضا فهمي " إلى أنه المطلوب التركيز تجاه ضباط الجيش والشرطة وعائلاتهم أيضا.. بل وامتدت تهديداته السلمية إلى الإعلاميين وقضي ولا أجدع قاض بأنهم ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، وطبعا مجرد ارتكاب قلم للكتابة أو الظهور في برنامج تليفزيوني أصبح جريمة في ذهن جماعة الإخوان الذين لا يعتبرون استخدام المولوتوف والخرطوش جرائم ضد المواطنين، حيث هدد القيادي السلمي جدا "بقطع السنة الإعلاميين حيث يظلون طوال حياتهم بلا لسان".

كما أفتى عضو آخر محمد إبراهيم وهو برلماني سابق بأن ما دون القتل يعتبر من الأفعال السلمية.. طبعا أطروحات في منتهي السلمية من جانب تنظيم الإخوان السلمي جدا، حيث يبيح التنظيم لنفسه إطلاق النار الحي والخرطوش والمولوتوف في مظاهراتها في الميادين والشوارع والجامعات، ولا ترى في ذلك أي نوع من الجرائم، فالضرب والقتل والإصابة والجروح والترويع واستخدام العنف لترهيب المواطنين وإذا أدى المولوتوف إلى قتل المعارضين فلا مشكلة! وقتل رجال الشرطة والجيش وعائلاتهم في ذهنهم هو نوع من المقاومة السلمية!!

لا نعلم عن أي مقاومة سلمية يتحدثون، التي كان أحد دعاتها غاندي في مواجهة الاحتلال البريطاني، ومن المعروف أن أشكالها تبدأ من الإضراب والاعتصام والاحتجاج وعدم التعاون مع مؤسسات الدولة والمسيرات واستخدام الجرافيتي.. وليست من هذه الأشكال إحراق الجامعات والأشجار والكاوتش أو إلقائه المولوتوف على سيارات الشرطة والجيش أو قصف الطائرات أو تفجير مباني مديريات الأمن بسيارات مفخخة.

ويبدو أن عمى العيون وغياب العقول ومحاولة الرجوع بالزمان إلى الوراء قد أصاب القوم بالجنون وجعلهم باتوا معادين لهذا الشعب.
الجريدة الرسمية