رئيس التحرير
عصام كامل

الوزيرة لازم تمشي !


تأجلت الدراسة إذن أسبوعا إضافيا.. السبب المعلن هو "أسوة بالجامعات" والسبب غير المعلن هو التفشي المحتمل لإنفلونزا الخنازير..!

وقبل أيام كان اتصالا من أحد الأصدقاء يقول لنا إنه يطلب المساعدة لبعض معارفه من ريف إحدي محافظات الدلتا ويقول إن إحدى قريباتهم أصيبت بمرض يعتقدون أنه إنفلونزا الخنازير وأن أربعة أطباء بالمستشفي التي تعالج فيه أصيبوا أيضا بالمرض لعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة وهناك شائعات عن حالات وفيات بسبب ذلك وأن التكتم هو سيد الموقف!


بعدها بأيام يأتى الخبر من قرية مجاورة لمدينتي بأسيوط.. وبالهاتف أعرف التفاصيل وأن سيدة أيضا توفيت هناك وحملة كبيرة من وزارة الصحة احتجزت البعض وقامت بعمليات عزل وتطهير المكان!

أثناء ذلك - وذلك هو ما بلغني بمفردي وبالصدفة وليس بالبحث والتحري - كانت الأخت وزيرة الصحة تنكر باستمرار - رغم تأكيد الصحف والفضائيات - وجود المرض أو ظهوره وليس فقط تفشيه في بعض الأماكن وتسببه في ضحايا!! وكأن ظهوره عيب أو عار رغم أنها إنفلونزا موسمية لا شأن لها بها..

الآن.. وبعد خراب مالطا تعترف الدكتورة "الرباط" بالأمر وأن الضحايا اقتربوا من العشرين وأن المصابين بالعشرات أو ربما بالمئات وهو ما يمكن أن يشي بأعداد المصابين أو الموتي الحقيقيين بغير اكتشاف أو إعلان حتى الآن!

ما جري إهمال مركب.. إهمال في مصارحة الرأي العام وفي مصارحة الحكومة التي تنتمي إليها الأخت الوزيرة..
وإهمال في التحرك الصحيح لمواجهة كارثة طبيعية مواجهتها ممكنة شرط الاستعداد لها إجرائيا وعمليا وهذا لا يتم إلا بإدراك الأمر واستيعاب أبعاده فضلا عن التدخل في الوقت المناسب.. وهذا كله - كله - لم يتم!

التغيير الوزاري اقترب.. ولا نتمني الإبقاء على من استهان بحق الشعب المصري في معرفة ومتابعة العلم والإعلام بما يخصه وما يعنيه.. ولا الإبقاء على من استهان بصحة أبنائه وخصوصا الفقراء منهم!
أقيلوها.. فهي من أدانت نفسها والأدلة في تصريحاتها وبيانات وزارتها!
الجريدة الرسمية