رئيس التحرير
عصام كامل

أمير الكويت يسعى لإخماد حرائق الخلافات الخليجية.. «الصباح» يستعد لجولة مصالحة جديدة بين الإمارات والدوحة.. مكالمة هاتفية مع أمير قطر لتطويق الأزمة.. وتوقعات باصطحاب «تميم» لدبي للا

أمير دولة الكويت
أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

يبدو أن دور أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أصبح مثل دور «عربة الإطفاء»، حيث يسعى لإطفاء الحرائق التي تشتعل هذه الأيام بقوة في البيت الخليجي وتهدد بإحراقه من الداخل.

معظم الأزمات في مجلس التعاون محورها في الوقت الراهن دولة قطر، فبعد نجاح الشيخ صباح الأحمد في التوسط بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية الشهر الماضي إثر تهديد سعودي بتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون، بسبب خروجها على سياسات المجلس ودعمها لجماعة الإخوان، والوقوف ضد ثورة 30 يونيو في مصر، ها هو يجد نفسه على أهبة الاستعداد لوساطة جديدة، ولكن بين قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة بعد تعرض الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» في خطبة الجمعة قبل الماضية في مسجد عمر بن الخطاب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة واتهامها بمعاداة الحكم الإسلامي وهو ما أغضب القيادة الإماراتية.

واستدعت الخارجية الإماراتية السفير القطري فارس النعيمي، وسلمته احتجاجا شديد اللهجة على تصريحات الشيخ القرضاوي وبثها عبر التليفزيون القطري الرسمي، وعدم تقديم دولة قطر أي اعتذار للإمارات، ولم يحدث مطلقا ومنذ قيام مجلس التعاون الخليجي أي استدعاء للسفراء بمثل هذه الطريقة.

عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، شن هجوما شرسا، الإثنين، على القرضاوي واصفا تصريحاته ضد دولة الإمارات بأنها «تحريض مرفوض وادعاءات باطلة تثير الفتنة ولا يستفيد منها إلا أعداء الأمة الإسلامية».

وما زال غير معروف حتى الآن، ماذا جرى في المكالمة الهاتفية التي جرت بين الشيخ صباح الأحمد والشيخ تميم أمير دولة قطر، فلم يصدر أي بيان بشأنها، لكن من غير المستبعد أن يبادر الشيخ صباح باصطحاب نظيره القطري إلى إمارة أبو ظبي في محاولة لتطويق الأزمة، بحيث تكون هذه الزيارة اعتذار غير مباشر.

يذكر أن أمير الكويت اصطحب الشيخ تميم إلى الرياض والتقى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطويق الأزمة في العلاقات بين البلدين، وجرى التوصل إلى اتفاق مكتوب بتغيير دولة قطر لسياساتها في دعم الإخوان في مصر، ولكن لم ينفذ هذا الاتفاق حتى الآن، وما زالت قناة «الجزيرة» القطرية تقف إلى جانب الإخوان، بل ازداد هذا الدعم قوة في الأسابيع الأخيرة.

وقال مراقب خليجي في تصريحات لصحيفة «رأي اليوم» الإليكترونية، إن الشيخ صباح الأحمد يقوم بهذه الجهود رغم المشاكل الكبيرة داخل الكويت نفسها، حيث يتأجج الصراع الطائفي السني الشيعي، علاوة على شن السلفيين السنة حربا ضد الحكومة الكويتية في البرلمان بسبب اتهامات بالفساد تطال بعض الوزراء والشيوخ.
الجريدة الرسمية