اليوم الذكرى 39 على رحيل كوكب الشرق..رحلة كفاح نقلتها من فلاحة بسيطة إلى سيدة الغناء العربى بلا منازع.."أبو العلا"و"زكريا" اكتشفا موهبتها.."القصبجى"تبناها فنيًا..و"السباعى"أذاع نبأ الوفاة
تمر، اليوم الإثنين، الذكرى الـ 39 على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، والتي لا تزال تعد بمثابة معجزة الغناء العربى وسيدته الأولى.
إنها فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى التي ولدت في 31 ديسمبر 1898، والتي عرفها العالم كله باسم "أم كلثوم"، ولدت بقرية طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين، محافظة الدقهلية.
لم يكن مؤذن قرية طماى إبراهيم السيد البلتاجى يتوقع أن يلد تلك المعجزة التي أصبحت فيما بعد سيدة الغناء العربى، فقد لاحظ الجميع على أم كلثوم امتلاكها لصوت قوى منذ الصغر، وموهبة براقة، وحضور قوى، فقد كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هى وأخوها خالد إبراهيم البلتاجى، وفى العاشرة من عمرها كانت تغني أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها.
بعد عام 1916 تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد، اللذين ذهبا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان، وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني، حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، وأعطتها سيدة القصر خاتمًا ذهبيًا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرا لها.
وفى عام 1924 تبناها محمد القصبجي وقام بإعدادها أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وفى عام 1928 بزغ نجم أم كلثوم بعدما غنت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الآسية"، لتحقق الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، وهو نفس العام الذي لحنت فيه أم كلثوم لنفسها أغنية "على عيني الهجر".
بعدها انطلقت أم كلثوم في عالم الغناء محققة النجاح عامًا بعد عام، لتصبح المطربة رقم واحد في مصر والوطن العربى بدون أي منافسة، وغنت أم كلثوم جميع أنواع الأغانى، منها الأغانى الوطنية التي حفرت في ذاكرة كل المصريين، والأغانى الدينية، والأغانى الرومانسية، وغيرها من الأغانى التي حفظها المصريون عن ظهر قلب.
إلا أنها مع بداية من عام 1954 خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التي تعاني منها، حتى أن النظارة السوداء التي اشتهرت بارتدائها بشكل مستمر كانت بسبب مرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها، وكان هذا سببًا أيضا في إيقاف نشاطها التمثيلي الذي اقتصر على 6 أفلام فقط.
وفى نفس العام تزوجت أم كلثوم من حسن السيد الحفناوي أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها.
ولم تكن أم كلثوم مجرد مطربة مصرية نجحت في أن تصل للقمة، بل كانت أهم مطربة في تاريخ مصر دعمت القوات المسلحة، وقامت بعمل حفلات داخل مصر وخارجها للتبرع بأرباحها لتسليح الجيش المصرى، بالإضافة إلى أغانيها الوطنية التي كانت تحمس من خلالها أبناء الجيش المصرى سواء وقت العدوان الثلاثى أو النكسة أو انتصار أكتوبر المجيد.
في 22 يناير 1975 تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لها، وفي 3 فبراير 1975 في القاهرة تلف ملامح عدم التصديق وجوه الجميع، تندمج إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب في موجة واحدة لتعلن الخبر الموجع، ظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساءً ليلقى النبأ، رحلت اليوم عن عالمنا أم كلثوم.