نبيل العربي: مؤتمر «جنيف 2» لم يحقق شيئا للسوريين.. النظام السوري والمعارضة رفعا سقف المطالبات.. وجامعة الدول تقوم باتصالات غير معلنة للوساطة بين قطر والدول العربية
"جنيف 2" فشلت في الخروج إلى صياغة فعلية، للخروج بحل يوقف نزيف الدم الدائر في سوريا، أو حتى التوصل إلى آليه يمكن خلالها إدخال المساعدات إلى الداخل السوري، وهو الأمر الذي ترفض القوى المشاركة في المؤتمر الدولي الذي عقد في 22 يناير الماضي، واستمرت لمدة أسبوع، ليعلن عن جولة ثانية من المؤتمر الدولي تقام في 10 فبراير التالي، وذلك بغرض عدم الإعلان عن فشل النسخة الثانية لمؤتمر جنيف.
وبرغم عدم إفصاح النظام السوري عن موقفه من المشاركة فيما أسمته القوى الكبرى والأمم المتحدة بالجولة الثانية من جنيف 2، إلا أن الأمم المتحدة والدول الكبرى الراعية للمؤتمر (الولايات المتحدة، روسيا) تعمل للتحضير لجولة بالتأكيد لن تخرج بحل يذكر وفقا لمراقبين.
الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، عقد مؤتمرا صحفيا اليوم الإثنين للحديث عن مآلات جنيف 2، وما جرى خلال المؤتمر الدولي، أبدى فيها عن أسفه لعدم توصل مفاوضات جنيف 2 إلى شيء يذكر على أرض الواقع بد استمرار المباحثات على مدى أسبوع كامل، إلا أنه اعتبر أن مجرد انعقاد المؤتمر بمشاركة النظام والمعارضة ممثلة في الائتلاف الوطني بمثابة انتصار للمعارضة.
وأشار العربي خلال المؤتمر الصحيفي إلى أن المفاوضات ستستأنف في 10 فبراير الجاري آملا أن يجري فيها وقف للقتال وإدخال للمساعدات الإنسانية في سوريا، مشيرا إلى أن الجولة المنتهيه لم تقدم أي شيء يذكر للسوريين، ولا للأزمة بعد مرور 3 سنوات على بدأها.
وتحدث عن حالة من التصعيد في مواقف النظام والمعارضة خلال المفاوضات واتجاه كلا الطرفين لاتجاه مخالف ففي الوقت الذي يتجه في النظام السوري إلى الحديث عن الإرهاب ويركز جهوده على ضرورة هذا حل هذا الملف، في وقت أكد فيه وفد المعارضة على ضرورة الالتزام بتنفيذ وثيقة مؤتمر جنيف 1 التي تنص على تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية.
وأوضح أن المبعوث الأممي العربي "الأخضر الإبراهيمي" كان قد أشار إلى أن الجانبين خلصا إلى الاستعداد لمناقشة التنفيذ الكامل لجنيف 1 والذي يقتضي إنشاء الهيئة التنفيذية للمرحلة الانتقالية، تدار الدولة السورية خلالها عن طريق هيئة حكومية لديها كافة الصلاحيات.
وحول دور الجامعة العربية في الأزمة السورية منذ بدايتها في عام 2011، قال: "إن الجامعة منذ أبريل عام 2012 تطلب من مجلس الأمن والأمم المتحدة ضرورة العمل على وقف إطلاق النار، خاصة أن السوريين يموتون من الجانبين سواء من جانب الحكومة والمعارضة ويتم تدمير لمقدرات الدولة السورية وزيادة كبيرة في أعداد اللاجئين والنازحين السوريين".
وأكد أن الجامعة العريبة كانت تريد حلا عربيا لهذه الأزمة إلا أن عدم تجاوب الحكومة السورية مع مقترحات الجامعة حيث اتخذت في 22 يناير 2012 خطة عربية لحل الأزمة وأوفدت بعثة من المراقبين وقامت بفرض مقاطعة على سوريا لإجبار النظام على الحل إلا أنه رفض اتهام الجامعة بالفشل حيال الملف السوري، مشيرا إلى أن الجامعة ليست لديها عقوبات لفرضها على الدول لتنفيذ ما يتم التوصل إليه.
وأضاف: "ليس لدينا عقوبات لكن هناك مقاطعة، وبالفعلت تمت المقاطعة وليست هناك أي وسيلة للجامعة العربية لإجبار الدول على الالتزام بقرارها، كما أنه لا توجد أي وسيلة في المجتمع الدولي لإجبار الدول إلا في مجلس الأمن".
وأشار إلى أن الجامعة العربية أحالت الملف إلى مجلس الأمن قبل عامين وحتى الآن لم يحدث شيء يوقف نزيف الدم الجاري في سوريا.
ورفض العربي الحديث القول بأن الجامعة العربية تقف عاجزة عن الوضع السوري متسائلا وهل نجحت الأمم المتحدة في شئء؟ ومؤكدا على أن حتى الأمم المتحدة لم تنجح في الملف السوري ولا الفلسطيني.
وأشار إلى أن الجامعة العربية يحركها ميثاق الذي يحكم أطر عملها موضحا إلى أن تطويره يجري العمل عليه خاصة أنها من الجيل الأول للمنظمات الدولية.
وتطرق العربي إلى الملف الفلسطيني مشددا على الدور الذي تلعبه الجامعة حول ذلك، وفيما يخص حالة التشاحن بين بعض الدول العربية، وما اثير عن أن الجامعة تلقت "سي دي" من مصر يوضح التجاوز القطري تجاهها قال:" إن الجامعة لم تطلع على أي سي دي، من مصر يتحدث عن تجاوزات قطر تجاه مصر.
وقال العربي لا أعرف من أين جاء هذا الخبر، ولم يصلنا أي شيء حول ذلك من الجانب المصري ولم تطلع الجامعة على شيء كهذا
كما أشار إلى أن هناك اتصالات تجري للوساطة بين الدول العربية والتي تشهد أزمات إلا أن الجامعة لم ولن تعلن عنها شأنها في ذلك شأن الوساطات الدولية.
وقال العربي ردا على سؤال حول الوساطة بين الدول العربية التي تشهد تأزما في العلاقات، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم للحديث حول جنيف2 أن الجامعة العربية "تقوم باتصالات غير معلن عنها ولن يعلن عنها، وأنه لو كان هناك تقبل من جانب الأطراف ستقوم الجامعة بدورها"، وما مالم يحدث.
ووفقا لهذه المحددات فمن المتوقع إعلان قريب لفشل المؤتمر الدولي الثاني لحل الأزمة السورية جنيف 2، في وقت ينتظر فيه إعلان النظام مشاركته في الجولة الجديدة من عدمها، إضافة إلى ذهاب وفد من المعارضة أخيرا إلى روسيا لبحث تطورات الأوضاع، ويؤكد خبراء أن الحل سيكون في يد روسيا بالمقام الأول، وأن ما يجري الآن هو بمثابة محاولة أو بالأحرى مماطلات بين القوتين العظمى "أمريكا وروسيا" من أجل الحصول على فواتير لحل الأزمة.