رئيس التحرير
عصام كامل

مصر ستنتصر على الإرهاب


تتوالى الأحداث في المنطقة الواحد تلو الآخر وخاصة في مصر العروبة، مصر الثورة، مصر التاريخ والحضارة، مصر الشعب الرائع والطيب، مصر هبة النيل، تحطمت على أرضها كافة المؤامرات، وانكسر أمام شعبها وجيشها الاحتلال والاستعمار، فهذا الشعب والجيش هو من أوقف المغول والتتار وهزمهم وركع الفرنسيين والإنجليز وانتصر بقيادته وجيشه وشعبه على أبشع أنواع العدوان الدولى ( الثلاثى)، تعود الدائرة من جديد في محاولة للنيل من عزيمة هذا الشعب، ومصادرة قراره، والتدخل في شئونه، متناسين أولئك المأجورين مصر بتاريخها ببطولاتها بانتصاراتها بجيشها بشعبها البطل.


طل علينا الإرهاب بثوبه الجديد من أجل أن يبث الرعب في قلوب المصريين لثنيهم عن تحقيق طموحاتهم ورسم مستقبلهم عبر طريق الثورة البيضاء التي قادها الشباب والثائرون في الخامس والعشرين من يناير وصحح ثورته في الثلاثين من يونيو، لتفشل الجماهير وعبر جيشها البطل المخطط العالمى الذي أراد لهذا البلد العظيم التقسيم والخراب والتبعية ( لا سمح الله ولا قدر) عبر مجموعة من الأدوات غير الوطنية، والتي جعلت من جماعتها وتطرفها مصلحة أولية، وتناست أن الوطن هو لكل المصريين وليس لجماعة أو حزب أو فصيل.

بدأ مسلسل الإرهاب بالتهديد والوعيد ومن ثم بالتفجيرات المشبوهة، والعميلة، ومهاجمة الأبرياء، والمراكز الأمنية والجنود، كل ذلك في محاولة لإيصال رسالة إلى الشعب العظيم، إما نحن أو القتل والتفجير والدمار، متوقعين خضوع هذا الشعب واستسلامه لمخططاتهم التدميرية، فلم يقرأوا التاريخ جيدا، ولم يعرفوا من هم خير أجناد الأرض القاطنين بهذه الأرض، التي حباها الله بحبه وجعلها بلدا آمنا مطمئنا.

أن ما أثار الحفيظة هي حالة الأعمال الإجرامية التي سبقت مرحلة الاستفتاء على الدستور أولى خطوات خارطة الطريق وأولى مراحل الحرية وما تلاها من تفجيرات وزرع عبوات وقنابل في أماكن تجمعات المواطنين واغتيالات لأفراد وضباط من الأجهزة الأمنية وعمليات خطف مما يدعونا للوقوف على هذه الأعمال من أجل قراءتها وتفسيرها مما يثير تساؤلات عدة منها لماذا لم تحدث هذه الأعمال أثناء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت 2012 ؟ لماذا لم تجر وترتكب أثناء وبعد الاستفتاء على دستور 2012؟ لماذا لم تهاجم المراكز الأمنية في ظل عهد الرئيس المعزول وجماعته؟ فهل الذي كان يجرى بسيناء مخطط ومرتب له بعلم الجماعة؟ لماذا اشتعلت الأعمال الإرهابية في سيناء وفى كل مكان بعد أن غادرت الجماعة الحكم ؟ كلها أسئلة مشروعة من حق المواطن أن يلقى إجابة عليها.

لكن هناك يبقى دوما -وهو ما أثبتته الأيام وسجلته صفحات التاريخ- شعبا ارتوى بعشق وحب الأرض ولديه القدرة على بذل الغالى والنفيس لأجل الدفاع عن ارضه وحريته، فلن تكون دماء المصريين أغلى عليهم من وطنهم، وكرامتهم، فلن تنطلى تلك المؤامرة الخبيثة على الشعب المصرى بكل أطيافه، وأرسل رسالته إلى كل الإرهابيين والمراهقين السياسيين، بأن مصر ستنتصر عليكم في كل زمان ومكان، ولن تنال اغتيالاتكم وتفجيراتكم من صمود وعنفوان هذا الشعب العظيم.

فسيذهب العامل إلى عمله، والصانع إلى مصنعه، والفلاح إلى أرضه، والموظف إلى وظيفته، والتاجر إلى تجارته، والمدرس إلى مدرسته، والطبيب إلى مشفاه، والطالب إلى جامعته، والشرطى والجندى إلى موقعه، ليشكل الجميع ثورة التحدى والعطاء، والصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الإرهاب والخنوع والخضوع، فلنواجه -كل بمسئوليته-هذا المخطط، ونقضى عليه في مهده، وننتصر لمصر الثورة والوطن والعروبة، ونبنى مستقبل الوطن وأبناءه، ونحقق الحرية والعيش بسلام في ظل عدالة اجتماعية، وحتما سينتصر الوطن وستسقط المؤامرات.. حفظ الله مصر وحماها.
الجريدة الرسمية